مصنع قادر يحارب السرطان فى كفر الشيخ.. ويزود الجيش الأمريكى بسيارات الجيب المصنع يحمى المنشآت الحيوية بقاطع طريق سحرى
يعد مصنع قادر للصناعات المتطورة - التابع للهيئة العربية للتصنيع، التى تحتفل فى إبريل الحالى بذكرى تأسيسها - أول مصنع حربى بمصر، تأسس عام 1949 تحت اسم مصنع هليوبوليس للصناعات الجوية، بغرض تصميم وتصنيع طائرة تدريب من طراز «جمهورية»، وتحول فيما بعد لتصميم وتصنيع العربات المدرعة، بالإضافة لعمله على تصميم وتصنيع التدريعات اللازمة لجميع أنواع السيارات، ويديره حاليا المهندس عبدالصادق أحمد عبدالرحيم.
أجرت «صوت الأمة» جولة بداخل «قادر» للوقوف على آخر ما يصنعه ويطوره من معدات، تخدم العسكرية المصرية، والصناعة الوطنية.
المدرعة فهد.. اسم على مسمى الاسم والمهام والقدرات «فهد»، اسم على مسمى، قدرتها على العمل بالأماكن الملتهبة، والتعامل مع مستجدات الحركات الجهادية، وضعها فى مقدمة القطع العسكرية، العاملة فى المثلث الملتهب بسيناء، بدأ إنتاج أول طراز من المدرعة «فهد 300» متعددة الأغراض عام 1984 بنسبة تصنيع محلية لا تتعدى 25 %، وارتفعت النسبة فى تسعينيات القرن الماضى لتبلغ 50 %، ثم ارتفعت مؤخرا من جديد لتبلغ 68 %.
تتميز المدرعة «فهد» التى يصنعها مصنع «قادر» بقدرتها الفائقة على الاقتحام والمداهمة، والنقل والتأمين فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى، مما أهلها للعمل بالمناطق الملتهبة بسيناء، ولا سيما بعد تطويرها لمواجهة زرع العبوات الناسفة على طرق تحرك قوات الأمن، وتفجير العربات المدرعة من الأسفل.
راعت الهيئة العربية للتصنيع، التى يقودها الفريق عبدالعزيز سيف الدين، عند إنتاج «فهد 300» أن تكون مرتفعة عن الأرض بفارق كبير عن المدرعة التقليدية، إضافة إلى تركيب أنظمة تُعرف باسم «خلية النحل» أسفل المدرعة، تعمل كقوة مضادة لانفجار العبوات الناسفة، وتعمل على تحويلها إلى طاقة حركة ترفع المدرعة قليلا دون أن تُصيب الجنود الموجودين على متنها إثر تفجيرها.
تتميز «فهد» بقدرتها على التصدى لمختلف أنواع الطلقات النارية بما فيها «الطلقة النصف بوصة»، وقدرتها على التحرك بانسيابية كبيرة، والمناورة، والتحرك على الطرق الرئيسية، وخارج الطرق أيضا.
تم تزويد «فهد» بأجهزة للرؤية الليلية، و«فانوس سرى» يتم استخدامه وقت دخول العربة المدرعة فى حالة التمويه أو حال وجودها فى منطقة ضبابية، بحيث يرى مستقلو العربة ما حولها، ولا يراها من فى الخارج، كما أنها تستطيع نقل سرية كاملة من الجنود، فيمكنها حمل سائق وفرد بجواره، إضافة ل8 مقاعد فى الخلف مخصصة للجنود، كما أن بها فتحات جانبية أمام كل مقعد، محمية بقطعة مدرعة يمكن إزالتها، وإطلاق النيران منها على العناصر المستهدفة، فضلا عن وجود برج فى الجزء الأمامى منها، يمكن أن يستقله مقاتل مزود بمدفع رشاش متعدد أو رشاش نصف بوصة، ليصل إجمالى طاقم المدرعة إلى 11.
الجيب G8. سيارة مصرية يطلبها الجيش الأمريكى يعد مصنع «قادر»، المصنع الوحيد للسيارة الحديثة الجيب G8 على المستوى الدولى، وتتخطى نسبة المنتج المحلى فيها حاجز ال 45%، وتم تصميمها للعمل فى أى ظروف شاقة، مما دفع عددا من الدول الأجنبية لطلب استيرادها من مصر، فتم تصدير عدد كبير منها لدول أوروبية، كالبرتغال التى حصلت على 30 سيارة منها، كما طلبت قوات حرس الحدود بالجيش الأمريكى، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وجيوش أوروبية الحصول على خدماتها، بعدما تم تطويرها بشكل يسمح بتسليحها وتدريعها، بشكل يمكنها من العمل فى المجالات العسكرية، ونقل الجنود والضباط.
