أقدم عناصر تابعون لتنظيم (داعش)، عصر يوم الثلاثاء، على اعتقال الكتيبة الأمنية الخاصة بحراسة ضريح سليمان شاه في منطقة قراقوزاق في ريف حلب الشرقي، والتي يُقدّر عدده أفرادها بثلاثين عنصراً واقتادوهم إلى مكان مجهول حسب ما أوضح شهود عيان. ولفت مصدر مطّلع، رفض الكشف عن اسمه، ل"العربي الجديد"، إلى أن "سبب الاعتقال كان نتيجة للتصريحات الأخيرة التي أدلت بها تركيا ونيتها المشاركة في الحلف، ولمنعها جعل أراضيها منصة للغارات على مواقع التنظيم". وأكد المصدر أن "عناصر الحراسة في أمان وتم نقلهم لمنطقة آمنة بعيدة عن مواقع الضربات الجوية المتوقعة من قبل التحالف الدولي". من جهة أخرى، أفاد ناشطون من المنطقة، أن عناصر "داعش" أقدموا على اعتقال عناصر الحراسة من دون أي مقاومة من الجنود الأتراك، وتم اقتيادهم بسيارات عدة إلى مكان مجهول. ويقوم عناصر الحرس التركي بحراسة الضريح حسب اتفاقية أجرتها تركيا مع النظام السوري، كما قاموا بتبديل نوبات الحرس عدة مرات خلال سيطرة تنظيم "داعش" على محيط الضريح. في الأثناء، وضعت تركيا جيشها في حال استنفار في مواجهة تهديد "داعش" لضريح تاريخي تركي داخل سورية بحسب ما نقلت وسائل الإعلام التركية، يوم الثلاثاء. ووضع حوالي 25 جندياً تركياً في حال تأهب حول ضريح سليمان شاه، جد عثمان الأول مؤسس السلطنة العثمانية، وأُمروا بالرد في حال تعرض الضريح لأي هجوم من "داعش"، بحسب صحيفة "حرييت". وتبعد المنطقة 25 كيلومتراً من الحدود وتقع داخل الأراضي السورية، وتُعتبر أرضاً تركية بموجب اتفاق أُبرم عام 1921 بين تركيا وفرنسا. ولفت مسؤول تركي لوكالة "فرانس برس"، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن "الخطر كان قائماً منذ بدايات الأزمة السورية". وتابع: "نحن مستعدون لأي سيناريو كالمعتاد"، من دون تقديم تفاصيل، بينما أضاف مسؤول آخر "إننا نتابع القضية بمجملها وننسق مع المؤسسات المعنية". " كان أردوغان يصر دوماً خلال رحلاته لسورية على زيارته برفقة رئيس وزرائه حالياً، أحمد داوود أغلو، مفاخراً أمام رفاقه والمسؤولين السوريين بالقول "سأزور قبر جدي" واقتربت عربات قوات تنظيم "داعش"، ومعها آلاف المقاتلين من قبر أكبر رموز الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، وهو سليمان شاه ابن قلتمش، المدفون في منطقة قرقوزاق قرب مدينة الرقة، وسبق وزار الضريح كل من الرئيس التركي السابق عبد الله غول، والحالي رجب طيب أردوغان، الذي كان يصر دوماً خلال رحلاته لسورية على زيارته برفقة رئيس وزرائه حالياً، أحمد داوود أغلو، مفاخراً أمام رفاقه والمسؤولين السوريين بالقول "سأزور قبر جدي". وحذر ناشطون من أن قبر قلتمش يمكن أن يشهد مصيراً مماثلاً لعشرات الأضرحة التي سبق لعناصر "داعش" أن نبشوها ومن ثم فجروها. إلا في حال نجح الأتراك في التوسط لدى "داعش" من أجل تجاهله. وذكر ناشطون وميدانيون، أمس الاثنين، أن قوات "داعش"، وعددها بالآلاف، سيطرت للمرة الأولى على منطقة جسر قرقوزاق ومحيطه، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام مع مقاتلي "لواء جبهة الأكراد" و"الجبهة الإسلامية". واقترب "داعش"، بتقدمه الميداني الأخير من ضريح قلتمش، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان الغازي عثمان الأول بن ارطغرل بن سليمان شاه، الذي يقع على مقربة من الجسر، ويعتبر من أكثر الشخصيات احتراماً لدى مسؤولي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا. وضريح قلتمش يعتبر، وفق مؤرخين، "أصغر مستعمرة بالعالم"، لكنها مستعمرة "بالتراضي"، ولا سيما في أوقات العلاقات الطيبة التي جمعت سورية وتركيا قبل اندلاع الأزمة في العام 2011. ويحرس عناصر أمن أتراك، يقارب عددها العشرين، الضريح الذي يحتل مساحة تقارب ال8797 متراً، تتضمن حديقة وقصراً صغيراً مسوراً. ويضم البناء قبرين، يقال إن في أحدهما خمس جماجم لأحد أبناء الشاه ومرافقيه، بينما يضم الثاني رفاته. وتوجد رخامة حجرية مثبتة عند مقدمة الضريح تتكلم عن أصول الشاه ولمحة عن تاريخه. ووفقاً لشبكات إخبارية سورية معارضة، ومقربة من أنقرة، فإن الشرطة التركية لم تتمكن من استبدال نوبات الحرس في الضريح طوال الأسابيع الماضية، والذي كان يتم عبر بوابة عين العرب الحدودية، باعتبارها خط العبور الشهري لتبديل نوبة الجنود، وذلك حتى سيطرة "قوات الإدارة الذاتية الكردية" عليها منذ أشهر، ما دفع الأتراك للجوء لبوابة جرابلس الأبعد، والتي أغلقت بدورها. ويعود أصل سليمان شاه بن قلتمش، إلى صحاري آسيا الوسطى، التي كانت تحت سيطرة المغول. ومعروف أنه مات غرقاً مع بعض أبنائه خلال عبوره نهر الفرات، حيث دفن ليعاد نقل رفاته بالاتفاق مع السلطات التركية، بعد بناء سد الفرات وتكون بحيرة الأسد، التي غمرته. وتنص اتفاقية رسمية، من عهد الاحتلال الفرنسي لسورية، على رفع العلم التركي على الضريح، وهي اتفاقية تطورت إلى "إبداء احترام سوري رسمي" للموقع باعتباره "صرحاً ثقافياً".