اتجهت أنظار العالم صوب اليمن، لتردي الأوضاع داخلها، خاصة بعد اشتعال الأزمة داخلها لاشتباك قوات من الجيش واللجان الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مع قوات الأمن الخاص في عدن بقيادة العميد عبدالحافظ السقاف، قائد فرع القوات في عدن، والذي رفض قرار الرئيس بإقالته منذ نحو 3 أسابيع، ما انتهت إلى مقتل رئيس أركان حرب قوات الأمن الخاصة و12 من الجانبين، قام على إثره الطيران الحربي اليمني، الذي تسيطر عليه جماعة أنصار الله الحوثيين، بالإغارة على القصر الجمهوري. تلاحق الأحداث داخل صنعاء، كان سببًا أيضًا لإثارة الرأي العام الخارجي، وبناء عليه نددت عدد من الدول العربية، أمس، بما يحدث داخل الأراضي اليمنية، مؤكدين رفضهم لسيطرة الحوثيين على البلاد، وشرح أسباب هذه الأزمة مالك عوني، مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، والمتخصص في الشأن اليمني، بقوله إن الدول العربية تأخرت في معالجة الأزمة اليمنية وأضاعت فرصًا هائلة في بدايات العقد الماضي وذلك برفض انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي، ما أدى إلى زيادة الفقر واتساع المشكلات الاقتصادية وبالتالي تحول لبؤرة لتفريغ الصراعات الإقليمية بالوكالة وساحة للعصابات والجماعات الإرهابية، وبدأ تنظيم القاعدة يتجه إلى اليمن خلال العقد الماضي. وعن العوامل التي أدت إلى زيادة المشكلات الأمنية، أوضح عوني، في تصريح ل"الوطن"، أنها تعود لعدم وجود مقاومة حقيقية مسبقًا ضد تنظيم القاعدة، واستغلال الحرب على القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وذلك باستغلال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومساومته العرب وأمريكا في هذه الحرب، وتعرضت مناطق الحوثيين للتهميش وتصاعد المواجهة بينهم وبين الدولة اليمنية. وأضاف مدير تحرير مجلة "السياسة الدولية" أن هناك ترددًا في دعم تأسيس دولة وطنية حقيقية في اليمن، ولا يوجد مشروع عربي حقيقي للتعامل مع مختلف جوانب الأزمة الوطنية، وهو مشروع يجب أن يتأسس على دعائم وطنية وليست مذهبية أو قبلية، مشيرًا إلى أن الموقف العربي المتردد سيعطي مساحة لإيران للتغلغل في الساحة اليمنية من خلال استغلال التناقضات المذهبية والطائفية. وأكد أن الدول العربية تجاهلت الأزمة الحوثية لفترة طويلة، حيث إن السعودية تخشى مطالب الجماعات الحوثية والتي تتمثل في ارتباطاتهم بدولة إيران ورغبتهم في الحصول على مناطق من السعودية مثل منطقة عسير. وتابع عوني أن منذ ثورات "الربيع العربي" صعدت جماعة الإخوان في المنطقة وشكَّلت تهديدًا للسعودية وكثير من الأنظمة العربية.