شهدت انتخابات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي بدأت الاثنين في 14 محافظة، تساؤلات عديدة حول عدم استخدام الحبر الفسفوري في هذه الانتخابات، وهو ما جاء خلال شكاوى وتساؤلات قدمها عدد من الناخبين خلال عملية التصويت في اليوم الأول لرؤساء اللجان الفرعية، حول غياب الحبر الفسفوري الذي اعتاد الناخبون على استخدامه في الانتخابات وتصوير أنفسهم به دلالة على المشاركة. الأمر دفع الهيئة الوطنية للانتخابات إلى توضيح الأمر في تصريحات لمدير جهازها التنفيذي، المستشار أحمد بنداري، قائلاً إن الهيئة تلقت عددًا من الشكاوى خاصة بعدم وجود الحبر الفسفوري، وأن عددًا من رؤساء اللجان الفرعية أبلغوا الهيئة بتساؤل الناخبين عن الحبر الفسفوري، مؤكدًا أن الانتخابات البرلمانية ليس بها حبر فسفوري، الذي يقتصر استخدامه فقط على الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات العامة، نتيجة وجود لجان للمغتربين بعيدين عن مقار تصويتهم، وذلك منعًا لتكرار التصويت في أكثر من لجنة، مضيفًا: «الانتخابات البرلمانية غير متصور فيها التكرار لأن الناخب يصوت في لجنة واحدة فقط مسجل بها اسمه ورقمه القومي وغير مسجل في لجان أخرى». وكانت أولى الدول التي استخدمته هي الهند في انتخابات رئاسية عام 1962، وبدأ استخدام الحبر الفسفوري في الاستحقاقات الانتخابية في مصر في الانتخابات الرئاسية عام 2005، والتي كانت أولى الانتخابات الرئاسية التي تشهد أكثر من مرشح، ومنذ ذلك التاريخ اعتاد الناخب على إظهار اللون الفسفوري للحبر في إصبعه وتسجيل تلك اللحظة بالصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات في استحقاقات انتخابية سابقة على أن استخدام الحبر الفسفوري أمر واجب في الانتخابات الرئاسية والاستفتاءات، ويظل في الإصبع لمدة 72 ساعة، والعبوة الواحدة منه تكفي من 60 إلى 80 مواطنًا. وأشارت الهيئة إلى أنه تم التعاقد مع مصلحة الكيماويات المصرية لإنتاج الحبر بمواصفات لا تسبب ضررًا للناخب. وكانت مصر تستورد الحبر الفسفوري من إنجلترا وفرنسا وأمريكا، إلا أنه نظرًا للتكلفة المرتفعة تم إسناد أمر إنتاجه لمصلحة الكيماويات المصرية. ونص قانون الانتخابات الرئاسية رقم 174 لسنة 2005 على غمس الناخب إصبعه في الحبر السري عقب التصويت. ونصت المادة 32 من القانون رقم 174 لسنة 2005 الخاص بالانتخابات الرئاسية على أن يكون الإدلاء بالصوت في الانتخاب بالتأشير على البطاقة المعدة لذلك، وعلى رئيس اللجنة أن يسلم كل ناخب بطاقة مفتوحة على ظهرها ختم لجنة الانتخابات الرئاسية وتاريخ الاقتراع، وينتقي الناخب جانبًا من الجوانب المخصصة لإثبات الرأي في قاعة الانتخاب ذاتها، وبعد أن يثبت رأيه على البطاقة يتم إيداعها مطوية في الصندوق الخاص بالبطاقة الانتخابية، ويقوم الناخب بالتوقيع قرين اسمه في كشف الناخبين وغرس إصبعه في مداد غير قابل للإزالة قبل 24 ساعة على الأقل. وأوضحت الهيئة الوطنية خطوات الاستخدام بأن يتم رج الزجاجة أولًا قبل الاستخدام، ولا يتم صبه في غطاء أو عبوة خارجية، وأن يتم غمس الإصبع في الزجاجة، ثم تعريضه للهواء حتى يجف. ومع اكتشاف الناخبين صعوبة إزالة الحبر الفسفوري، بدأ البحث عن طرق لإزالته قدمها عدد من الخبراء، منهم خبيرة تجميل أكدت أنه يمكن إزالته بماء الأكسجين، أو عن طريق استخدام عصير الليمون وقشره.