· كانت الشيكولاتة ممنوعة عليه لزيادة وزنه.. لكن الجد كان يخفيها له في ملابسه · يهوي الرسم وعزف الموسيقي ولم يكمل الدروس التي أعدت لصقل موهبته «محمد علاء مبارك» صاحب وجه مشرق وملامح جادة لكنها بريئة، يحب ممارسة رياضة الجودو وأحياناً يتعلم الأسكواش مثل جده الرئيس وأحياناً أخري يمارس كرة القدم كأبيه علاء في فرع نادي برشلونة بالقاهرة.. ذات يوم ترك الحفيد غرفة نومه متوجهاً إلي غرفة نوم أبويه، وذلك إثر سماعه قصة حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم في المدرسة الأمريكية بالمعادي «nes» وعندما عرف الحفيد أن الرسول صلي الله عليه وسلم توفي أبوه وهو في بطن أمه، ثم ماتت أمه وهو في سن صغيرة، قال «محمد علاء» لوالديه: أنا خايف أبقي يتيم.. لكن الأم «هيدي راسخ» ابنة رجل الأعمال «مجدي راسخ» طمأنت ابنها بقولها: إن الأنبياء اختصهم الله بصفات نادراً ما توجد في غيرهم، وأيضاً لهم حياة مختلفة «معجزات».. وهناك أطفال كثيرون مازال أباؤهم علي قيد الحياة، لكن الواقعة تؤكد أن الحفيد الأكبر كان يخشي من فقد أبويه.. لكن القدر كان له رأي آخر.. وبحسب بعض المصادر فإن الجد مبارك كان يحب حفيده حباً جماً أكثر من أولاده الكبار وروت الجدة سوزان أن الرئيس يحب «يدلع» أحفاده.. لدرجة تمني الحفيد أن يصبح طياراً مثل جده بعد تأثره بروايات جده عن الطيران وقوته في مواجهة الأعداء، ولأن «أعز الولد ولد الولد» فإن الجد كان لا يطيق فراق حفيديه خاصة محمد الذي تمت تسميته علي اسمه.. فقد ذهب مبارك أواخر العام الماضي في زيارة إلي الأقصر لرؤية حفيده عندما كان في صحبة والديه لقضاء رحلة الشتاء. وبحكم العاطفة فإن الجد أعطي لابنه تعليمات بضرورة رؤية أحفاده يومين في الأسبوع، ولأنه الغالي ابن الغالي فكان الجد لا يحرمه من شئ علي الاطلاق للدرجة التي جعلت الرئيس يخبئ الشيكولاتة في طيات ملابسه ليفاجئ بها «محمد»، إذ كانت الشيكولاتة ممنوعة عليه بأوامر المدربين لأن وزنه قد تخطي المطلوب لممارسة الرياضة.. يفعل مبارك هذا لأنه لا يريد حرمان حفيده من شيء يريده.. ليس لكونه حفيد رئيس الجمهورية فحسب بل لكونه جداً يلبي رغبة طفل بريء يحبه. وما لا يعرفه الكثيرون أن «محمد» صاحب مواهب متعددة، يهوي الرسم وعزف الموسيقي مما لفت نظر جدته «سوزان» إلي ضرورة تنمية هذه الموهبة، فعهدت به إلي «فاروق حسني» وزير الثقافة، لإعداد برنامج متكامل لحفيدها، وتشتمل البرامج علي كورسات في الرسم والموسيقي أسبوعياً، لكن مشيئة الله أن يرحل الحفيد ولم تجد معه محاولات «جاك مرويه» الطبيب الفرنسي المتخصص في جراحات المخ الذي تم استقدامه لفحص محمد في مستشفي الجلاء العسكري، إلا أن الطبيب نصحهم بضرورة السفر إلي باريس.. وبالفعل سافرت السيدة سوزان بصحبة حفيدها وعلاء وزوجته وجمال وزوجته في طائرة إسعاف، لكن السر الإلهي نفذ، برغم ذلك لم يكن الرئيس مبارك يعلم نبأ وفاة حفيده إلا في الساعة التاسعة والربع من مساء يوم الوفاة.. لأنه كان يتابع الحالة أولاً بأول من خلال الاتصالات الهاتفية بينه وبين زوجته.. ولم يستطع الرئيس أن يحضر الجنازة لشدة تأثره بوفاة حفيده الأقرب إلي قلبه.