فتحت الولاياتالمتحدةالأمريكية في الآونة الأخيرة جبهات عدائية عدة، فبعد سنوات من الحرب الكلامية والدبلوماسية بين واشنطن من جهة وروسياوكوريا الشمالية من جهة أخري كلا على حدا، أغضبت تصريحات وإجراءات جديدة اتخذتها أمريكا مؤخرًا، الصين وباكستان الأمر الذي وسع دائرة أعداء واشنطن بعد نحو 7 أشهر من تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واستقبلت أمريكا في الأسابيع القليلة الماضية نتيجة سياسيتها التي وصفت بانها غير مفهومة من أغلب تلك الدول، عدة تهديدات ووعيد أطلقتها أكثر من 6 دول خلال أسبوع، مفادها أنها لن تترك أمريكا تعبث في مقدراتها، يأتي ذلك في ظل تصريحات أمريكية وإجراءات استفزازية تطلق من الحين والأخر . الصين تحذر واشنطن نقطة الخلاف الرئيسية بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية هي بحر الصين الجنوبي، لكن في الآونة الأخيرة زادت حدة التوترات بين البلدين بسبب أمور أخرى خاصة المتعلقة بملف كوريا الشمالية، حيث حذرت الصينالولاياتالمتحدة الثلاثاء، من أي اتصالات عسكرية مع تايوان، قبل زيارتين قصيرتين لها سيقوم بهما وزير دفاع الأخيرة (جزيرة تايوان) التي تطالب بها الصين للولايات المتحدة في طريق ذهابه إلى دول حليفة في أمريكا الوسطى وعودته منها. وفي ملف أخر يدخل ضمن سياق التوتر بين البلدين، قال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تصحح على الفور خطأها المتمثل في فرض عقوبات على شركات وأفراد صينيين، وذلك لتفادي الإضرار بالتعاون بين البلدين. وجاءت هذه التصريحات بعد فرض واشنطن عقوبات جديدة تتعلق بكوريا الشمالية حيث استهدفت شركات وأفراد صينيين بسبب مزاعم دعمهم برامج الأسلحة الكورية الشمالية، وقال المتحدث باسم السفارة تعارض الصين العقوبات الأحادية الجانب خارج إطار مجلس الأمن الدولي ولاسيما الاختصاص القضائي الواسع المدى على كيانات وأفراد صينيين والذي تمارسه أي دولة بموجب قوانينها المحلية. التوتر بين باكستان وأمريكا ويتزامن التوتر بين واشنطنوالصين، مع فتح معركة أخري مع باكستان ، حيث أعربت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الأربعاء، عن خيبة أملها بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونفت أي اتهامات حول احتضانها للجماعات الإرهابية. ووفقا لوكالة «فرانس برس» جاء في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية: "لا يوجد دولة في العالم عانت أكثر من باكستان، من كارثة مثل الإرهاب، وبالكثير من الأحيان من الأعمال التي وقعت خارج حدودها، وبالتالي البيان السياسي الأمريكي الذي يتجاهل التضحيات الضخمة التي قدمها الشعب الباكستاني، مخيب للآمال". وجاء ذلك بعد تحذير الرئيس الأمريكي، في وقت سابق، من أن إسلام أباد قد تفقد الكثير في حال تسترت على الإرهابيين، ووفقا لترامب، فإنه "لم يعد بإمكان الولاياتالمتحدة السكوت عن الملاذات الباكستانية الآمنة للجماعات الإرهابية مثل طالبان وغيرها ممن يشكلون خطرا على المنطقة وخارجها، مشيرا إلى أن باكستان ستستفيد الكثير من التعاون مع أمريكا في أفغانستان، لكنها ستفقد الكثير في حال استمرت في إيواء المجرمين والإرهابيين. استمرار الحرب التهديدات الكورية الشمالية لأمريكا من جانب أخر هددت كوريا الشماليةأمريكا بشن ضربة عسكرية على جزيرة غوام الأمريكية، حيث قال القائم بأعمال سفارة كوريا الشمالية في روسيا، زينغ شون هيب، إن كوريا الشمالية انتهت من التحضيرات لشن ضربة على الجزيرة، مؤكداً أن بلاده ستشنها في حال لم تتصرف أمريكا