فتح خالد علي أصغر المرشحين لرئاسة الجمهورية سنا النار علي المجلس العسكري والإخوان، مؤكدا أن العسكر سيزورون الانتخابات القادمة، وأن الاخوان أصحاب مخطط معين ولا يهمهم المنصب بقدر اهتمامهم بتحقيق هذا المخطط.. قال في حواره ل«صوت الأمة» إن أداء مجلس الشعب منذ أولي جلساته محبط للغاية وأشبه بأفلام الكوميديا، وأن المناقشات كانت هزلية، الأمر الذي جعلها بلا جدوي، أوضح أن الفترة الانتقالية التي تسلم فيها المجلس العسكري ادارة البلاد فشلت بامتياز ولم تستطع انقاذ البلاد من الازمات التي أصبحت تهددها في هذه الفترة الحرجة.. فإلي نص الحوار: كيف جاءت فكرة طرح اسمك كمرشح للرئاسة؟ بدأت عندما قام بعض المقربين مني بطرح الفكرة في شهر ديسمبر الماضي وشعرت وقتها بأن الامرصعب الا انني بدأت استشير من حولي والمقربين مني فاجدهم يؤيدون الفكرة بدعوي انني الاصلح للترشح الا انني ظللت في حالة تردد إلي أن وقعت بعض الاحداث ابرزها صدور مرسوم 4 لسنة 2011 والذي اعطي سلطات واسعة في التصالح في قضايا المستثمر الجنائية الامر الذي يهدر قيمة القانون ويحوله لخدمة شخصيات بعينها وهو امر في غاية الخطورة والكارثة الاكبر أن كل رجال مبارك سيستفيدون من هذا القانون وهو ما يشعرني بان المجلس العسكري قام بتفصيل هذا القانون لصالح مبارك ورجاله حتي يفلتوا من العقاب بما فيهم د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء الحالي وكل من ساعدهم مبارك للافلات من العقاب والحفاظ علي ثرواتهم، علاوة علي المادة الثانية في المرسوم والخاصة بإنشاء لجنة فض منازعات علي كل العقود التي تمت في الماضي وهو ما يعني أن كل الاراضي التي عادت إلي الدولة باحكام قضائية ستعود لهم مرة اخري وبذلك فإن الفساد سيعود بقوة وتحت مظلة القانون، وقد فكرت في خوض الانتخابات رغم اعتراضي علي أن تكون تحت حكم العسكر ومشكوك في نزاهتها. نزاهة الانتخابات لماذا تشكك في نزاهة الانتخابات؟ لأن كل مؤسسات الدولة تحت حكم العسكر تريد ابقاء الوضع علي ما هو عليه، أيام نظام مبارك كانت افضل حالا وأزمتنا الحقيقة في شبكة الفساد التي كونها مبارك في كل اقليم وقطاع مهم في الدولة ولها عائلات تحميها ومرتكزات في كل المحافظات لا تريد اي تجديد وفي الانتخابات الرئاسية ستقوم باختيار رئيس من داخل النظام السابق يحافظ علي الفساد، واختيار اشخاص من النظام السابق يعني وفاة حقيقية للثورة. تردد أنك مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية القادمة فما قولك؟ من وقت اعلان ترشحي هناك محاولات لتصنيفي.... أنت ناصري أنت تؤيد أفكار عبدالناصر.... أنت خطابك يساري .... لكن خطابي يستجيب لمتطلبات المجتمع ويعرف مواطن الفساد ويعمل علي حلها، ومن يريد تصنيفه باي اتجاه هذا شأنه لكن أرفض محاولة التصنيف لخداع الناخب، كما انه منذ اعلان ترشيحي لم يعلن اي حزب تأييدي أو دعمي ولا استطيع أن ادعي اني مدعوم من اليسار كما ان رؤيتي اوسع من اليسار. ماهي ابرز ملامح البرنامج الانتخابي الذي تتقدم به للمواطنين؟ الفقر ليس قدراً فهو صناعة مباركية ولدينا موارد مهدرة واقتصاديات متخلفة وتوزيع غير عادل للثروة وفساد وسرقة بشكل قوي لم نشهده من قبل وانا منطلقي من المواطن الفقير وسأسعي إلي توفير العدالة الاجتماعية لانها المدخل للحرية علاوة علي محاولة ايجاد فرص لتشغيل الشباب واعادة توزيع الموارد وبناء اقتصاد حقيقي مع الاهتمام بالصناعة والزراعة. كما سأقوم بمراجعة اتفاقية الغاز لانه من المستحيل تصدير الغاز في دولة فقيرة مثل مصر يحتاج شعبها هذا الغاز ويكفي أن نعرف أن منطقة مثل إمبابة بلا أنابيب ولا غاز ومنطقة مثل المهندسين بها الغاز الطبيعي ب3 جنيهات كما أن الاقتصاد قام علي رجال أعمال بعضهم ذبح البلد وبعضهم ذبحهم نظام مبارك بعد رفضهم مشاركة عائلة مبارك في مشاريعهم وهو ما يدفعني إلي المطالبة بعودة القطاع العام لانه لايمكن الزام القطاع الخاص بتشغيل الشباب المتعطل عن العمل فالقطاع العام هو الذي حمي الدولة في حرب 73 كما أن دوره منع الاحتكار في السوق وليس معني ذلك الغاء القطاع الخاص، لكن سيتم دعمه بطريقة متساوية. كما سأهتم بالتعاونيات والتي تكمن أهميتها في اعادة قيم العمل الجماعي، وهو ما سيساعد علي إعادة البناء الجيد للدولة، كما اننا نحتاج إلي بناء مؤسسات الدولة مش شعب وشوري وبرلمان فقط لكن لابد من توفير بيئة لانشاء نقابات جماهيرية ونقابات للعاطلين عن العمل وهذه المؤسسات ستعيد التوازن في الدولة. صغير السن البعض يقول انك مرشح صغير السن وخبرتك السياسية قليلة بالمقارنة بباقي المرشحين؟ كفانا من دولة العواجيز لأن مصر في الفترة المقبلة تحتاج إلي افكار الشباب بعد أن جربنا حكم العواجيز لمدة 30 عاما استكملها العسكر بالاصرارعلي البقاء في السلطة رغم أن اصغر عضو بالمجلس اقترب من سن السبعين ومع ذلك مصرين علي التمسك بالسلطة وهو نفس حال بعض المرشحين الحاليين. كيف تري فرصك في ظل التواجد الإسلامي الطاغي حاليا؟ الدولة كيان اعتباري ليس له دين ودورها حماية كل ابنائها بصرف النظر عن الدين واللون وانا مع الدولة المدنية طبعا وأنادي بها، لكن هناك ارضية مشتركة في فكرة العدالة الاجتماعية وهو ما يدعوني إلي عدم القلق من التيارات الاسلامية حتي مع سعيها لعقد اي نوع من الصفقات للدفع بمرشح معين لأن الشارع بدأ يدرك خطورة سيطرة الاسلاميين علي الحياة السياسية، وهو ما ظهر في انتخابات نقابة المحامين حيث تعرض الاخوان لهزيمة ساحقة في 17 محافظة. بعض مرشحي الرئاسة بدأوا في مغازلة التيارات الإسلامية كما فعل عمرو موسي وحمدين صباحي بانهما سيطبقان الشريعة الإسلامية فما تعليقك؟ من يفعل ذلك أقول له "عيب عليك" فقد انتهي عصر المغازلات السياسية، كما انني لدي خطاب واضح ومحدد وموجه للجميع ويهمني أن أدافع عما اقوله وأومن به واذا كان الشارع يبحث عن الوسطية والتوازن فليس امامه غير الابتعاد عن التيارات الاسلامية. في تقديرك مع قوة الحشد التي يمتلكها الاخوان لماذا لم يقدم الاخوان مرشحا صريحا بدلا من عقد صفقات سياسية؟ الاخوان لديهم مخطط ولا يهمهم منصب الرئيس لانهم سيغيرون شكل الحكم في مصر في الدستور القادم بتحويلها إلي دولة برلمانية وبالتالي سيطرحون "شخص بركة" ينفع في التشريفات ويستطيعون السيطرة عليه وتحويله إلي ألعوبة مع تركيز أغلب السلطات بالبرلمان والحكومة في أيديهم. يتردد أن المرشح الاصيل لم يظهر بعد وأن المجلس العسكري سيطرح اسم مرشحه..... فما رأيك؟ لا استطيع نفي أو تأكيد ذلك لأن باب الترشح مفتوح حتي الآن لكن الخريطة الانتخابية حتي الآن متغيرة واسوأ شيء في مصر الاحتكار وهو ما يحاول العسكر القيام به وهو احتكار مصر حتي بعض الثوريين احتكروا الكلام باسم الثورة ومؤسسات الدولة تتحدث باسم الوطنية والاسلاميون احتكروا الحديث باسم الدين واي شخص يحتكر الكلام باسم الاشياء اعلم انه كاذب. هل تعتقد أن المجلس العسكري سيترك السلطة بسهولة خاصة أن هناك عقيدة عسكرية تقول إن مصر دي بتاعتهم؟ أعتقد أن العسكر لن يتركوا مصر بسهولة وهو ما يجعلني متأكداً من أن الانتخابات لن تكون نزيهة وشريفة، خاصة أن اي انتخابات تحت حكم العسكر ستكون مزورة، حيث سيسعي العسكر إلي التلاعب في نتائج الانتخابات القادمة لكنني قبلت تخوض المنافسة حتي لو كانت ديمقراطية العملية السياسية 30%. نحن امام اشكالية غريبة هي أن كل مرشحي الرئاسة لا يعرفون ما هي صلاحيات الرئيس القادم .... فربما يتغير النظام إلي برلماني ما تعليقك؟ كانت هناك ازمة في مصر لسرعة وضع جدول زمني لتسليم السلطة لكن لمن؟ هل للبرلمان في ظل أغلبية دينية؟ وأصبح الموضوع محيراً وأري أن الانتخابات الرئاسية عمل مهم والدستور عمل أهم لذا طالبت بألا يتم إجراء الاثنين في نفس الوقت واذا كانا في نفس التوقيت فإن انتخابات الرئاسة "هتاكل" الدستور فالرئيس ممكن نغيره، لكن الدستورلا يمكن تغييره كل يوم كما أن المواطنين لديهم الرغبة القوية في انهاء هذه الفترة واستقرار الاوضاع حتي ينتهي حكم العسكر ولهذا سيشاركون في الانتخابات الرئاسية بقوة. صلاحيات الرئيس ماذا عن صلاحيات الرئيس التي ربما تتغير بفعل الاخوان المسلمين ويصبح الرئيس مجرد رمز للدولة وهو السيناريو الاقرب حتي الآن؟ صلاحيات الرئيس ستكون كما هي في الاعلان الدستوري واذا تم تغيير نظام الدولة فالشعب اختارني ببرنامج واختار الاخوان ببرنامج واللي هيتحكم في اللجنة التأسيسية للدستور هو الذي سيفرض نظام الدولة. بعض المرشحين رفضوا نظام الدولة البرلمانية فما موقفك؟ أرفض الدولة البرلمانية وسحب صلاحيات الرئيس أو الرجل الأول فهناك نظم رئاسية وبرلمانية واخري مختلطة وأنا أؤيد الدولة البرلمانية شبه الرئاسية التي تتيح لرئيس الجمهورية اختيار الوزارة وتشكيلها وليس معني ذلك أن يكون هناك عداء بيني وبين البرلمان فأنا سأحتاج اليه لتنفيذ برنامجي. ماذا عن فكرة الرئيس التوافقي البعض وصفها بأنها مؤامرة بين العسكر والاخوان؟ الرئيس التوافقي صفقة بين العسكر وجماعة الاخوان، لكن هو توافقي بالنسبة لمن؟ هل اتفاق فصيلين يمثل توافقا؟ بالتأكيد لا، وهو ما يعني أن العسكر يريد أن نعود إلي نقطة الصفر وانا لا احب هذا الحديث ومن يريد التوافق يفعله وانتقاد ترشيح الجزار والميكانيكي للرئاسة خطأ كبير لأن معني انتخابهما أن مصر رجعت للمصريين والناس اصبحت لديها القدرة علي الحلم ولا يدعو للسخرية وانما للفخر لأن السخرية من البسطاء عيب. كيف تقيم أداء مجلس الشعب في الفترة الماضية؟ محبط وعكس كثيراً من توقعاتي فالاخوان لم يناقشوا قضايا جادة حتي الآن وانما كلها في سباق الهزل، الجلسات أقرب للافلام الكوميدية وكنت أتوقع أن تكون هناك أجندة تشريعية واضحة وتعود الامور لنصابها مع وجود خطط قصيرة المدي وانحياز لبناء ديمقراطية حقيقية وكل المؤشرات تؤكد اننا نسير في الاتجاه الخاطي تحت قيادة الاخوان. ما تقييمك لاداء المجلس العسكري في ادارة الفترة الانتقالية؟ فترة فاشلة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. كيف تري وضع المجلس العسكري في الدستور خاصة أن هناك من طالب بوضع خاص له ؟ انا ضد أي وضع خاص لأي جهة لكن جزءا من مخصصات الجيش لا يجب الحديث عنها لانها تدخل في اطار الاسرار العسكرية ،لكن لابد أيضا من مراقبتها حتي لا تفتح الباب للفساد مرة اخري . نشر بتاريخ 19 /3/2012