أي مجتمع في العالم .. هو نتاج عوامل عديدة ومتشابكة ومتداخلة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ودينياً.. بل يترتب عليها ظواهر مختلفة قد تكون شديدة التباين.. وبل والغرابة عن كينونة هذا المجتمع أو ذاك! والمجتمع المصري مثله كغيره من المجتماعات الأخري.. تطرأ عليه الآن متغيرات كثيرة ومنحنيات واضحة خاصة علي مستوي الأخلاق والدين والقيم.. والأعراف!!ومن الطبيعي أن ذلك نتاج للعوامل الاقتصادية التي يمر بها المجتمع المصري في المرتبة الأولي كانتشار الأمراض الاجتماعية مثل البطالة وأزمة المساكن وأزمة الزواج.. وقلة الدخل المادي.. وظهور العشوائيات، والعشوائيات داخل المجتمع المصري.. قضية قائمة بذاتها.. وموضوع خطير جداً. فأمراض العشوائيات.. من أخطر الأمراض الاجتماعية التي من الممكن أن يصاب بها كيان المجتمع المصري.. وتنخر في اساسه وجوهره وتأتي علي قيمه الأصلية ومبادئه السامية مما يؤثر علي تماسكه وعنفوانه. والموضوع الذي أريد إثارته الآن.. هو زني المحارم.. وهي ظاهرة فحشاء.. يندي لها جبين الانسانية والعقل والدين والعرف وتتنافي مع كل الشرائع والأديان السماوية. ظهرت جلية.. واتضحت معالمها.. في العشوائيات المنتشرة هنا وهناك.. في أماكن كثيرة في مصر.. الأحياء الشعبية الفقيرة والمجتماعات المغلقة إلي حد كبير كالصعيد مثلاً،. وصفحات الحوادث الجريمة في الجرائد اليومية والمجلات الاسبوعية تطالعنا الآن.. بتلك النوعية من الجرائم المخجلة بإقامة الأب علاقة آثمة مع ابنته أو خال مع ابنة شقيقته.. أو شقيق مع أخته؟!شئ فظيع يرفضه أي عقل أو منطق.. أو أخلاق أو دين ولكنه يحدث وأصبح واقعاً مقززاً. فهل المفروض أن نضع رءوسنا في الرمال ونتجاهل تلك الظاهرة اللاخلاقية المخيفة؟ أم نواجهها بقوة وصلابة؟ فزني المحارم.. مصيبة بكل المقاييس.. وهي جريمة تعد من الكبائر التي يكفر بسببها بني آدم.. ولا يغفر له ذنبه أبداً وهي واقع أصبح موجوداً بالفعل.. يمارس في الخفاء وتحت جنح الظلام.. في غيبة من يقظة الضمير.. وغياب الإيمان،. قد تجبر فيه الفتاة علي ممارسة تلك الرزيلة مع أقرب الناس إليها والمحرم عليها.. فكيف نحميها.. وندفعها إلي وقف تلك المهزلة الانسانية. هنا يجب أن يتحرك المجتمع بكل فئاته المدني والحكومي والجمعيات الأهلية وكذلك الاعلام الذي يجب أن يلعب دوراً كبيراً.. فلا يتجنب إثارة هذا الموضوع الخطير.. الذي يهدد الأنساب والأعراف والقيم ويحدث خللاً اجتماعيا فظيعاً.. ويوجد جيلا من الأطفال بلا مستقبل.. بلا اسم.. بلا واقع.. ينكرهم المجتمع ويتبرأ منهم الناس. فهل نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الظاهرة البشعة؟ ألا يكفينا ظاهرة أطفال الشوارع والذين وصل عددهم إلي 7 ملايين طفل وكذا الأطفال المجهولو النسب والذين وصل عددهم إلي 2 مليون طف