تولى عرش "إنجلترا " العديد من السيدات والرجال، ولكن هناك منهم من ترك أثرًا واضحًا خلال فتره حكمه؛ ومنهم الملكة "إليزايبث الأولى"، والتي لُقبت ب"الملكة العذراء" وذلك لرفضها الزواج ، على الرغم كثرة من طلبها للزواج وهذا أدى إلى جعلها آخر حكام من سلالة " تيودور"، "إليزابيث الأولى" هي ابنة الملك "هنري الثامن" ، والملكة "آن بولين"، ولدت في 7سبتمبر 1533 ونشأت في ظل الخلافة الملكية . تولت "إليزابيث" الحكم عام 1558، وكانت في حكمها أكثر إعتدالاً من والدها وإخواتها ، حيث أدارت البلاد ب " الشورى " واعتمدت في كثير من الأمور على فريق من المستشارين برئاسة " سير وليام سيسيل ". عُرفت فترة حكم " إليزابيث" بالعصر الإليزابيثي، والذي اشتهر في المقام الأول بازدهار الدراما الإنجليزية، وزيادة عدد الكُتاب المسرحيين، ومن أبرزهم "شيكسبير "، كما كان بعض المؤرخين أكثر تحفظًا في تقيمهم، حيث وصفها بعضهم بأنها كانت ملكة "حادة الطبع ومتذبذبة في بعض الأحييان". كان أول ما قامت به " إليزابيث " بعد اعتلائها "العرش" ، هو إقامة الكنيسة البروستانتينية الإنجليزية وأصبحت هي الحاكم الأعلى لها، ولم يكن لديها أي تعصب ديني بل بالعكس كانت تتجنب الاضطهاد المنهجي، وهذا ما أسهم في تطوير الشكل الذي عليه الكنيسة الإنجليزية حاليًا، كما كان لديها العديد من الإشعارات الناجحة من أبرزها "أرى ولكني لا أتكلم " . في عام 1570، عوقبت "العذراء" بذنب ارتكبه والدها الملك "هنري الثامن" قبل وفاته، عندما قام بإبطال زواجه من والدتها، وأمر بقطع رأسها وذلك عندما كانت "إليزابيث" في الثانية والنصف من عمرها، حيث أعلن "البابا" إليزابيث حاكمة "غير شرعية" ، كما أحل رعاياها من الولاء لها. ظهرت قرب نهاية فترة حكم "إليزابيث" سلسلة من المشاكل الإقتصادية والعسكرية، أدت إلى انخفاض شعبيتها. ولكن في ظل حكومة محدودة الصلاحيات وقابلة للسقوط وأثناء تعرض ملوك الدول المجاورة لمشكلات داخلية ، أثبتت" إليزابيث" أنها ملكة مثابرة وعنيدة، وذات شخصية براقة.