يوافق اليوم 26 يوليو الذكرى الرابعة ل"جمعة التفويض" التي شهدت محافظات الجمهورية فعاليتها عام 2013، وخرج وقتها الملايين من أبناء الشعب المصري لدعم ومساندة القوات المسلحة ضد الإرهاب، وتهديدات قيادات جماعة الإخوان بحرق مصر، استجابة لدعوة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي. جمعة التفويض 26-7-2013 تلبية دعوة وزير الدفاع شعبيا، كان لها آثر بالغ في نفوس قيادات الإخوان الذين رأوا بأعينهم فشل كافة مخططات إيهام الرأي العام الدولي أن عزل محمد مرسي انقلاب عسكري نفذه الجيش، ليرى العالم ملايين المصريين يقولون لا للإرهاب.
الغضب الذي أشعلته الاستجابة الشعبية في نفوس قادة الإخوان في هذا اليوم منذ 4 سنوات، دفعهم لاتخاذ إجراءات تصعيدية ضد المواطنين لإرهابهم، في محاولة من التنظيم لإفساد المليونيات التي شهدتها ميادين مصر في مقدمتها التحرير والاتحادية.
أحداث جمعة التفويض عن هذا اليوم تقول وثائق أمنية مؤرخة في 27 يوليو 2013 بمعرفة قيادة شرطية بارزة بمديرية أمن القاهرة آنذاك، رصدت الأحداث التي افتعلها الإخوان بالتزامن مع فعاليات جمعة التفويض، إن قيادات التنظيم عقدوا اجتماع بميدان رابعة العدوية حيث مقر اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، وضعوا خلاله خطة لمواجهة التحركات الشعبية لمساندة القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب.
وفقا للوثائق الأمنية التي تمتلك "ًصوت الأمة" نسخة منها، اتفق الإخوان على ضرورة استغلال احتشاد الشعب المصري في الميادين لتفويض القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، في مؤامرة إيهام الرأي العام الدولي باندلاع حرب أهلية في مصر رفضا لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
الاتفاق الشيطاني انتهى إلى تنظيم مسيرات تخرج في مناطق متفرقة، وحصار التجمعات الشعبية المحتشدة في ميدان التحرير بوسط القاهرة، والمواطنون المتجمعون بمحيط قصر الاتحادية، والاعتداء عليهم لتحقيق 3 أهداف وضعتهم القيادات الإخوانية خلال الاجتماع.
جرائم الإخوان استهدف الاجتماع في المقام الأول إرهاب المواطنين الذين خرجوا تلبية لدعوة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، لمنع مشاركتهم في أي فعاليات مستقبلية، والهدف الثاني تمثل في خلق رأي عام يدعم فكرة خروج الأوضاع الأمنية في مصر عن السيطرة منذ عزل مرسي واشتعال فتنة بين أبناء الشعب تُنذر باقتتال أهلي، أما الهدف الثالث لم يخرج عن اختبار حالة ضبط النفس التي تحلت بها المؤسسات الأمنية في البلاد منذ بداية الأحداث.
تشير الوثائق الأمنية، إلى أن قيادات الإخوان كلفت المهندس عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية وأحد المشاركين في تنظيم اعتصام رابعة العدوية، بنقل الأوامر إلى عناصره المسلحة المنضمة لاعتصام ميدان النهضة للمشاركة في تنفيذ الخطة.
اعتمدت الخطة على افتعال عدة اشتباكات بمحافظات ومناطق مختلفة، وبث أخبار كاذبة وشائعات عبر فضائيات تابعة للتنظيم، ومواقع إخوانية، وتكليف اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بتصوير الأمر على أنه حرب أهلية اندلعت في مصر بسبب عزل محمد مرسي.
أحداث المنصة 26 يوليو 2013 نفذ الإخوان في ذلك اليوم عدة مذابح لكن الأحداث التي اكتسبت شهرة واسعة بفضل تجارة الإخوان بدماء ضحايها، اشتباكات النصب التذكاري يوم 26 يوليو 2013، المعروفة إعلاميا بأحداث المنصة.
قاد الإخوان مسيرة خرجت من ميدان رابعة العدوية في شكل سلمي، كانت في طريقها إلى ميدان التحرير، تمهيدا لاعتداء العناصر المسلحة المشاركة فيها على المواطنين الرافضين للإرهاب، وعندما اقتربت من كوبرى 6 أكتوبر وقعت اشتباكات بين الأهالى والإخوان قام خلالها المسلحون بإطلاق النيران بشكل عشوائي عليهم وإلقاء عبوات المولوتوف الحارقة تجاه منازلهم لإرهابهم.
أحداث النصب التذكاري ووصلت الاشتباكات للاعتداء على قوات الشرطة بالرصاص والخرطوش، ما دفعهم لاستخدام قنابل الغاز في محاولة منهم لتفريق الإخوان، ومع اشتداد حدة الاشتباكات بدأ الأمن في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أعمال العنف والشغب، وسقط خلال الحادث عشرات القتلى والمصابين.
أحداث كوبري الجامعة وفي محافظة الجيزة هاجم مسلحون بميدان النهضة أهالي منطقة المنيل، عن طريق حشد متظاهري الإخوان أعلى كوبري الجامعة، ثم انطلق المسلحون ببنادق آلية نحو المساكن وأطلقوا النيران بشكل عشوائي ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات أيضا. موقعة القائد إبراهيم في محافظة الإسكندرية شهدت ميدان القائد إبراهيم مصادمات عنيفة بين عناصر الإخوان والمشاركين في مليونية تفويض القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 180 آخرين.
هكذا فكر قيادات الإخوان في مواجهة تحركات شعب مصر منذ 4 سنوات، وهكذا فوض المواطنون جيشهم وجهاز الشرطة في مواجهة الإرهاب، وهكذا أثبتت الأحداث المتتالية أن دعوة وزير الدفاع آنذاك لمواجهة الإرهاب المحتمل كانت صائبة.
اقرأ أيضا: ضبط 3 أشخاص قاموا بسرقة المحلات التجارية بدار السلام بعد قتل مقاول.. قاضي المعارضة يجدد حبس تشكيل عصابي لسرقة السيارات 15 يوما ضبط عامل أحذية انتحل صفة ضابط شرطة لسرقة المواطنين بدار السلام