هل يمكن حدوث انقلاب ضد النظام الحاكم في مصر؟ سؤال تباينت رؤي المحللين والناشطين السياسيين ورموز المعارضة حول اجابته بين النفي القاطع والاحتمالية والتأكيد. السؤال تفرضه معطيات الوضع الراهن والغموض سواء فيما يتعلق بسوء الأحوال الاقتصادية وشبح البطالة الذي يلتهم الكثير يوميا أو فيما يخص صحة الرئيس وبلوغه سن الشيخوخة فضلا عن الحراك السياسي الحالي بغض النظر عن محاولات تحجيمه وشل حركته. جمال أسعد الناشط القبطي يري من جانبه صعوبة حدوث الانقلاب في الوقت الراهن وإن لم يستبعد حدوثه في ظل الواقع السياسي الحالي. وقال أسعد إن تجاهل بعض بنود الدستور والشرعية الشعبية قد يولد ذلك الانقلاب خاصة مع سوء صحة الرئيس، ورفض مبدأ التوريث والفساد مستبعدا أن يكون ذلك الانقلاب ديكتاتوريا وإنما تمهيد لإجراء انتخابات رئاسية يتم الإعلان عنها، وهو ما يعني أنه انقلاب يهدف للاصلاح السياسي. وأوضح د. يحيي القزاز عضو حركة 9 مارس أن حدوث انقلاب سريع وارد وبشدة بعد أن تم اختزال مصر في شخص مبارك وبعض الموالين للسلطة، وإن كان النظام - والكلام للدكتور يحيي - حريص علي قمع وتحجيم من يعتقد أنهم قد يكونون قادة هذا الانقلاب ومحركيه. وأبدي تخوفه من أن يصب الانقلاب - حال حدوثه - في مصلحة جمال مبارك خاصة بعد أن أعلن رئيس الولاياتالمتحدة عدم وجود ضغوط خارجية في تحديد شخصية الرئيس القادم وهو ما ينذر بفبركة انتخابات «ديكورية» تأتي بالوريث إلي سدة الحكم، وبالتالي أري أن الانقلاب سيحدث ولكن لا أعرف إن كانت نتيجته ستكون مع السلطة الحالية أم ضدها. أما محمود قطري الخبير الأمني فأكد تصدي النظام لأي انقلاب بصرامة وقوة، لأن البلد محكومة بالحديد والنار علي حد تعبيره، وتوقع حربا أهلية بين الموالين والمعارضين للسلطة في حالة حدوث انقلاب، مشيرا إلي ضرورة حدوث تغير قوي لمواجهة الفساد والتآمر والفقر وكل الأوضاع السيئة وذلك لاحتواء غضب المواطنين. وعن توقعاته للرئيس القادم قال قطري إن هناك احتمالين الأول هو استمرار نشاط البرلمان وترشيح عمر سليمان للانتخابات الرئاسية باعتباره مرشحا قويا يحظي بتأييد أمريكي وإسرائيلي، والثاني هو ترشيح جمال مبارك ليتحقق سيناريو التوريث المطروح دون معارضة بعد أن أصيب الشعب بأمراض الاستسلام والانهزامية والرضوخ للأمر الواقع، مستبعدا دخول الإخوان إلي حلبة المنافسة. ونصح الكاتب اسامة أنور عكاشة بالتفكير في نقل سلمي للسلطة خاصة بعد أن ظهر الرئيس في حالة صحية مقلقة خلال زيارة أوباما لمصر مطالبا بالكشف عن حقيقة هذه الحالة الصحية للرأي العام. ويري عكاشة أنه في حالة حدوث الانقلاب سيكون المستهدف منه تنصيب جمال مبارك مؤكدا معارضته للتوريث، ومستبعدا دخول الاخوان في اللعبة لأن الشعب لا يستطيع الاعتماد عليهم ويعرف أنهم يسعون لخدمة مصالحهم علي حد قوله.