شهدت قنا طفرة صناعية كبرى، بعد أن خطت خطوات جادة نحو تحقيق التنمية للصناعات الصغيرة والمتوسطة بمناطقها الصناعية «هو» في نجع حمادي، و«الكلاحين» بقفط، وأولت الحكومة لها الأولوية في إنشاء المصانع والشركات، لاستغلال منابع خيرات الجنوب، بعد أن ظل الصعيد يعاني منذ نشأته من الحكومات المتعاقبة. ومحافظة قنا، من المحافظات الفقيرة وفقا لتقرير التنمية البشرية الأخير فى 2016، إذ تحتل مرتبة متقدمة فى إرتفاع نسبة البطالة ومعدلات الفقر، وعدم تحقيق الحد الأدنى من التنمية الإقتصادية والإجتماعية، كونها لم تستفد حتى الآن من امكانياتها الطبيعية، التي تصلح للاستصلاح وتحقق تنمية زراعية واكتفاء ذاتى فى كافة المحاصيل، فضلا عن الجبال المملؤة بالذهب والفوسفات، وهذا جعلها تتجه خلال العام الماضى إلى التوسع فى إقامة المصانع والمشروعات الصغيرة لمحاربة الفقر وتحقيق التنمية للمساهمة فى خفض معدلات البطالة، بالاضافة إلى دخولها ضمن مشروع ال 1.5 مليون فدان، بمساحة 51 ألف فدان. وبالرغم من وجود العديد من المشكلات التى تواجه المحافظة، إلا أنها خطت خطوات، نحو رفع شعار «صنع فى مصر»، لتصدر إنتاجها لعدد من الدول المجاورة. وتجولت بوابة «صوت الأمة»، داخل موقع المنطقة الصناعية، بنجع حمادى، لتشاهد عن قرب هموم ومشكلات المستثمرين، مع الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة. ورغم الايجابيات بالمنطقة الصناعية، إلا أن الواقع لا يعتبر ورديًا للمستثمرين فوجود عدد من المعوقات تزيد من أعباء الشباب الذى زحف نحو الصحراء لتنميتها وإقامة قلاع صناعية صغيرة، يحتاج إلى توفير الإمكانيات والاحتياجات اللازمة لرفع كفاءة المنطقة ووضعها فى التصنيف المأمول للمناطق الصناعية الجاذبة للمشروعات الكبيرة. وقال محمد ابراهيم، عامل، بالمنطقة، إن مصنع السجاد البلاستيك رغم بساطته ينتج كميات كبيرة تغزو السوق المحلى من خلال الأحجام المختلفة وتقوم بتصدير المنتج لعدد من الدول العربية من بينها السودان والأردن، موضحًا أن نقص العمال المدربين وارتفاع أسعار الخامات تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج. وطالب، بمساعدة هذه المشروعات الصغيرة الواعدة بالمشورة الفنية التى تساعدها على الاستمرارية فى المنافسة والتصدير للخارج. وأكد أيمن حبشى، رئيس جمعية المستثمرين، بشمال قنا، أن منطقة نجع حمادى الصناعية باتت المتنفس الحقيقى لعدد كبير من المستثمرين بإنشاء عدد من المصانع المتنوعة، موضحًا أن عام 2015 شهد انتفاضة كبيرة بالموافقة على إقامة 90 مشروعًا ما بين مشروعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة مختلفة الأنشطة سواء الغذائية والإلكترونية والأعلاف وإنتاج المواسير والرخام. وطالب، بضرورة إلغاء تخصيص 10 آلاف فدان المخصصة للغابة الشجرية التى يتم ريها من مياه الصرف الصحى، ونقلها الى منطقة أخرى، مؤكدًا أن ذلك يؤدى إلى خلق مشكلات للمصانع مستقبلًا، ومنها إنتشار القوارض والزواحف والحشرات التى تهدد العمال، وحتى تكون توسعًا للمنطقة فى المستقبل. وأشار، إلى أنه لزيادة الإستثمار وجذب المستثمرين من المحافظات الأخرى، يتطلب الأمر تطوير شبكة الطرق الرابطة، بميناء سفاجا، بجانب تطوير الميناء لتوفير الوقت والمال للمستثمرين، بالاضافة إلى ضرورة تأهيل طريق «الصعيد - البحر الأحمر»، ليكون مؤهلًا لاستخدامه فى نقل البضائع، الأمر الذى يساعد فى إنعاش حركة التجارة المحلية. ويري اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، أن المناطق الصناعية بقريتى «هو» بنجع حمادى، شمالًا، و«كلاحين قفط»، جنوبًا، من المناطق الصناعية الواعدة التى استقطبت العشرات من الشباب للاستثمار فيها وتسويق المنتجات بعد تذليل كافة العقبات. وقال، إن المنطقة الصناعية بنجع حمادى، من المناطق الواعدة والصادر لها القرار الوزارى الذى يحمل رقم 2018 لسنة 1994 والمعدل بالقرار رقم 4309 لسنة 1998 على مساحة 500 متر مسطحة. وأضاف، أن الفترة الأخيرة شهدت اجتماعًا موسعًا مع أعضاء البنك الدولى للإعداد لبرنامج التنمية المحلية بعدد من محافظات الصعيد، ومنها سوهاجوقنا، ورصد ما يقارب من 500 مليون جنيه من أجل تنمية المناطق الصناعية، موضحًا أن هذا البرنامج يهدف إلى تحسين الخدمات والتمكين من خلال خلق فرص عمل وتقديم الدعم المؤسسى للقطاع الخاص. وأضاف، أنه يوجد بها عدد 11 مصنعًا، تبلغ تكلفتها الإستثمارية 17 مليون جنيه، وتوفر 184 فرصة عمل، و27 مصنعا تحت الانشاء، بتكلفة إستثمارية قدرها 98 مليون جنيه، توفر 761 فرصه عمل، بينما عدد المصانع المتوقفة 15 مصنعا، وتبلغ تكلفتها الإستثمارية 50 مليون جنيه، وتوفر نحو 520 فرصة عمل. وأوضح، أن عدد المشروعات الجديدة المطلوبة46 مصنعا، بتكلفة إستثمارية 667 مليون جنيه، وتوفر 3029 فرصة عمل، مؤكدًا أنها فى انتظار الضوابط الوارده من الهيئة العامة للتنمية الصناعية لتخصيص الأراضى للمستثمرين، ويبلغ عدد الطلبات المقدمة نحو 37 طلبًا بتكلفة اجمالية 181 مليون جنيه.