أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة أن التهديد التي يواجهه العالم اليوم لم يسبق له مثيل، وأصبح التطرف العنيف واقعا قاسيا لا يعرف حدودا ولا دينا ولا ثقافة ولا عرقا، وهو تهديد على جميع المستويات؛ العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية، وحتى على المستوى الشخصي. وأفاد جودة بأن الأردن يعمل مع دول أخرى لعقد مؤتمر للدول متطابقة الرؤى لبلورة موقف عربي وإسلامي موحد من قضية الإرهاب والتطرف العنيف.. قائلا "إننا في المنطقة كعرب ومسلمين مستهدفون من قبل الفكر المتطرف وسوف نتحمل مسئولياتنا في مواجهة هذه القضية". جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير خارجية الأردن أمام مؤتمر قمة مكافحة التطرف في واشنطن الذي افتتح أعماله الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأدار جلساته وزير خارجيته جون كيري بعنوان (تقييم التطرف العنيف).. حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) مساء اليوم الخميس. وأضاف أن "الحرب على الإرهاب والفكر المتطرف هي حربنا كما يؤكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على الدوام، لأننا مستهدفون ويجب أن ندافع عن أنفسنا ومعتقداتنا المبنية على التسامح والوسطية"، مؤكدًا أن "كل من يدعم هذا الفكر المتطرف أو يحاول تبريره هو عدونا". ودعا جودة إلى ضرورة اتباع نهج شامل لمواجهة هذا التطرف العنيف وأسبابه الجذرية النابعة من الإحباط بسبب المآزق السياسية والأزمات والصراعات غير محددة النهاية، بالإضافة إلى الحرمان الاقتصادي، مشددا على أن الأحداث في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا ليست بمعزل عن التطرف العنيف. ولفت إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تشكل أرضية خصبة لانتشار هذا الفكر وبالتالي يجب إيجاد حلول للبطالة والفقر والأمية وغيرها من العوامل ذات العلاقة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الشباب هم الأكثر ضعفا واستهدافا من خلال هذا الفكر. ونوه بأن الأردن من خلال الرئاسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي سيقوم بتسليط الضوء على الشباب باعتبارهم أساسا لبناء السلام والازدهار، في ما شدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه القيادات الدينية التي تمثل جميع الأديان في هذا المجال ودورها في نشر الاعتدال والتسامح وضرورة توحيد الخطاب الديني لمواجهة التطرف ومكافحته.