فى مثل هذا اليوم من عام 1922 أصدرت بريطانيا إعلاناً بأستقلال مصر فيما عرف بإسم تصريح 28 فبراير عام 1922. حين صدور هذا الإعلان كانت مصر تحت الحماية البريطانية منذ 18 ديسمبر 1914 نتيجة دخول تركيا الحرب ضد بريطانيا. وفى تاريخ إعلان الحماية البريطانية كانت مصر تتبع الدولة العثمانية إسماً بينما كانت فعلياً تخضع للأحتلال البريطانى منذ عام 1882. ومع أنتهاء الحرب وتصاعد الروح القومية المصرية والمطالبة بأستقلال البلاد وإنهاء الحكم البريطانى والتى تجلت فى ثورة 1919، أصدرت بريطانيا تصريح 28 فبراير الذى أعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة وأنتهاء الحماية البريطانية علاوة على الأحكام العرفية التى أعلنتها بريطانيا فى الثانى من نوفمبر عام 1922. ولكن لم يكن هذا الأستقلال سوى إجراء شكلى حيث نص الإعلان أيضاً تولى حكومة ملك بريطانيا تولى مهمة تأمين مواصلات الأمبراطورية البريطانية فى مصر والدفاع عن مصر من كل أعتداء أو تدخل أجنبى بالإضافة إلى حماية المصالح الأجنبية فى مصر وحماية الأقليات على أن يبقى الوضع فى السودان كما هو عليه. رغم أن تصريح 28 فبراير كان منقوصاً إلا أنه ساهم فى حدوث تطورات تالية حيث أفرجت بريطانيا عن الزعيم الراحل سعد زغلول ورفاقه من منفاهم بجزيرة سيشل فى 31 ملارس من العام التالى وعاد لمصر فى 18 سبتمبر من نفس العام فى أعقاب صدور دستور 1923. كان تصريح 28 فبراير 1922 بمثابة أستقلال منقوص بسبب بقاء قوات بريطانيا فى مصر ولكنه حول مصر من سلطنة إلى مملكة تم الإعلان عنها فى يوم 15 مارس 1922. ومن النتائج الأإيجابية لهذا التصريح أنه أنهى الإحتلال العثمانى لمصر والذى بدأ منذ عام 1517 وأستمر لأكثر من 4 قرون. وتمت تصفية أثار هذا الأحتلال فى معاهدة لوزان بين الدول الأوروبية وتركيا فى 14 يوليو 1923 حيث ، أقرت ثلاث مواد من المعاهدة وهى المواد 17 و18 و19 بتنازل الدوله العثمانيه عن كافة حقوقها فى مصر كإجراء لأستكمال أستقلال البلاد.