تحلم مصر منذ فترة طويلة للإنضمام إلي «نادي الفضاء»، والإنتقال إلى المرحلة جديدة في عالم التطور التكنولوجي والإنخراط بصورة أكبر فى عالم تداول المعلومات. وعلي الرغم من التجربة الفاشلة التي خاضتها مصر في محاولة الاستحواز علي جزء من عالم الفضاء عام 2007، في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونظرًأ للحاجة الملحة في الفترة الحالية، أصبح إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على إمتلاك مصر قمرً صناعيً، أكبر مِن ذى قبل. مصر تشتري قمرين صناعيين ذكرة صحيفة «لاتريبون» الفرنسية، أن وزير الإنتاج الحربي اللواء سعيد محمد العصار، بحث مع الجانب الفرنسي الحصول علي قمرين صناعية عسكرية متطورة. وأوضحت «لاتريبون»، أن «العصار» توجَّه إلى العاصمة الفرنسية باريس، لإتمام ثالث صفقة عكسرية كبرى بين الحليفين المصري والفرنسي، بعد صفقة طائرات «رافال» ومستلزماتها، ثم صفقة حاملتي المروحيات من طراز «مسترال»، وفي انتظار إتمام المفاوضات للحصول على أقمار صناعية متقدمة، لدعم القدرات الاستخباراتية المصرية. وتابعت الصحيفة أن «العصار» يتفاوض مع شركة «إيرباص» للأنظمة الفضائية، وشركة «تاليس» المتخصصة في الشئون العسكرية، لتأمين القمرين الصناعيين، في أقرب الآجال، في صفقة لن تقل عن 1 مليار يورو «1.4 مليار دولار». استخدامات مصر للاقمار الصناعية ذكرت صحيفة «لا تريبون» الفرنسية أن مصر تسعي لامتلاك الأقمار الصناعية، لغرضين أساسيين وهم. أولا: مراقبة التطورات والعمل بسد النهضة، وذلك حسبما قال شاؤول شاي، مدير الأبحاث في معهد السياسة والاستراتيجية في «آي دي سي هيرتزليا»، في مقال كتبه بموقع مجلة إسرائيل ديفنس نصف الشهرية على الإنترنت، إن المخاوف المصرية من تأثير سد النهضة الإثيوبي على أمنها المائي هو أحد من الدوافع الأساسية وراء حرص مصر على شراء القمرين، وإن دارسة آثار السد على مصر تعتبر واحدة من أهم القضايا لدى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء. ثانيًا: استخدام القمر الثاني في الإتصالات العسكرية ومتابعة الأحداث عن قرب، ودخول منظومة التسليح العسكري الدولي ومتابعة كافة التطورات. ومن جانبه أضاف «د. شاي» أن لدى المشروع المصري للأقمار الصناعية أهدافًا علمية وعسكرية على حد سواء. ويبين أن مصر شددت على الطابع المدني للقمر الصناعي «سات 2» الذي بناه الروس وتم إطلاقه سنة 2014، وقالت: «إنه يستهدف خدمة مختلف مجالات التنمية، ومنها الزراعة والصناعة والتعدين والبيئة»، لكن «القمر يستهدف الحصول على صور عالية الدقة لخدمة الجيش المصري وكذلك الهيئات الحكومية الأخرى».