طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة زيد رعد الحسين، الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات فورية لضمان تلبية حقوق واحتياجات الضحايا والناجين من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي بالعراق. وقال الحسين في تقرير صدر عن مكتبه في جنيف اليوم الجمعة، إن التقارير والأدلة كشفت عن مقابر جماعية واستغلال جنسي للنساء والفتيات وتعذيب وقتل وتجنيد للأطفال ارتكبتها عناصر "داعش" في العراق، مشيرا إلى استخدام "داعش" للأطفال وإجبارهم على تنفيذ عمليات الإعدام وتوزيع النساء بين مقاتليه والقتل بسبب حيازة بطاقات الهواتف المحمولة "شرائح" إضافة إلى التهجير القسري لعشرات الآلاف من المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية وقتل من يشتبه في معارضتهم ل«داعش». وأشار إلى قتل داعش لأربعين مدنيا في الموصل يوم الثلاثاء الماضي بعد اتهامهم بالخيانة والتعاون مع قوات الأمن العراقية ولفت التقرير إلى أن هؤلاء تم تعليق جثثهم على أعمدة الكهرباء في عدة مناطق في مدينة الموصل بعد قتلهم كما أن التنظيم وفي المساء نفسه اطلق النار على شاب يبلغ من العمر 27 عاما في الموصل لاتهامه باستخدام الهاتف المحمول في المدينة كما أعدم ستة آخرين في 20 أكتوبر لإخفائهم بطاقات الهواتف الحمولة وبمخالفة أوامر "داعش" بجمع تلك البطاقات من سكان المدينة، كما ذكر التقرير أن "داعش" قتل رميا بالرصاص عشرين مدنيا آخرين في قاعدة عسكرية شمال الموصل بتهمة تسريب معلومات وحيث قام التنظيم بتعليق جثث هؤلاء أيضا عند تقاطعات المدينة ويقوم التنظيم بحسب تقرير الأممالمتحدة بالحكم بالإعدام على أي ممن يستخدم الهاتف المحمول أو يتهم بتسريب معلومات. وأكد التقرير أنه من خلال إحالة الوضع في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية أو عن طريق منح المحاكم العراقية ولاية قضائية على الجرائم الدولية ومن خلال إصلاح نظام العدالة الجنائية وتعزيز قدرات الموظفين القضائيين لتوثيق والتحقيق في الانتهاكات ومقاضاة مرتكبيها يمكن للحكومة العراقية ضمان العدالة وتأمين أسس السلام الدائم والأمن في البلاد على المدى الطويل. وألقى تقرير المفوض السامي بالأممالمتحدة الضوء على جرائم مروعة ل"داعش" ضد المدنيين العراقيين ولفت إلى أن تقارير ظهرت خلال الأيام الماضية تؤكد استمرار التنظيم في تنفيذ عمليات قتل على أساس قرارات لمحاكم أقامها هو. وحذر المفوض السامي فى تقريره من أن تنظيم "داعش" نشر يوم الأربعاء في أزقة المدينة القديمة بالموصل من سماهم بأبناء الخلافة وهم أطفال وصبية صغار وحملهم بالأحزمة الناسفة لاستخدامهم كما قام التنظيم باستخدام أطفال ما بين 10 و14 عاما في تنفيذ أحكام بالإعدام رميا بالرصاص على من يتهمهم داعش بالتجسس لصالح قوى الأمن الداخلي والبيشمركة وحيث يظهر الفيديو الذي ظهر سقوط الضحايا في نهر قريب. كما تحدث التقرير عن سجن تحت الأرض كان يستخدمه تنظيم "داعش حيث عثرت قوى الأمن العراقية على سجن بضاحية الشورى في 7 نوفمبر وكان يحوي 961 شخصا من معتقلي "داعش" وجميعهم من السنة من ضباط قوى الأمن السابقين ومن أعضاء الحزب الإسلامي العراقي وكان عليهم آثار تعذيب وسوء تغذية وتناول التقرير كذلك إعدام "داعش" لعدد من مقاتليه بتهمة الفرار من ساحة المعركة إضافة إلى تهجير أكثر من ألفي عائلة من منطقة الشورى قسرا في محاولة لنقلهم إلى أماكن أخرى واستخدامهم كدروع بشرية حيث لفت التقرير إلى فشل المحاولة كما نوه التقرير إلى مقبرة جماعية تم اكتشافها يوم الاثنين فى مدينة حمام العليل بكلية الزراعة تحتوى على جثث 100 شخص وحيث تشير التقارير إلى أن الضحايا هم تابعون سابقون لقوى الأمن الداخلي وكذلك أشخاص اعتقلهم التنظيم إضافة إلى البعض ممكن كانوا شاركوا فى انتفاضة ضد "داعش" في 17 أكتوبر، وقال التقرير إن هناك شواهد بوقوع العديد من عمليات القتل الجماعي من قبل التنظيم خاصة مع جثث لضحايا ملقاة في أماكن عديدة في الموصل ومطار الموصل والمناطق حولها. وقال المفوض السامي إن العدالة للضحايا والناجين من انتهاكات حقوق الإنسان في العراق وبغض النظر عن الجهة التي ترتكب هذه الانتهاكات يجب أن تكون محايدة وشفافة وفعالة كما يجب على الحكومة العراقية استعادة القانون الفعال وبسرعة في المناطق التي تم استعادتها من "داعش" لضمان أن المقاتلين من التنظيم الإرهابي وداعميهم والذين يلقى القبض عليهم سيتم التعامل معهم وفقا للقانون وذلك للحد من الهجمات الانتقامية والعقوبات الجماعية.