أصدرت الحكومة الصينية اليوم الأربعاء كتابا أبيض بعنوان "الصين تتمسك بالتفاوض لتسوية النزاعات المتعلقة بين الصينوالفلبين في بحر الصين الجنوبي" وهى وثيقة رسمية تأتى ردا على حكم محكمة التحكيم الدولى فى لاهاى الذى اصدرته أمس الثلاثاء بشأن النزاع بين الصينوالفلبين فى بحر الصين الجنوبى. وقال الكتاب الأبيض، الصادر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) إن نانهايتشوداو (جزر بحر الصين الجنوبي) هي أراضٍ صينية أصيلة، وأشار إلى أن الأنشطة التي يمارسها الشعب الصيني في بحر الصين الجنوبي تعود إلى أكثر من 2000 سنة . وأضاف ان " الصين كانت أول من اكتشف وسمى وطور نانهايتشوداو والمياه المتعلقة بها، وهي أيضا أول من مارس السيادة والولاية القضائية عليها بشكل مستمر وسلمي وفعال". وأكد الكتاب الأبيض - الذى نشرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية /شينخوا/ النص الكامل له - أن سيادة الصين على نانهايتشوداو والحقوق والمصالح ذات الصلة في بحر الصين الجنوبي قد تم تأسيسها على مدى مسار تاريخي طويل، وأن ذلك يستند على أساس متين من حيث التاريخ والقانون. وقالت تلك الوثيقة الرسمية الصينية " إنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استعادت الصين واستأنفت سيادتها على نانهايتشوداو التي غزتها اليابان واحتلتها بشكل غير قانوني خلال حربها العدوانية على الصين". وأشارت إلى أن الصين رسمت خريطة ل نانهايتشوداو وحددتها بخط منقط، ثم قامت الحكومة الصينية بنشر هذه الخريطة رسميا وجعلتها معروفة على الصعيد العالمي في عام 1948، مضيفة أن جمهورية الصين الشعبية ومنذ تأسيسها عملت على تعزيز سيادتها على نانهايتشوداو والحقوق والمصالح ذات الصلة في بحر الصين الجنوبي. وأكد الكتاب الأبيض أن الصين لم تنقطع أبدا عن القيام بأنشطة مثل الدوريات وتنفيذ القانون وتطوير الموارد والمسح العلمي في نانهايتشوداو والمياه ذات الصلة. ولفت إلى الاعتراف ب نانهايتشوداو كجزء من الأراضي الصينية على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى اعتراف العديد من الدول بأنها جزء من أراضي الصين، كما تم النص في الموسوعات والحوليات والخرائط المنشورة في العديد من البلدان بأن نانشاتشيونداو(جزر نانشا) تنتمي إلى الصين. كما أكد الكتاب أو الوثيقة الرسمية على كون الصين تعد قوة مهمة للحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وأشار إلى تمسكها بموقفها تجاه تسوية النزاعات عبر التفاوض والتشاور ومعالجة الخلافات عن طريق القواعد والآليات، بينما تدافع بثبات عن سيادتها الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية في بحر الصين الجنوبي. وذكر الكتاب الأبيض أن جوهر النزاعات المتعلقة بين الصينوالفلبين في بحر الصين الجنوبي بشأن قضية الأراضي نجم عن غزو الفلبين واحتلالها غير الشرعي بالقوة لبعض الجزر والحيود البحرية ل نانشاتشيونداو بالصين (جزر نانشا) بدءا من سبعينيات القرن الماضي. وأشار إلى أن "الفلبين اختلقت العديد من الحجج لطمس هذه الحقيقة، وسعت لتحقيق طموحاتها الإقليمية ، مؤكدا أن مطالبة الفلبين المتعلقة لا أساس لها من وجهتي نظر التاريخ أو القانون الدولي. وتابع الكتاب إنه وبالإضافة إلى ذلك، ومع تطور القانون الدولي للبحار، نشأ نزاع ترسيم الحدود البحرية أيضا بين الصينوالفلبين بشأن بعض المناطق البحرية في بحر الصين الجنوبي، مشددا على إصرار الصين الثابت على سيادتها الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية في بحر الصين الجنوبي. وقال "إنه في نفس الوقت، ومراعاة منها للمصلحة الشاملة للسلام والاستقرار في المنطقة، فقد مارست الصين أقصى حدود ضبط النفس، وتمسكت بالتسوية السلمية للنزاعات المتعلقة مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي، وبذلت جهودا دؤوبة لا تعرف الكلل". وحول هذا، ووفقا لما ذكره الكتاب الأبيض، توصلت الصينوالفلبين إلى توافق هام، بما في ذلك التسوية السلمية عن طريق المفاوضات للنزاعات المتعلقة في بحر الصين الجنوبي، وممارسة ضبط النفس في التعامل مع النزاعات المتعلقة والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد، والتمسك بدفع التعاون البحري العملي والتنمية المشتركة، والعمل على ضمان ألا تؤثر النزاعات المتعلقة على النمو السليم للعلاقات الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة بحر الصين الجنوبي. وأشار الكتاب إلى أنه في عام 2002، وقعت الصين والدول الأعضاء العشرة في رابطة الآسيان بيان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، حيث تعهدت الأطراف رسميا" بحل نزاعاتها الإقليمية والقضائية بالطرق السلمية، عبر المشاورات والمفاوضات الودية من قبل الدول السيادية ذات الصلة المباشرة. كما أكد حرص الصين على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمى مع الدول الأخرى في المنطقة ودعم حرية الملاحة والتحليق في بحر الصين الجنوبي التي تتمتع بها جميع الدول الإقليمية وغير الإقليمية في إطار القانون الدولي. وحث الكتاب الأبيض الدول من خارج المنطقة على احترام الجهود المتعلقة التي تقوم بها دول الإقليم وأداء دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. وأضاف أن الصين تسعى إلى تحقيق نتائج الفوز المشترك من خلال التعاون المتبادل المنفعة، والالتزام بالعمل مع الدول الأخرى في الإقليم ، لجعل بحر الصين الجنوبي "بحرا للسلام والتعاون والصداقة".