في الوقت الذي يكسب فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي أرضًا جديدة في قلوب المصريين بقراراته المنحازة إلى الفقراء ومحدودي الدخل، وكسب تأييد إقليمي ودولي أيضًا، إلا أن هناك العديد من القوى التي تتربص به، وتتحين الفرصة للانقضاض عليه، ولكنهم لن يستطيعوا اغتياله والجلوس على عرش مصر مكانه، فأضعف الإيمان عندهم أن يعرقلوا مسيرته، ويتصيدوا له الأخطاء، ويتعمدوا إفشاله في كل مناسبة تحمل دلالة ما في نفوس «معارضي السيسي»، أو إن شئنا الدقة «كارهيه»، باعتباره «قائد المذابح والانقلاب ضدهم»، كما يدعون ويروجون في وسائل إعلامهم بالليل والنهار. وعلى رأس «كارهي السيسي» يأتي تنظيم الإخوان الإرهابي والموالين له من بعض التحالفات والحركات والائتلافات، الذين يستغلون كل فعالية أو تظاهرة أو مناسبة ذات دلالة لهم؛ لأخذ ثأرهم من «السيسي»، أو على الأقل إحراجه محليًا وإقليميًا ودوليًا، وبدءوا بالفعل في إعداد الخطة لهذا الغرض في «3 يوليو» وما بعد هذا التاريخ. «3 يوليو».. ذكرى «عزل مرسي» «3 يوليو» تاريخ لن يُمحى من ذاكرة المصريين، الذين انقسموا بشأنه إلى ثلاث طوائف، الأولى، وتمثل غالبية المصريين، وتراه استجابة وانحيازًا من القوات المسلحة إلى الإرادة والثورة الشعبية التي خرجت في «30 يونيو» للمطالبة بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي بعد عام من حكمه، والطائفة الثانية تحفظت على ما جرى في هذا اليوم وما تلاه من أحداث، رغم كرههم حكم الإخوان. أما الطائفة الثالثة وهم الإخوان وأنصارهم والموالون لهم فيرون أن هذا التاريخ هو بداية الانقلاب على الرئيس الشرعي، بحسب زعمهم، لذا يستعد تنظيم الإخوان، وما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، المؤيد للرئيس المعزول، لتنظيم فعاليات احتجاجية في ذكرى ثورة «30 يونيو»، وما تلاها من أحداث في «3 يوليو». وحسبما أكد قيادي بتحالف المعزول، فإن قيادات الإخوان الهاربين خارج البلاد وضعوا خطة متصاعدة للتظاهرات، تبدأ من يوم «3 يوليو» وتستمر حتى إسقاط النظام. القيادي بالتحالف قال إن الجماعة وضعت خطة تتلخص في استدراج قوات الأمن إلى الشوارع الجانبية، من خلال بعض عناصر الإخوان الذين يوجدون فوق أسطح العقارات، وكذلك نصب أكمنة لأسر أكبر عدد من الجنود والضباط، والانسحاب من الميدان لاستدراج القوات إلى داخله ثم بدء مهاجمتهم بأسلوب «الكماشة»، مستخدمين الأطفال والنساء دروعا بشرية. أما تنفيذ الخطة، بحسب المصدر، فتم إسنادها إلى شباب الإخوان والتحالف، وسيعتمدون في تنفيذها على وقوع جرحى وقتلى إما في صفوفهم أو في صفوف الأهالي وقوات الأمن، مستخدمين كل الأدوات التي تساعدهم في تنفيذ خطتهم بدءًا من الحجارة والشوم والفرمانشات، وقنابل المولوتوف وانتهاء بالخرطوش والرصاص الحي، مما سيضع «السيسي» ونظامه في إحراج دولي، بحسب اعتقادهم. «8 يوليو».. أحداث «دار الحرس الجمهوري» في فجر يوم 8 يوليو من العام الماضي اندلعت اشتباكات في محيط دار الحرس الجمهوري بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والقوات المكلفة بتأمين الدار، مما أدى إلى مقتل 61 شخصًا وفقًا لآخر تقرير لمصلحة الطب الشرعي، بينما أصيب أكثر من 435 آخرين. وبحسب بيان للقوات المسلحة فإن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري، فانطلقت صفارات الإنذار وأمر الجيش المعتصمين بالمغادرة لكنهم رفضوا فتم تفريقهم بالقوة، وألقت القوات القبض على 200 فرد، كان بحوزتهم كميات