«المنافقين» وصف ليس بجديد على الساحة السياسية لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، بفروعها على مستوى العالم، غير أن المنشق عن جماعة «الإخوان» بالسعودية خالد السبيعي، عاود استخدامه في وصف الجماعة المصنفة إرهابيًا في السعودية، مؤكدًا أنه لم يجد مواصفات للمنافقين أكثر من الإخوان المسلمين، بقوله: «الإخوان إذا حدثوا كذبوا، إذا وعدوا أخلفوا، إذا أؤتمنوا خانوا، وإذا خاصموا فجروا، يظهرون مالا يبطنون». السبيعي في حوار لصحيفة «عكاظ» السعودية، أكد تورط قطر في دعم الإخوان على كافة الأصعدة؛ منها الإعلامية عبر قناة الجزيرة، والتمويل المالي، مضيفًا أن الجماعة تبطن المكيدة لمنهج السلف والبلاد وذلك في كافة دول المنطقة. انضم السبيعي إلى الجماعة الإرهابية، عن طريق مجالس حفظ القرآن والندوات الدينية وهو أسلوب طالما تستخدمه الجماعة في «جر رجل» أي شخص يهوى التدين، غير أن هناك رحلات مجانية، بعدها تبدأ مرحلة تغذية الأفكار بسقوط الخلافة، وأن الناس ضائعون والحكومات لم تتحرك لإعادة الخلافة ويذكرون السلبيات ويعملون على الشحن ضد العلماء والحكام، ويضربون على وتر فلسطين والمذابح بالدول الإسلامية، والأمة غائبة، وهذه لا تأتي إلا بعد التمكن من الشخص وربطه بالبرامج الخاصة بهم بعد ثلاث سنوات بالضبط، ومن أساليب جذبهم أيضاً «الفزعة» بالجامعات والوظائف ونحوها، بحسب قول القيادي المنشق. الحماس الزائد للدين والقضية الفلسطينية، لدى «السبيعي» جعل منه موضع ثقة لرجال الجماعة، بعدها تم تكليفه بمهمات تبليغ وتجميع الشباب، يقول: «أنجزها وكنت مسؤولًا وقائدًا ولدي نجاحات كبيرة، وجمعت طلابا في مكتبات المساجد، وكان أدائي ممتازًا». عمليات الإعداد تتطلب الإطلاع على كتب التفسير والسيرة النبوية؛ وذلك ل«الخدعة»، يضيف القيادي المنشق: «بعد الوصول للمراحل المتقدمة، يتحدثون عن كتب الإخوان مثل كتاب فتحي يكن، تفسير سيد قطب «في الظلال»، وكتب القرضاوي وأشرطته». هناك علاقة تنافسية تجمع جماعة الإخوان بالسعودية بجماعة «السروريين»، يقول السبيعي: «إن الإخوان هي العباءة التي خرجت منها كافة التنظيمات، أما السروريين فهم نشأوا حديثًا على يد محمد سرور زين العابدين وهو سوري، وينافس الإخوانۑ». كعادة الإرهابية في مصر وغيرها «الشماتة» في الدول التي ليس لهم حول فيها ولا قوة، يكمل «السبيعي»: «إن الإخوان يفرحون بأي هزة أمنية سواء داخلية أو خارجية، وفي حرب الخليج خرج عدد منهم ضد المفتي السابق للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وشتموه واستنكروا دخول أمريكا في حرب الخليج، وعندما تحصل أي مشكلة بالسعودية يفرح الإخوان؛ لأن تنظيمهم لا يعيش إلا بالفوضى، يريد أن يشغل الدولة لكي يتمكن ويتقدم، لكي لا يتم الالتفات لهم». وفند الإخواني السابق أسباب خروجه عن رحم التنظيم، قال إنهم يتهجمون على علماء الدين، ولا يرون إلا القرضاوي، ورأيت لديهم نهجًا كارثيًا داخل الجمعيات من كره لمؤسس الدولة، وكذلك عشقهم لإخوان مصر وولاؤهم لهم، ولا يحبون الوطنيين، كذلك رأيت منهم ضعفًا في العبادات، فمثلًا يؤذن المؤذن وتقام الصلاة وهم مازالوا يتناقشون في التنظيم، وهم عملاء للتنظيم الدولي للانقلاب على الدولة وإسقاطها، وكان ذلك واضحًا جليًا في الربيع العربي، حينما صرحوا بذلك وكان إخوان السعودية يحرضون الناس في هذا المسا»ر. وعن الدعم المادي للتنظيم، أوضح السبيعي: «نحن نشترك في التنظيم بدفع رسوم شهرية، من خلال الاستقطاع من رواتبنا، ومن لا يدفع يعاقب ويعاتب، فمسؤول الصندوق يطالبنا بدفع 5% من رواتبنا، وكذلك التجار يدفعون، وهناك تمويل من الجمعيات، وتمويل يأتي من الندوات والمحاضرات، وجمعيات التحفيظ، والأوقاف الخيرية معظمها تتبع التنظيمات. وانتهى السبيعي إلى أن الإخوان ابتلعوا دولة قطر وأدخلوها التنظيم ولن تترك قطر التنظيم لأنه يعطيها قوة في ظل أنها دولة ضعيفة مقابل السعودية، وقطر الآن تدعم التنظيم إعلاميًا وعلى رأسها قناة الجزيرة.