سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مظلوم» يُلقي ببناته فى المحرقة.. خلافات مع طليقته أشعلت نيران الغضب.. مشادة كلامية تُثير رغبة الأب فى الإنتقام.. و«جركن بنزين» يُنهي حياة أسرة بأكملها
«"الدال على الخير كفاعله» مثل إعتدنا تداوله فيما بيننا، إلا أنه تحول فى هذه الأيام إلى العكس، فدائما هناك الشيطان الذي يستغل آلام الناس ويبدأ ينفس فيها، لتتحول من مجرد خلافات إلى جريمة يدفع صاحبها عمره خلف القضبان. أُسرة من أب وأم و6 بنات، الأب لديه محل جزارة والأم متفرغة لتربية البنات، استمرت الحياة على طبيعتها، إلا أن الخلافات الأُسرية عكّرت صفوها حتى استحالت الحياة بين الزوجين، وأصبح الطلاق هو الحل الأمثل لراحة الطرفين، وبالفعل وقع الطلاق ورأى الأب أن الأم أولى بتربية بناتها خاصًة مع إنشغاله في عمله طوال الوقت، فقرر أن يُسلمها البنات على سبيل إصلاح الخلافات بينهما، إلا أن نتيجة فعلته كانت على عكس ماتوقع، ليُفاجأ برد فعلها الذى أثار بداخله الرغبة فى الإنتقام لرجولته التى أهانتها إمرأة. المحرقة حريق نشب فى إحدى الشقق بدائرة قسم شرطة السلام أول، وتحديدًا بالطابق الثامن فى العقار، وفور تلقي غرفة النجدة البلاغ إنتقلت سيارات الحماية المدنية وتمكنت من السيطرة على الحريق. إنتقلت قوة من ضباط مباحث القسم إلى الشقة، وتبين من المعاينة إحتراق محتويات الصالة بالكامل وجزء من غرفة مجاورة، وعُثر بالشقة محل الواقعة علي جثة كلاً من "عزة ع م"، 38 عامًا، ربه منزل، متفحمة بالكامل، -شقيقة المُبلغ-، و"حمة م ا"، عامان، متفحمة بالكامل -كريمة الأولى-، و"رضا م إ"، 8 أعوام، طالبة، توفيت إثر إصابتها بالإختناق، وعُثر على كلًا من، "نور م ا، ،12 عام، طالبة، و"ايمان م إ"،10 أعوام، طالبة، أسفل العقار محل الواقعة متوفيتين على إثر سقوطهما من الشقة هربًا من الحريق وأُصيبا بكسور وكدمات فى جميع أنحاء الجسد مما أدى إلى مصرعهما فى الحال. كذلك أُصيب فى الواقعة كلًا من "سمر ي ف"، 30 عامًا، ربه منزل، مصابة بكسور بجميع أنحاء الجسم نتيجة قفزها من شرفة الشقة -صديقة الأولى والتي تصادف تواجدها وقت حدوث الواقعة-. بينما تمكنت قوات الحماية المدنية من إنقاذ كلا من "سارة ع م"، 29 عامًا، ربه منزل، و"سماح ع م"، 34 عامًا، ربه منزل، -شقيقتي المجني عليها الأولى-، وبسؤالهما قررتا بأنهما حال تواجدهن جميعًا بالشقة فوجئن بإشتعال النيران بالصالة فقامت كل من الرابعة والخامسة والسادسة بالقفز من الشرفة مما أدى لإصاباتهن المشار إليها ووفاة الرابعة والخامسة, وتم نقل السادسة لمستشفى السلام العام. وتحرر عن ذلك المحضر رقم 7231 لسنة 2016م جنح القسم وتولت النيابة العامة التحقيق. الشهود استمعت قوة مباحث القسم الى أقوال "سارة ع م"،29 عامًا، ربه منزل، و"سماح ع م"، 34 عامًا، ربه منزل، حيث أقرا