" أنا مضرب عن الطعام علشان أنا رافض أكون ضحية صراع سياسي أو حتى صفقة سياسية أنا أصلا مش جزء منه". هكذا يقول محمد سلطان، المصري الأصل والأمريكي الجنسية، والمتهم في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "غرفة عمليات رابعة". 240 يومًا كاملا، قضاهم محمد سلطان خاوي الأمعاء، بداية من 26 يناير 2014 وحتي الآن، معرضًا نفسه لخطر الموت في أي لحظة، بعدما فقد أكثر من 45 كيلو من وزنه، وتعرض لثلاث جلطات. محمد سلطان هو ابن القيادي الإخواني "صلاح سلطان"، وألقت قوات الأمن القبض عليه في أغسطس 2013، من منزله بالمعادي، بعدما فشلت في القبض على والده الهارب. يقول محمد سلطان، الحاصل علي بكالوريوس علوم اقتصادية من جامعة ولاية أوهايو، والذي عمل كمدير التطوير المؤسسي في شركة خدمات بترولية بالولايات المتحدة سابقًا، في رسالته التي وجهها من مستشفي ليمان طره في مايو الماضي: "تركت عملي من أمريكا ونقلت لمصر في شهر مارس 2013 علشان أرعى والدتي التي كانت أصيبت بالسرطان، وأخي المريض بمرض بهاقي، بقالي في مصر سنة وشهرين، قضيت 9 أشهر منهم في السجن". ويضيف "سلطان" : "في ال5 أشهر الأولى في مصر كنت بين الشغل ورعاية والدتي وأخي وبين الشغل وملحقتش حتى أكون حياة اجتماعية فضلا عن أي نشاط أو انتماء حزبي أو سياسي". ويواجه "سلطان" خطر الموت في أي لحظة، بعد إضراب عن الطعام هو الأطول في "معركة الأمعاء الخاوية". وقالت صفحة "الحرية للجدعان" أن سلطان تعرض لنزف من الفم وفقدان للوعي، أمس الأول، ونقل علي أثرها للمستشفي التابعة للسجن لتلقي العلاج. من جانبها أدانت منظمة العفو الدولية قيام السلطات المصرية بتعريض حياة أحد السجناء للخطر، ووضعه في الحبس الانفرادي، مضيفة علي لسان "حسيبة صحراوي" نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة، إن حرمان شخص في حالة مرضية حرجة من الرعاية الصحية هو أمر يتسم بالفظاظة والقسوة، كما إنه غير مشروع بشكل صارخ. وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي حملات للتضامن مع محمد سلطان، والمطالبة بالإفراج عنه، كان آخرها دعوة صفحة "الحرية للجدعان" علي الفيس بوك، لإرسال تليغرافات لمحكمة الاستئناف، مكتب المستشار محمد ناجي شحاتة، مساء السبت 20 سبتمبر وصباح الأحد 21 سبتمبر، تطالب فيها بالإفراج الفوري عن "سلطان". ويواجه محمد سلطان تهم تأسيس وإدارة وتمويل جماعة إرهابية مسلحة، ومدها بالأسلحة والذخائر، وتخريب عمدي للمتلكات، واذاعة بيانات كاذبة، وكان المستشار محمد ناجي شحاتة قد قرر تأجيل جلسة الحكم في قضية "غرفة عمليات رابعة"، ل 11 أكتوبر القادم، مع استمرار حبس المتهمين في القضية.