هل المرأة المصرية.. قد حصلت بالفعل علي كل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. كما يحلو للبعض أن يردد هذا القول؟!! وهل أصبحت في مكانها الطبيعي في المجتمع. بحيث يعترف بها ككيان مستقل.. له بصمات حقيقية ثابتة.. كجزء هام في بناء هذا المجتمع؟ أم أن الحقيقة والواقع يخالفان ذلك؟.. فما زال المجتمع المصري يتردد حتي الآن. ونحن في القرن الواحد والعشرين في منح المرأة المصرية حتي الاعتراف بها كانسان كامل.. يمثل نصف المجتمع بحق؟!! بل إن المجتمع والمناخ السائد فيه حاليا..يتقهقر بالمرأة المصرية إلي الوراء.. بخطوات واسعة.. مخالفا بذلك.. كل المعايير المتوقعة وأيضا ما يحدث حولنا من تقدم واع واستيعاب بقيمة المرأة في العالم أجمع؟!! علي الرغم مما حققته المرأة المصرية من نجاحات وإنجازات إيجابية فعالة في كل المجالات.. وتوليها المناصب القيادية الهامة كقاضية.. وسفيرة.. ووزيرة.. وطبيبة وصحفية.. ولكن تساؤلي الذي أطرحه من خلال المتغيرات الغربية والتي طرأت علي سطح المجتمع المصري.. وتكاد أن تقترب من ملامح ظاهرة خطيرة للغاية اغتصاب النساء..هذه النوعية من الجرائم اللا أخلاقية علي وجه التحديد. تسللت إلي نسيج المجتمع بقوة وبسرعة.. بل انتشرت في المدينة والقرية.. والحواري والشوارع والأزقة.. هذه الجرائم البشعة تمثل ضربات متلاحقة يجب أن تتحول إلي ناقوس خطر يدق بشدة علي عقل ووعي المجتمع بأكمله.. فهي تشير إلي أننا مقبلون علي مرحلة انتقالية خطيرة.. وأن هذه الجرائم التي تتعارض مع العرف والدين.. والأخلاق من الممكن أن تصبح ظاهرة اجتماعية مخيفة!!.. هذا ما أردت لفت الأنظار إليه.. فهناك نظرة متدنية إلي المرأة في مجتمعنا رغم النجاحات والانجازات التي حققتها عن جدارة.. وإمكانيات علمية وثقافية.. إلا أننا نفاجأ وسط هذا الخضم من التقدم والتطور الذي حققته المرأة المصرية أنها تمتهن كرامتها.. وتعامل كجارية مسلوبة الإرادة.. تغتصب ويقتل حياؤها.. واحترامها لنفسها بأيدي همجية.. وتتحول إلي فريسة للذئاب التي لا تحركهم سوي الغرائز والشهوات المريضة الشاذة.. والفوضي الاجتماعية.. فما حدث لامرأة من كفر الشيخ التي أقتادها عشرة من الذئاب البشرية بالقوة وتحت تهديد السلاح.. بعد مشاهدتها تطل من شرفة منزلها.. داسوا كرامتها تحت أقدامهم بلا أي وازع من ضمير أو اخلاق.. وغيرها من الحوادث المشابهةالتي كثر عددها بشكل ملفت للنظر والتي تحدث هنا وهناك.. إذن المناخ السائد في مجتمعنا المصري.. ينظر إلي المرأة كفريسة تلتهم وقتما يشاءون.. وهذا يعني أن هناك خللا إجتماعيا أخلاقيا دينيا واضحا وهزة في كيان المجتمع وأننا نمر بمنحني أخلاقي خطير.. وهذا يدفعنا أن نتوقف أمام تلك الحوادث الأخلاقية الشاذة لنتساءل.. من هم مرتكبو هذه النوعية من الحوادث؟ والإجابة.. أن أغلبهم من سائقي الميكروباص.. والسباك.. والميكانيكي.. أي نوعية من الناس لم تنل أي قسط من العلم أو المعرفة. أي إدراكها لخطورة الأمور معدوم تقريبا!! ربما حتي لا يعلمون عقوبة جريمة الاغتصاب.. فيقبلون علي ارتكابها دون وعي لما ينتظرهم من عقاب رادع واحتقار وقرف المجتمع كله من أمثالهم.. ولهذا.. فالاعلام المرئي وسيلة هامة.. للتأكيد من خلال البرامج الموجهة والدراما الاجتماعية علي أن هناك حقوقا وواجبات لكل إنسان داخل مجتمعه يجب احترامها وأبسطها شعور كل واحد فينا بالأمان والطمأنينة.. والتأكيد أيضا علي أن المرأة كيان يجب احترامه وتقديسه فهي الأم والأخت والزوجة والعمة والخالة من خلال تقديم نماذج إيجابية للمرأة المصرية في المسلسلات والأفلام السينمائية والتليفزيونية، وتكوين كوادر فنية متخصصة من كتاب السيناريو والمعدين للبرامج المختلفة.. لوضع قاعدة أساسية لما يقدم ويعرض علي جمهور المشاهدين بالمشاركة مع المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والتعليم بمختلف مراحله.. فإن من حق المرء سواء كان رجلا أم امرأة أن يحظي باحترام كامل لانسانيته وآدميته.. وحرية الفرد ولا تعني الفوضي والتسيب.. وليس من حق أي منحرف أو شاذ أن يفعل ما يشاء فيروع أمن المجتمع وينشر الخوف بين أرجائه.. والإعلام المصري في كافة صوره يجب أن تكون له الصدارة في مواجهة كل ما يثير الغرائز والشهوات من مشاهد عري وإثارة بالاضافة إلي ؟معاقبة الجناة من مرتكبي جرائم الاغتصاب علي وجه الخصوص بنقل تنفيذ الاحكام عليهم علي شاشات التليفزيون ليراهم الجميع.. ويعي كل من في نفسه سوء أو انحراف أخلاقي.. أن عقاب هذه الجريمة رادع.. فهي جريمة نكراء .. جريمة ارتكاب الفحشاء والزنا والفجور.