قاطع طريق.. لحماية المنشآت السيادية من العمليات الإرهابية لم يعد الوقت مناسبا لاستخدام حوائط وحواجز خرسانية لحماية المنشآت الحيوية، لذلك عمل مصنع «قادر» خلال الفترة الماضية، على تصنيع قاطع للطريق، يعمل على تأمين مداخل المنشآت العامة والحيوية والسيادية ضد أى عملية إرهابية، تقوم بها الجماعة التكفيرية، عبر السيارات المفخخة.
يقول المهندس عبدالصادق عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة مصنع قادر للصناعات المتطورة، إن المصنع نفذ «مصدات» مصنعة من الصلب المدرع، لحماية المنشآت العامة من استهدافها بسيارات مفخخة، مشيرا إلى أنها مصممة للعمل إلكترونيا عبر لوحة تحكم يتم العمل عليها بواسطة أحد أفراد التأمين، والتى يمكن رفعها لتمثل عائقا أمام السيارة المشتبه بها، أو خفضها لتختفى تماما، وتسمح بمرور السيارات عليها دون أي عوائق مرورية. وأوضح «عبدالرحيم» أن عملية رفع المصدات لا تأخذ أكثر من ثوانٍ، وتتمتع بقدرة تأمينية عالية، حيث إنها يمكنها صد سيارات بسرعات عالية تصل حتى 80 كيلو مترا فى الساعة، وحمولات كبيرة تصل حتى 8 أطنان.
ب«النانو تكنولوجى».. المصنع ينشئ محطة متنقلة لمعالجة مياه الصرف استمرارا لجهود الهيئة العربية للتصنيع، فى المشاركة فى عملية تنمية المجتمع، عبر قدراتها الصناعية الضخمة، قام مصنع قادر خلال الأسابيع الماضية بمد وزارة البيئة، فى إطار التعاقد المبرم بينهما، بعدد من العربات تضم بداخلها محطات لمعالجة مياه الصرف الصحى المتنقلة، والتى تعمل بتقنية «النانو تكنولوجى»، لتدخل ضمن برنامج دعم القرى الأكثر احتياجا، ومن بينها محطة تخدم أهالى مركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، والتى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى تعليماته، لحكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بالاهتمام بشكل كبير بتنميتها وحل مشكلاتها.
يذكر أن العربة الواحدة لديها قدرة على معالجة قرابة 4 أمتار مكعبة من مياه الصرف. «قادر» يحارب السرطان إيمانا بدوره فى التنمية المجتمعية، قام مصنع قادر بالتعاون مع مستشفى سرطان 75357، بمحاولة إيجاد حل لمشكلة السرطان من جذورها، حيث وجد مستشفى السرطان أن إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، ضرب السرطان ما لا يقل عن 2000 من أطفالها، بسبب تداخل خطوط الصرف مع مياه الزراعة والشرب، فضلا عن أن السكان يستخدمون «الطرنشات» فى تجميع الصرف المنزلى، وبعضهم يقوم بصرفه فى الشارع، مما يؤثر على صحة أهالى الجزيرة الخضراء بمدينة مطوبس، فقررت الهيئة إنشاء مصنع خط فرز للقمامة RDF بمكان مقلب القمامة، وتركيب محطات معالجة صرف صحى ثابتة، ومتنقلة بسعات مختلفة، عند أماكن تجمع الصرف، وإعادة استخدام هذه المياه فى الزراعة، كما تم الاتفاق من قِبل مهندسى مصنع قادر مع الأهالى على عمل أكثر من زيارة ميدانية أخرى لاختيار أماكن ومواصفات الوحدات التى سيتم تركيبها.
لأول مرة.. تصنيع خطوط وكابلات الكهرباء تنفيذا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعظيم المنتج المحلى والاعتماد على الصناعة الوطنية، شرعت الهيئة العربية للتصنيع متمثلة فى مصنع قادر فى تنفيذ مشروع تصنيع خطوط وكابلات التغذية لمحطتى «الشروق/ بدر» و«الشروق/ الهايكستب».