عشق آل البيت مصر لم يكن من فراغ، بل كان حبًا ينطلق من محبة متبادلة بين المصريين وكل من ينسب لأشرف خلق الله، وحبيب الرحمن، وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه السيدة الصالحة الراجحةُ الشريفة «أم كلثوم» ابنة القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، رضوان الله عليهم جميعًا، وهى أخت السيد يحيى الشبيه بالنبى وأخت السيدة فاطمة العيناء. يقال إنها تزوجت بمصر، وأنجبت عددًا من الأولاد لم يذكر عددهم ولا أسماؤهم الذين انقرضت ذريتهم، بعد أن ماتوا وهم أطفال، وفقًا لكتب التراجم التى حوت عبارات يفهم منها ذلك.
يقال إنها كانت متزوجة موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وأعقبت منه ولدًا اسمه «جعفر».
وقد كانت أم كلثوم صَوَّامة قوَّامة الليل لا تلتفت لأهل الدنيا، مستجابة الدعوة، ومن الزاهدات العابدات، اتصفت بالورع والتقى. أقامت بمصر وماتت بها، وتوفيت بعد والدها فى نهاية القرن الثالث الهجرى، التاسع الميلادى.
ظل حبها يمتد، من جيل إلى جيل، بعد أن كانت قبلة للضعفاء، ومأوى للمشردين، وملاذًا للجائعين، وتجمعًا لعشاق آل البيت. وأنشئ مشهد لها بأمر من الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله الذى تولى الخلافة من سنة «645ه 1101م» إلى سنة «524ه - 1130م»، ويعتبر «مشهد أم كلثوم» من الآثار الإسلامية التى تتميز بقيمة معمارية كبيرة، ويقع مدفنها فى مقابر قريش بجوار مسجد الإمام الشافعى فى منطقة عين الصيرة بالقرب من والدها القاسم الطيب. للأسف حالة المقبرة لا تختلف كثيرًا عن باقى الأضرحة الإسلامية الموجودة فى المنطقة من حيث الإهمال وعدم الترميم، وعدم اكتراث