بمناسبة العيد الوطني للمرأة بتونس، أطلق الرئيس التونسى العديد من التصريحات والتى أثارت عاصفة مدوية من الجدل، حيث أطلق بعض الإجراءات التي من شأنها أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث وكذلك حق زواج المرأة من غير المسلم، وقد كلف رئيس الحكومة بإيجاد صيغة ملائمة لا تتعارض مع الدستور ولا مع الدين. فاذا نظرنا إلى هاتين الدعوتين التي برر لهما الرئيس التونسى على أنهما من الأمور الواجبة للتطور الاجتماعى والحضارى للمرأة التونسية التى باتت تساهم فى الحياة مقارنة بالرجل بنسبة 45% على حد قوله، فنجد أن تلك الإجراءات هى بالفعل تتعارض مع الثوابت الدينية للشريعة الإسلامية حيث إن الله عز وجل قد شرع لنا فى كتابه وفى محكم آياته ماهى الحالات التى تورث فيها المرأة مثل الرجل وتم تحديدها ولكن أن يتم المساواة فى المطلق بين الرجل والمرأة فهذا يعد تعديا على ما جاء فى الشريعة الإسلامية وتغييرا فى ثوابت العقيدة لقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم «تلك حدود الله فلا تعتدوها» صدق الله العظيم. فلا يصح الاجتهاد مع وجود نص فى كتاب الله لأنه بذلك لا يعد إلا إلغاء لتلك النصوص المنزلة من قبل رب العزة والتى أنزلها لترسى العدل والمساواة العادلة وحفظ الحقوق بين الناس وإذا تعمقنا فى هذا الأمر نجد أن المرأة الإسلام كرمها وأعطى لها الكثير من الحقوق الواجبة على الرجل من حق النفقة عليها والتزامه نحوها عند الزواج بدفع المهر التى تحتفظ فيه ويمكن أن تستثمره، أما الرجل فيأخذ من نصيبه لدفع كافة النفقات والتزاماته الواجبة وكذلك حدد الإسلام مواضع كثيرة تورث فيها المرأة مثل الرجل على سبيل المثال الأخوة للأم فتورث مثلها كمثل أخواتها الرجال ولهذا فإن هذا الإجراء يدعو إلى هدم جزء أصيل فى الشريعة الإسلامية. وإذا نظرنا إلى الدعوة الأخرى الخاصة زواج المرأة المسلمة من غير المسلم فإن ظاهرها يدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى حرية الاختيار فى الزواج، ولكن فى الحقيقة هو هدم لجزء أصيل آخر فى الشريعة الإسلامية والذى هو فى الأساس يحمى المرأة ويكرمها ويحفظ حقوقها من الضياع والكل يعلم أن الزواج فى الشريعة الإسلامية قائم على المودة والرحمة والسكن وذلك لأن الزوج المسلم وفقا لعقيدته مأمور بأن يحترم ويؤمن بالأديان السماوية والأنبياء والرسل والسماح للمرأة غير المسلمة بإقامة شعائرها فهنا عنصر المودة والرحمة والسكن متوفرة للزوجة غير المسلمة . أما إذا تزوجت المسلمة بغير المسلم فهنا عنصر المودة والرحمة والسكن مفقود وذلك لعدم إيمان غير المسلم بالأديان السماوية الأخرى أو من الديانات السابقة والأنبياء والرسل الذين سبقوا دياناته وبذلك لن يكون هناك احترام وتوقير وتوفير المساحة لإقامة شعائر دينها بكل احترام وأريحية وحتى وإن لم يصرح بذلك أمام زوجته بذلك فإنها ستظل محاصرة نفسيا وسيكون هذا حاجزا كبيرا بينهما وستشعر بعدم الاحترام والتقدير لذاتها ولدينها ويعتبر الاحترام المتبادل هو العنصر الأساسى لاستمرار العلاقة الزوجية ولهذا حرم الله عز وجل زواج المسلمة من غير المسلم ولقد قال الله فى محكم آياته «سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين» صدق الله العظيم. ولذلك تلك الدعوات ليست فى صالح المرأة وحفظ حقوقها وكرامتها واحترامها وإنما تنتقص منها وإلا فما كان الله عز وجل قد شرع الشرائع التى يسير عليها الناس وتكون لهم النور والمنهاج.