بعقلانية. وأضاف شون هيب، في تصريح لسبوتنيك، أن بلاده تراقب عن كثب المناورات الأمريكية والكورية الجنوبية، التي انطلقت، الاثنين وفي حال الاستفزاز مستعدة لشن ضربة استباقية، وقال «جيشنا وشعبنا بقيادة الرفيق كيم جونج أون، يراقبون هذه الهجمات العدوانية ومستعدون في أي دقيقة شن ضربة استباقية، في حال حدوث استباقية»، موضحًا القائم بأعمال سفارة كوريا الشمالية في روسيا، أن بيونغ يانغ ترى أن المناورات الأمريكية — الكورية الجنوبية المشتركة تهدف إلى القضاء على كوريا الشمالية وقيادتها وقدراتها العسكرية. روسيا تبحث للرد على العقوبات الأمريكية من جانب آخر، تستمر العلاقات المتوترة بين واشنطنوموسكو على خلفية عدة ملفات أبرزها ، الملف السوري واستمرار العقوبات الأمريكية على روسيا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن موسكو باشرت في صياغة تدابير الرد الحتمية على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا، مؤكدًا أنه: «كان يجب على واشنطن أن تفهم خلال السنوات الأخيرة أن لغة العقوبات غير مقبولة بالنسبة لنا، لكن يبدو أنهم لم يتوصلوا لفهم مثل هذه الأمور الواضحة». وكانت الولاياتالمتحدة فرضت في وقت سابق الثلاثاء، عقوبات على 16 كياناً صينياً وروسياً لدعمها برامج الصواريخ النووية والباليستية في كوريا الشمالية. في سياق التوتر ولكن في ملف السوري، اعتبرت روسيا أن التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن استخدام القوات الحكومية السورية للسلاح الكيماوي، هدفها زيادة مستوى التدخل الأمريكي في الشأن السوري الداخلي، منتقدة التأكيدات الأمريكية على أن دمشق مسئولة عن استخدام الأسلحة الكيماوية، في حين أن بعثة الأممالمتحدة، التي حققت في حادث خان شيخون لم تتمكن من تحديد مرتكب الهجوم. فنزويلا تدخل على الخط من جانب أخر أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأسبوع الماضي، بتنفيذ تدريبات عسكرية نهاية الشهر الجاري، بعد تصريح لنظيره الأمريكي دونالد ترامب قال فيه إنه لا يستبعد الخيار العسكري في التعامل مع كاراكاس، وقال مادورو أمام حشد من أنصاره من الحزب الاشتراكي: «فنزويلا ليست خائفة، بل هي دولة محررين»، في إشارة إلى سيمون بوليفار الذي حرر البلاد من الحكم الاستعماري الأسباني. وأضاف أن «ترامب ارتكب خطأ فظيعا»، وسط هتاف الجماهير: «أيها الأمريكيون عودوا إلى دياركم». إيران ومشكلة الاتفاق النووي وفي إطار التوتر الإيراني الأمريكي بشان الملف النووي لطهران، أكدت نيكي هيلي سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة أن الولاياتالمتحدة تريد أن تعرف ما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم تفتيش مواقع عسكرية إيرانية للتأكد من التزام طهران باتفاق نووي تم التوصل إليه في العام 2005، وقالت هيلي في مقابلة مع رويترز “إذا نظرتم..لسلوك إيران في الماضي ما سترونه هو أفعال مستترة في المواقع العسكرية ،في الجامعات ،أشياء من هذا القبيل. وخلال الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ، الثلاثاء الماضي، أن بلاده قد تنسحب من الاتفاقية بشأن برنامجها النووي في غضون ساعات، في حال استمرت الولاياتالمتحدة بتوسيع العقوبات، ونقلت وكالة فرانس برس عن الرئيس ألإيراني قوله:«تجربة العقوبات السيئة والردع أجبرت الإدارة السابقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، إذا كانوا يريدون العودة إلى هذه الممارسة، لا سيما في وقت قصير- أسابيع أو أشهر، أو بساعات أو أيام- سوف نعود إلى وضعنا السابق».