أنهم كانوا جميعًا متواجدين فى الشقة حتى فوجئوا بالنيران تلتهم الصالة وتحاصرهم من جميع الجهات، فقامت إثنين منهم بالقفز من الشرفة وفاضت روحهما من جراء الإصابة، والبقية لم يتمكنوا من الهرب من النيران بعد أن حاصرتهم لتتفحم جثثهم. كما استمع فريق البحث لأقوال "على س ب"،31 عامًأ، سائق، -مقيم بالطابق الخامس بالعقار-، والذي أكد أنه شاهد والد الفتيات وهو ينزل على درجات السلم مُسرعًا وبعدها بدقائق وقع الحريق. هنا كان الخيط الذي لمسه رجال المباحث لكشف غموض الواقعة، والذي أكد أيضًا أن الحريق بفعل فاعل وليس بفعل القدر، وأخطر فريق البحث اللواء هشام العراقي، مدير مباحث العاصمة، فأمر بسرعة تحديد الجناة وضبطهم . 24 ساعة هروب لم يُكلّف الأمر رجال المباحث سوى 24 ساعة فقط، لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها إذ تبيّن من التحريات أن وراء الواقعة كُلًا من "مظلوم إ ع"، 45 عامًا، جزار،-طليق المجني عليها الأولى ووالد كل من المجني عليهن من الثانية للخامسة- و"أحمد س ا"، 41 عامًا، حداد كريتال، والسابق اتهامه في قضيتين أخرهما 2300 لسنة 2014م الزيتون "مخدرات"، وضُبط بحوزته كارت خاص بتشغيل مصعد العقار سكن المجني عليهن. وفور إكتمال التحريات تم استصدار إذن من النيابة العامة وأعدت الكمائن اللازمة وسقط الجناة فى قبضة رجال المباحث . "مظلوم" يعترف "كنت أسعى للانتقام إلا أن الإبوة منعتني من تنفيذ المخطط"، كانت تلك الكلمات هى أول ما نطق به الأب القاتل أمام فريق البحث قبل أن يكمل رواية الواقعة. حيث قال "مظلوم" بأنه إنفصل عن زوجته منذ منذ 8 شهور، وقام بتطليقها بناءًا على رغبتها بعد زحمة الخلافات التي سيطرت على حياتهم، وأحتفظ بالبنات في حضانته, إلا أنه أعاد التفكير فى تلك النقطة تحديدًا، ورأى أن وجود البنات بصحبة الأم سيكون سبيلًا لإصلاح ما فُسد من علاقتهم، فقرر أن يُعيد البنات لأحضان الأم. بالفعل توجه الأب لمحل إقامة طليقته وقام بتسليمها البنات في محاولة لإنهاء الخلاف إلا أن الخلاف إحتدم بينهما ووقعت بينهم مشادة كلامية، وتطاولت عليه زوجته السابقة فغادر شقتها ونيران الغضب تسيطر على كيانه والانتقام لكرامته هو كل مايشغل باله . وتابع "مظلوم "، أنه عندما حكى لصديقه ما حدث، فبدأ يدفعه دفعا نحو الانتقام وأعد له الخطة التى ستشفي غليله وتُعيد له ما أُهدر من كرامته، وأقنعه بأن يُضرم النيران بباب الشقة سكنها, وبالفعل توجها للعقار سكن المجني عليهن وبصحبتهما جركن بنزين وصعد بمفرده بالمصعد باستخدام كارت التشغيل الخاص به والذي كان يحتفظ به لنفسه، إلا أنه غلبته العاطفة ولم يتمكن من تنفيذ مخططه وإنصرف وتقابل مع الثاني الذي كان ينتظره أسفل العقار, فوبخّه بعد أن علم بتراجعه عن تنفيذ الخطة وقام هو بالصعود بدلًا عن الأب، وإضرم النيران بباب الشقة وفرا هاربان.