تعتبر العيوب الخلقية للقلب من أكثر العيوب الخلقية انتشارا بين الأطفال، وقد تصيب حتى الأطفال الأصحاء عقليا وبدنيا. تتراوح عيوب القلب الخلقية من عيوب خلقية صغيرة قد تكون غير متناظرة (أي لا تسبب أي مضاعفات أو أعراض للطفل)، ولا تؤثر على حياة الطفل، إلى عيوب خلقية كبيرة قد تتطلب تدخلا سريعا، فبعض هذه العيوب قد تجعل القلب يضخ الدم بصورة غير طبيعية، والبعض الآخر قد يصيب القلب بأن يضخ الدم بالاتجاه الخطأ، ما يؤدى إلى تغيير مجرى ضخ الدم. ويقول الدكتور كريم نبيل السعيد، إخصائي القلب والقسطرة القلبية، إن علاج العيوب الخلقية القلبية عند الأطفال تطور بشكل ملحوظ في السنوات السابقة، حيث كان العديد من الأطفال يعانون عيوبا خلقية، هم الآن رجال بالغون ويعيشون حياة طبيعية خالية من الآلام. وعن تعريف المرض وأسبابه وكيفية اكتشافه وطرق علاجه، يشير الدكتور كريم نبيل السعيد إلى أن إصابة الطفل بثقب في القلب خبر من الممكن أن ينزل كالصاعقة على الأب والأم. وأمراض القلب الولادية هي مجموعة من الأمراض والتشوهات التي تصيب القلب، وتحدث خلال الحياة الجنينية يعنى الطفل في مرحلة التكوين داخل رحم الأم، وتتراوح هذه الأمراض من ثقب صغير من الممكن أن يغلق بنفسه ولا يسبب أى ضرر إلى ثقب كبير يحتاج إلى علاج، والسبب المباشر لحدوث مرض معين من هذه الأمراض غير معروف حتى الآن، ولكن تم تحديد بعض الأسباب في بعض الحالات، ومن هذه الأسباب العامل الوراثى، فمثلاً متلازمة داون أو الطفل المنغولى وجدنا أن السبب في كروموسوم معين زائد عند الطفل (الكرموسوم رقم 21). كما أن إصابة الأب أو الأم أو أحد الأبناء بمرض قلب ولادى يزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذه الأمراض، أما السبب الثانى فهو الفيروسات، وتتمثل فى إصابة الأم أثناء الحمل ببعض الفيروسات، ما يزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذه الأمراض ومن أشهر الفيروسات الحصبة الألمانية لذلك يجب تطعيم البنات والنساء قبل حدوث الحمل. بينما السبب الثالث يتمثل فى تناول الأم بعض الأدوية أثناء الحمل التى من الممكن أن تحدث تشوهات للجنين، لذلك يجب على الأم الحامل الامتناع عن تناول أى دواء، إلا بعد استشارة الطبيب المختص، أما السبب الرابع والأخير فهو مرض السكر الذى يزيد احتمال إصابة الطفل بهذه الأمراض عند الأم التى تعانى مرض السكر قبل الحمل. ويوضح الدكتور كريم نبيل السعيد كيفية اكتشاف المرض بأن هناك بعض هذه الأمراض من الممكن اكتشافها أثناء الحمل عن طريق السونار، وهناك البعض الآخر يتم اكتشافه بعد الولادة، وهنا يأتى دور طبيب الأطفال بعد الولادة ليفحصه إذا كان به تشوهات ظاهرة فى ملامحه أو أعضائه، ثم يأتى دور «السماعة» سماعة الطبيب التى تشخص إذا كان هناك صوت مختلف عن الصوت الطبيعى للقلب، فإذا سُمِع صوت غير طبيعى، فإنه يستعين بطبيب القلب الأكثر تخصصاً وعمل موجات صوتية لتشخيص نوع المرض وبعد ذلك يأتى دور الأم التى تلاحظ طفلها، فهناك العديد من العلامات التى تحتاج الأم عندها إلى استشارة طبيب قلب أطفال، منها لون أزرق بالطفل (الشفاه أو الأطراف)، قصور فى النمو، صعوبة فى التنفس. ويؤكد الدكتور كريم نبيل علاج: هذه الأمراض ليست على درجة واحدة من الخطورة، فبالتالى العلاج يختلف على حسب الحالة لو ثقباً بسيطاً من الممكن أن يغلق بنفسه، ولا يحتاج إلى أى علاج إلا المتابعة كل فترة حتى يغلق الثقب وبعض الأمراض تحتاج فقط إلى علاج دوائى وبعضها يحتاج إلى تدخل عن طريق القسطرة القلبية لتوسيع صمام أو سد ثقب وبعض الأمراض تحتاج إلى تدخل جراحى لتحويل مجرى الدم وإعادته للمسار الصحيح وميعاد إجراء العملية من الأمور المهمة جدا التى يشرحها طبيب قلب الأطفال فمنها العاجل ومنها التى يمكن أن تؤجل إلى سن معينة.