تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددا من الموضوعات المهمة، منها تقرير قصة الحرب على العراق، وتغيير موقف الرئيس التركي تجاه إسرائيل وموسكو. ففي مقاله "هوامش حرة " رأى الكاتب فاروق جويدة أن قصة الحرب على العراق مازالت رغم مرور سنوات عليها تحتل مكانة بارزة فى ضمير الشعوب التى شاركت فى هذه المحنة رغم أن أصحاب القضية وهم الشعوب العربية وحكامها نسوا هذه القضية ولم تعد تحرك مشاعرهم ولا ضمائرهم منذ اللحظة الأولى لانطلاق الصواريخ على بغداد اختاروا مواقف المتفرجين وربما المتواطئين. وقال الكاتب إن الحقائق الآن تتفجر فى الإعلام الغربى ولو أن هناك عدالة حقيقية لوجدنا الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وتابعه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الآن يحاكمان كمجرمى حرب لأن كليهما ارتكب بالفعل جرائم حرب ضد المدنيين المسالمين، متسائلا " لكن من يحاكم من؟"، وأوضح أن نحن العرب حتى الآن مازلنا نأتمن تونى بلير على أهم قضايانا وهى القضية الفلسطينية ونقدم له ملايين الدولارات فى أعمال استشارية مغرضة وكاذبة. وأشار الكاتب إلى أن الإعلام الغربى الآن يحاكم بوش وبلير وكان الأولي أن تكون هذه المحاكمات فى العالم العربى أمام الرأى العام العالمى وأمام ما يحدث فى المنطقة الآن، لافتا إلى أن التاريخ سوف يقول إن بوش الابن كان أسوا حاكم دخل البيت الأبيض وان تونى بلير لعنة فى تاريخ الإمبراطورية العظمى لأن إعلان الحرب على العراق قام على أكذوبة ضللت العالم ولأن احتلال العراق لم يقم على قرار دولى من الأممالمتحدة ولأن أمريكا انفردت بهذا القرار متحدية العالم كله. ورأى الكاتب أنه إذا كان التقرير الإنجليزي الذى أعدته لجنة جون تشيلكوت قد كشف الكارثة الحقيقية فى حرب العراق فإن هناك أسرارا كثيرة يجب أن يعرفها العالم عن أعداد الضحايا من المدنيين الذى قتلوا فى الحرب وعن حجم الدمار الذى لحق بالبنية الأساسية للشعب العراقى من المؤسسات والمنشآت والمبانى وأجهزة الدولة وعن حجم البترول الذى دخل خزائن المشاركين فى الحرب وقبل هذا كله عن إعدام الأبرياء والتعذيب فى سجن ابوغريب ثم فى النهاية ما حدث فى العراق من انقسامات بين أبناء الشعب الواحد. أما الكاتب مكرم محمد أحمد فرأى في مقاله "نقطة نور" إن التغييرات المفاجئة التى طرأت أخيرا على سياسات الرئيس التركى رجب الطيب اردوغان، والزمته ضرورة تقديم اعتذار علنى ومباشر للرئيس الروسى بوتين والرضوخ لجميع مطالبه أملا فى تطبيع العلاقات مع روسيا، والزمته النزول من الشجرة العالية التى صعدها فى خلافاته مع إسرائيل حول حصار غزة واستئناف العلاقات الدبلوماسية معها، وقبل اردوغان بموجبها الامتناع عن المطالبة برفع الحصارعن قطاع غزة، وتسليم أية مساعدات تريد تركيا توصيلها للقطاع إلى الإسرائيليين فى ميناء اشدود، كشفت ابعاد القدرة المحدودة للرئيس التركى اردوغان على أن يكون لاعبا فاعلا فى الشرق الأوسط، كما كشف للفلسطينيين ضعف قدرته فى مواجهة صلف إسرائيل وتراجعه إلى حجمه الحقيقي، بل لعل الفلسطينيين أدركوا أن القصة باكملها لم تكن سوى مجرد مسرحية فاشلة. وقال إنه من الواضح عمق أزمة الرئيس التركى الذى دخل فى صراعات حادة مع كل جيرانه، ابتداء من سوريا التى يوشك على الدخول طرفا مباشرا فى حربها الأهلية رغم معارضة شعبه،إلى الاكراد الذين يشكلون 15%من الشعب