بمناسبة ما نشر بالعددين 438 و 439 حول شركة الكهرباء التي تسجن المصريين بمحاضر ملفقة، يسعدني أن أروي لكم تجربتي الشخصية مع "مندوب" مباحث الكهرباء - كما أطلقتم عليه - ولكن لي شرط أو رجاء وحيد، هو عدم نشر اسمي خوفا من تحرير محضر ملفق لي بسرقة الكهرباء، وأقترح أن يكون التوقيع علي الرسالة هو: مواطن مصري. وتجربتي ببساطة تتلخص في أنني قمت بتأجير شقة في شارع متفرع من شارع العشرين بفيصل، ومن سوء الحظ أن هذه الشقة كانت في عمارة مخالفة، ولا توجد بها عدادات كهرباء، ولم أكن أعرف هذه المعلومة عند تأجير الشقة، وبمجرد علمي بهذا الأمر قررت ترك الشقة فورا، وبدأت رحلة البحث عن شقة أخري خوفا من تورطي في قضية سرقة كهرباء، وخلال رحلة البحث المضنية فوجئت بزوجتي تتصل بي وتخبرني بأن شخصا يقول إنه من مباحث الكهرباء ويسأل عن اسم صاحب الشقة لعدم وجود عداد كهرباء، وقد طلب منها بشكل غير مباشر الحصول علي مبلغ من المال مقابل أن يذهب وكأنه لم يرَ شيئا.. وطلبت منها عدم الكلام معه وعدم إعطائه أي اسم وإخباره بعدم وجود رجال في الشقة وبأنها لا تستطيع التحدث معه أكثر من ذلك، ونجحت زوجتي في صرفه دون إعطائه أي مبلغ مقابل سكوته علي السرقة.. وقد عرفت بعد ذلك أنه حصل من الجيران علي اسم صاحب العمارة وقام بتحرير محضر سرقة باسمه، وقام هذا الأخير بدفع الغرامة وأخذها بعد ذلك من مالكي الشقق، وبعد هذه الواقعة ازداد إصراري علي ترك الشقة، وذات يوم كنت خارجا لمشاهدة إحدي الشقق، وأثناء نزولي علي السلم وجدت شخصا أمامي يهبط السلم، كان متوسط الطول، منتفخ الكرش، يضع علي عينيه نظارة شمسية كبيرة رغم أن السلم كان مظلما تقريبا، وعندما شعر بوقع خطواتي التفت إلي وألقي السلام - مع أنني أنا الذي يهبط السلالم ومن المفترض أن ألقي أنا عليه السلام وليس العكس - ثم عاتبني لأنني لم أفتح الباب عندما دق الجرس، وعندما أخبرته بأنني لم أسمع أحدا يدق الجرس لأنني ببساطة ليس لدي جرس في الشقة، قال: "عموما أنا لاحظت عدم وجود عداد كهرباء في الشقة"، ثم صمت قبل أن يكمل: "لكن ممكن عشان خاطر حضرتك أمشي وكأني ماشوفتش حاجة!"، فقلت له إنني أسكن هنا مؤقتا وأبحث عن شقة أخري بسبب عدم وجود عداد كهرباء، فأعاد جملته مرة أخري وكأنه لم يسمعني، وكان هدفه - أو بالأحري طلبه - واضحا جدا.. لكنني تجاهلته، فسألني عن اسم صاحب العمارة، فقلت له إنني لا أعرف اسمه، ثم تركته وهبطت السلم، ولم أعرف ماذا حدث بعد ذلك؛ لأنني تركت الشقة والحمد لله. هذا ما حدث لي مع "مندوب" مباحث الكهرباء.. وأنا أهدي هذه الواقعة لمعالي وزير الكهرباء وللسيد رئيس شركة كهرباء مصر وللمسئولين في مباحث الكهرباء ليعرفوا كيف يتم تحرير المحاضر وتلفيقها للناس.. وليس المقصود من نشر هذه التجربة الشخصية طبعا اتهام كل من يعمل في مباحث الكهرباء بالانحراف كما فعل صاحبنا هذا.. فمن المؤكد أن هناك أشخاصا شرفاء في مباحث الكهرباء، ولكن هذا الشخص وأمثاله يسيئون للجميع، ولابد أن يقوم المسئولون في وزارة الكهرباء وشركتها ومباحثها بمعرفة ما يفعله هؤلاء ومعاقبتهم حتي تتغير فكرتنا عن مباحث الكهرباء وتلفيق المحاضر.. ولابد كذلك من وضع آلية للتحري والتأكد من سرقة الكهرباء واسم صاحب الشقة أو البيت الذي يسرقها قبل تحرير المحضر، ولا يكون ذلك بناء علي مجرد إفادة من جار أو أي شخص كان يمر في الطريق مصادفة.. وليت شركة الكهرباء تضع لنفسها خطا ساخنا للإبلاغ من خلاله عن الموظفين الذين يطلبون الرشاوي للتغاضي عن تحرير محاضر السرقة.. وكذلك للإبلاغ عن سرقة التيار ولكن بشرط أن يكون البلاغ مجرد وسيلة للتحري بدقة عن حقيقة السرقة واسم السارق. ورغم الاقتراحات الوجيهة التي قدمتها إلا أنني أعيد طلبي أو رجائي بعدم ذكر اسمي خوفا من أن أفاجأ ذات يوم بالقبض علي لتنفيذ حكم بالسجن لأنني سرقت الكهرباء!