استشارية: التدخين والسكري يزيدان من ولادة أطفال بعيوب خلقية في القلب

حذرت الطبيبة الاستشارية في أمراض القلب عند الأطفال الدكتورة سهام حسب الرسول، من مضاعفات مرض السكري والتدخين عند الحامل على الجنين، مشيرة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من مرض السكري ومدخنات، ما يؤكد ضرورة علاج السكري عند الحامل في المراحل الأولى من الحمل والحرص على المحافظة على النسبة شبه الطبيعية لتركيز السكر في الدم عند الحوامل.
وقالت استشارية أمراض القلب عند الأطفال والمدير الطبي لمركز هيلث بلاس التخصصي للأطفال في أبوظبي أن "75% من الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون يعانون من عيوب خلقية في القلب أهمها وجود ثقب بين البطينين".
وقالت الدكتورة سهام، إن "وحدة طب الأجنة في مستشفى دانه الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي تتيح لنا امكانية التعامل مع الحالات المختلفة سواء من حيث التشخيص المبكر للحالات او التدخل العلاجي لبعضها".
90% من العيوب خلقيه
وأضافت الدكتورة سهام أن "الدراسات العالمية أظهرت أن 1 إلى 2 % من المواليد يعانون من عيوب خلقية في القلب، وتحدث هذه العيوب أثناء تكون قلب الجنين في الرحم وذلك خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، وأن 90% من هذه العيوب خلقية و10% مكتسبة، وأن 70% من العيوب الخلقية في القلب تكون عبارة عن ثقوب وأن 80% من الحالات لا تحتاج لتدخل جراحى، وتشفى خلال السنة الأولى من الولادة إلا أنها تحتاج للمتابعة بشكل دوري للتأكد من شفائها، وأن نسبة قليلة من الأطفال الذين يعانون من أمراض خلقية في القلب يحتاجون إلى تدخل جراحي".
وأوضحت الدكتورة سهام أن "مجموعة أسباب وراء العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال منها الجينات الوراثية والبيئة المحيطة ونوع الأكل والشرب، وهناك أسباب متصلة بشكل مباشر بأمراض السكري عند الأم وتناول بعض الأدوية مثل أدوية الصرع وأدوية علاج الالتهابات الفيروسية".
تطور وسائل التشخيص
وأكدت الدكتورة سهام أن تطور وسائل التشخيص أتاح المجال أمام الكوادر الطبية تشخيص أكثر من 90% من حالات العيوب الخلقية عند الأطفال منذ الولادة ما يتطلب إجراء فحوصات محددة لاستبعاد الإصابة بهذه الحالات، مشيرة إلى ان مركز هيلث بلاس التخصصي للأطفال وبالتعاون مع مستشفى دانه الإمارات للنساء والأطفال في أبوظبي يجري فحوصات لجميع المواليد في المستشفى لاستبعاد أصابتهم بأمراض القلب الخلقية وتشخيصها مبكراً لتحديد برامج العلاج في الوقت المناسب.
وأوضحت الدكتورة سهام أن "الحالات التي لا تشخص في الوقت المناسب تتسبب في مضاعفات منها ضعف وظيفة عضلة القلب وإذا تأخر العلاج تحدث مضاعفات على القلب منها زيادة الضغط الشرياني ما يستحيل معها العلاج، وفي حالة التشخيص المبكر يتم وضع خطة علاج مناسبة منها المتابعة وإعطاء الأدوية اللازمة واحياناً إجراء قسطرة قلبية لأغلاق الثقوب في القلب وقد تحتاج بعض الحالات إلى عمليات قلب مفتوح مع الأخذ في الاعتبار أن نسب النجاح فيها عالية".
مشروع مسح طلابي
وكشفت الدكتورة سهام عن مشروع يجري تنفيذه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإجراء مسح على طلبة في عدد من المدارس والحضانات لفحص الطلبة لاكتشاف أي أمراض يعانون منها في المراحل الاولى من حدوثها وعلاجها في الوقت المناسب واستبعاد اصابتهم بالأمراض المختلفة، كما يتم من خلال المشروع تدريب ممرضات المدارس على سبل التعامل مع الطلبة الذين يعانون من مرض السكري، ورفع درجة الوعي بين الطلبة حول مرض السكري.