التركى بعد ان استأنف حربه ضد حزب العمال الكردستانى وأنهى مرحلة تفاوض وسلام استمرت عامين، لتدخل تركيا من جديد فى حرب قاسية مع مقاتلين أشداء يخترقون كل شبر من أراضيها، ويوقعون بها أضرارا أمنية جسيمة فى تفجيرات انقرةواسطنبول، فضلا عن مشاكله القديمة مع جارته ارمينيا ومشاكله الجديدة مع داعش التى كانت اكبر حلفائه واضطر لقتالها أخيرا تحت ضغوط الغرب، ونجحت داعش فى عقابه على نحو قاس فى تفجيرات مطار اسطنبول الأخيرة. وأضاف أنه فضلا عن ذلك يسعى اردوغان إلى عقد مصالحة مع مصر لاتزال تتعثر،إلا أن يوقف تعاونه مع جماعة الاخوان المسلمين والتنظيم الدولي، ويمتنع عن تحويل تركيا إلى ملاذ آمن لهذه الجماعات، ويتوقف عن تقديم كافة صور الدعم المادى والاعلامى لها. وأشار الكاتب إلى أن مشكلة سياسات اردوغان انها تسعى إلى مهادنة الخارج والوصول إلى صفر مشاكل مع جيرانه،بينما تتشدد فى الداخل حيث يصر اردوغان على اعادة بناء ميدان تقسيم رغما عن ثورة الشباب، وكتابة دستور جيد للبلاد يعطيه سلطات شبه مطلقة، كما لايزال يمارس سياسة تكميم الافواه سواء بالنسبة للصحافة او هيئات تدريس الجماعات، وربما لهذه الاسباب، لايزال الغرب والامريكيون يتشككون فى صدق نواياه ويترددون فى تقديم الدعم العلنى له. أما محمد بركات فألقى الضوء في مقاله"بدون تردد " على حالة التوتر العنيف والقلق المتصاعد التي تسيطر الآن على كثير من المدن الأمريكية، بعد انتشار موجة من الاحتجاجات الغاضبة والمظاهرات الحاشدة والرافضة للممارسات العنيفة للشرطة تجاه المواطنين السود من أصول افريقية، والتي يرونها معاملة غير عادلة وتمثل عودة لمشاعر وسلوكيات التفرقة العنصرية البغيضة واللاإنسانية. وقال الكاتب إن حدة الاضطرابات الغاضبة تصاعدت في أعقاب مقتل اثنين من الأمريكيين الأفارقة في «لوزيانا ومينيسوتا» علي يد رجال الشرطة، وامتدت الموجة الغاضبة إلي العديد من المدن والولايات الأمريكية في الشمال والوسط والجنوب شرقا وغربا. وأضاف أن الأمر بلغ ذروته باغتيال خمسة من رجال الشرطة على يد قناص في «دالاس» وهو ما أشعل الموقف، ودفع كافة مراكز الشرطة في أغلب المدن الأمريكية لإعلان حالة التأهب القصوي، وحدثت مصادمات عنيفة مع المتظاهرين في «نيويورك» و«فلاديلفيا» و«أنديانا بوليس» و«فينيكس» و«أريزونا» و«لوزيانا»،..، وغيرها وغيرها من المدن بطول البلاد وعرضها، التي تحولت إلي ساحة للصدام الغاضب بين الشرطة والمتظاهرين الرافضين لعودة مشاعر التفرقة العنصرية. وأوضح أن الأحوال المضطربة دفعت الرئيس الأمريكي أوباما لقطع زيارته الأوروبية والعودة إلى واشنطن لمواجهة الموقف، ومن المقرر أن يشارك في تشييع جنازة رجال الشرطة الخمسة، كما يلتقي عائلات المواطنين الذين قتلوا علي يد الشرطة. وأشار الكاتب إلى أنه بينما الغضب يتصاعد بين الأمريكيين السود تجاه ما يؤكدون وجوده من معاملة غير عادلة لهم، وازدواجية في المعايير في المجتمع الأمريكي، وإفراط في العنف من جانب الشرطة تجاههم، هناك صمت مطبق من جانب المؤسسات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم كله وفي أمريكا أيضا، وكذلك في البرلمان الأوروبي، كما لم نسمع صوتا للأمين العام للأمم المتحدة لا بالإدانة أو الشجب أو حتي بالتعبير عن القلق،...، وهذا شيء لافت ومثير للإنتباه، إذا ما قورن بما كانوا يفعلونه تجاه أي حدث يقع في مصر حتي ولو كان حدثا تافها.