كشفت برقيتان من السفارة الامريكية في القاهرة عن لقاء قام به الانبا شنودة في مصر مع مسئولين امريكيين وصف في إحداها الرئيس المصري السابق بأنه "معتدل" ولا يمثل تهديداً للمسيحيين المصريين في حين ان الانبا شنودة رأي ان مفتي جمهورية مصر العربية علي جمعة "شخص متطرف" كما نعت جماعة الاخوان المسلمين بالشيء نفسه. ونقل موقع «ويكيليكس» بحسب وكالة أمريكا أن أرابيك، الذي كان اول من اورد البرقيتين الصادرتين من السفارة المصرية بالقاهرة عامي 2007 و 2008، نقل عن المسئولين الامريكيين قولهم إن الانبا شنودة، الذي يشغل منصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، قد وصف مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة بالتطرف وقال انه لا تجمعه به علاقة قوية. وقالت البرقية:"يعتقد الانبا ان شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي ووزير الاوقاف المصرية حمدي زقزوق "معتدلان ومحترمان" ولكن مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة، علي عكس هؤلاء، وانه "مختلف للغاية." ونقلت البرقية الثانية عن اللقاء الذي جمع السفيرة الامريكية للقاهرة في حينها مارجريت سكوبي مع البابا شنودة بتاريخ 20- مايو- 2008 ان البابا شنودة قال ان وصف المتطرفين المسلمين ينطبق علي جماعة الاخوان المسلمين وعلي مفتي البلاد علي جمعة رغم تعيينه من قبل الحكومة. وقالت البرقية ان الانبا شنودة قال في ذلك الوقت ان لدي علي جمعة ميولاً"للتصدي للامور الشاذة و التافهة". ووفق تسريبات ويكيليكس، قال شنودة للدبلوماسيين الامريكيين ان علي جمعة "مثير للجدل" وانه اصدر فتاوي غريبة واشار في حديثه الي فتوي جمعة التي تتعلق بقدسية بول الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) وفتوي اخري للمفتي قال فيها ان الذباب اذا حط علي طعام المسلم جاز اكله طالما ان جناحي الذبابة لامسا الطعام. وقال الانبا شنودة ، حسب ما نقلته البرقية عنه، ان علي جمعة اصدر تلك الفتوي الاخيرة وفق تقليد يعود للرسول محمد قال فيه، بحسب شنودة نفسه، ان احدي اجنحة الذبابة ملوثة والجناح الآخر طاهر. كما اشار شنودة الي مقابلة قام بها المفتي المصري علي مع مجلة نيوزويك في 22 يوليو 2008 قال فيها ان الارتداد عن الإسلام مسموح به. علق الانبا شنودة بقوله ان هذا الكلام "مخادع" لقول علي جمعة في نفس الوقت "ان الارتداد ذنب عظيم" ولقول علي جمعة بضرورة احتواء اي نوع من التوتر الاجتماعي. واتهم شنودة الحكومة المصرية في حينها بانها تتساهل مع جماعة الاخوان المسلمي. وقال، وفق البرقية، رقم07CAIRO2332:" تبدو الحكومة وكأنها لا تريد مواجهة ايدلوجية الاخوان المسلمين علي المستوي الديني". ودلل الانبا شنودة بذلك علي ان الحكومة المصرية تلجأ الي الصلح العرفي في حالة الاعتداء علي المسيحيين. وجاءت البرقيتان لتؤكدا أن الانبا شنودة يري تهديدا ضد المسيحيين المصريين من جماعة الاخوان المسلمين. وبحسب البرقية:" وصف شنودة الاخوان المسلمين بانهم متطرفون وقال ان الجماعة ضد المسيحيين. ووفق شنودة فان الاخوان تعتزم الحكم بالشريعة الاسلامية ولكن فقط حسب نسختهم من الشريعة وقال شنودة ان الاخوان المسلمين يصفون المسيحيين بانهم غير مؤمنين وكذلك المسلمين الذين لا يشتركون معهم في نفس رؤيتهم للقانون الإسلامي". يذكر ان البرقيتين تعودان لعامي 2007 و2008 علي التوالي. نشر بتاريخ 26 / 3/ 2012