من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، فيما زعم الإخوان أن القوات فتحت النار عليهم أثناء تأدية صلاة الفجر في محاولة لفض اعتصام رابعة العدوية. «27 يوليو».. «أحداث المنصة» في هذا اليوم اندلعت اشتباكات بين الأمن وأنصار الرئيس محمد مرسي، عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين القادمين من اعتصام رابعة اعتلاء كوبرى أكتوبر من مطلع طريق النصر، لإعاقة الحركة المروية أمام السيارات أعلى الكوبرى وقطع الطريق، فتصدت لهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، مما دفع أنصار المعزول إلى استخدام المولوتوف والأحجار واشتبكوا مع الأمن، ثم تراجعوا بعد ذلك إلى ميدان رابعة حيث اعتصامهم. وفى الساعة الثالثة صباحًا قامت أعداد كبيرة من أنصار المعزول بتكرار المحاولة مرة أخرى واشتبكوا مع الأمن واستخدموا المولوتوف والأسلحة الخرطوش والنارية، وأشعلوا النيران في السيارات الموجودة بالمنطقة وصعدوا أعلى كوبرى أكتوبر وبدأت عمليات الكر والفر. وفي أثناء ذلك نجحت مجموعة من الإخوان في الوصول إلى النصب التذكارى بمدينة نصر، حيث كانت توجد أعداد من المواطنين المؤيدين زير الدفاع آنذاك «الفريق عبد الفتاح السيسي»، واشتبكوا معهم مستخدمين الأسلحة البيضاء والخرطوش، واستمرت هذه الاشتباكات قرابة 5 ساعات، وأسفرت عن سقوط 24 قتيلًا وأكثر من 200 مصاب، من الطرفين وتم نقل مصابى الإخوان إلى المستشفى الميدانى الخاص برابعة العدوية. «14 أغسطس».. فض اعتصامي «رابعة والنهضة» هذا التاريخ بمثابة «كربلائية» أو «البكائية» الأكبر للإخوان، فبعد اعتصام عدد كبير من مؤيدي «مرسي» لمدة 45 يوما في ميدان «رابعة العدوية» بمدينة نصر، و«النهضة» أمام جامعة القاهرة، قررت حكومة الدكتور حازم الببلاوي فض الاعتصامين، وأعلنت الشرطة أنها ستوفر ممرات آمنة لخروج المعتصمين، وفي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 بدأ تحرك القوات تجاه المعتصمين في الميدان والنهضة، وأغلقت الطرق المؤدية إليهما، وصاحبت القوات جرافات للعمل على إزالة حواجز وضعها المعتصمون. وفي نحو الساعة الثامنة صباحًا أطلقت القوات القنابل المسيلة للدموع، في محاولة لتفريق المعتصمين، ثم تقدمت قوات الشرطة لفض اعتصام نهضة مصر أولًا، وصاحبت الشرطة مجموعات باللباس المدني أزالت الخيام واللافتات المؤيدة للرئيس المعزول، وأظهرت مقاطع الفيديوهات من داخل الاعتصام وجود أسلحة وذخائر داخل نعوش في خيام المعتصمين، ثم تلا ذلك فض اعتصام رابعة العدوية. وتضاربت الإحصائيات حول أعداد الضحايا، فبينما نقلت قناة «الجزيرة» الموالية للإخوان عن شخص يدعي أنه منسق المستشفى الميداني برابعة العدوية، قوله إن عدد القتلى 2200 وآلاف المصابين، ذكرت وزارة الصحة أن 578 قتيلًا و4201 مصاب سقطوا كحصيلة جميع الاشتباكات على مستوى الجمهورية يومي 14 و15 أغسطس 2013. «9 أكتوبر».. «أحداث ماسبيرو» يُطلق على هذه الواقعة أيضًا «أحداث الأحد الدامي أو الأحد الأسود»، وبدأت في الرابع من أكتوبر 2011 بتظاهرة انطلقت من شبرا وأعلن المتظاهرون اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»؛ للمطالبة بإقالة محافظ أسوان، آنذاك، مصطفى السيد، على قيام سكان من قرية «المريناب» بهدم كنيسة قالوا إنها غير مرخصة، وتصريحات للمحافظ اعتبرت مسيئة بحق الأقباط، وتطورت الأحداث في الأيام التالية، وتحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأسفرت عن مقتل ما بين 24 و35 شخصًا من الأقباط والمسلمين. «19 نوفمبر».. أحداث «محمد محمود» هذه الأحداث تعد الموجة الثانية لثورة 25 يناير، ووقعت هذه الأحداث في الشوارع المحيطة بميدان التحرير خاصة في شارع محمد محمود بدءًا من يوم السبت 19 نوفمبر 2011 وحتى الجمعة 25 نوفمبر 2011. واستخدمت الشرطة في هذه الأحداث القوة المفرطة لمواجهة المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل العشرات، بالإضافة إلى آلاف المصابين، وكانت الكثير من الإصابات في العيون والوجه والصدر نتيجة استخدام الخرطوش، بالإضافة إلى حالات الاختناق نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع. وكان من تداعيات هذه الأحداث استقالة حكومة الدكتور عصام شرف، وتكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، بالإضافة إلى إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة في مصر. بدأت الأحداث مع 16 ديسمبر.. أحداث مجلس الوزراء فجر يوم 16 ديسمبر 2011 عندما تم اختطاف أحد المعتصمين من قبل القوات المتمركزة داخل مجلس الوزراء لتأمينه والاعتداء عليه بالضرب المبرح، ثم إطلاق سراحه، مما أدى إلى تأجيج الغضب وبدء المناوشات والاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. استمرت الاشتباكات وحالات الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين على مدى أسبوع، تتصاعد أحيانًا، وتهدأ أحيانا أخرى، ووصل عدد الضحايا إلى 17 قتيلًا و1917 مصابًا، وفي الثالث والعشرين من نفس الشهر توافد عشرات الآلاف إلى ميدان التحرير استجابة لدعوة «جمعة رد الشرف» كما أطلقوا عليها، وطالب المتظاهرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة فورًا للمدنيين، وطافوا أنحاء الميدان بنعوش رمزية لتكريم الشهداء الذين سقطوا خلال الأحداث. «25 يناير».. «ثورة شعبية ركبها الإخوان» بالقطع لن يفوت تنظيم الإخوان ذكرى ثورة 25 يناير، تلك الثورة الشعبية التي كانت شاهدة على خسة الإخوان الذين تركوا شباب الثورة يقتلون في الميادين، وراحوا يتفاوضون مع قيادات المجلس العسكري، آنذاك، لقيادة البلاد. هذه الثورة سبق التحضير لها قبل هذا التاريخ، وانتشرت الدعوات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للنزول إلى ميدان التحرير، والمشاركة مع المتظاهرين؛ احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة وكذلك على ما اعتبر فسادًا في ظل حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فاستجاب الآلاف لهذه الدعوات، لكن الأحداث بلغت ذروتها في الثامن والعشرين من يناير، فيما يسمى «جمعة الغضب»، عندما نزل الملايين في كل ميادين مصر، وانهارت الشرطة تمامًا أمام أعداد المتظاهرين، وسقط أكثر من 840 شخصًا في هذه الأحداث، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 6 آلاف مصاب. وكان من أبرز تداعيات هذه الثورة تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن منصبه الساعة السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011، من خلال بيان مقتضب أذاعه نائبه، حينذاك، اللواء عمر سليمان، وتفويض القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. كل هذه التواريخ والأحداث سيحاول الإخوان والموالون لهم استغلالها، وتطويعها لخدمة مصالحهم وأهدافهم، بزعم «عودة الشرعية»، وتصفية حساباتهم مع «السيسي»، ومع كل القوى التي شاركت في الثورة ضد نظامهم، مستخدمين في ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ابتداءً بافتعال الأزمات اليومية، وانتهاءً بسلسلة من التفجيرات أو الاغتيالات.