نظم الآلاف من أبناء قبيلة الأورومو، مظاهرات إحتجاجية ضد الحكومة الإثيوبية بسبب تنفيذ الحكومة لسد النهضة على مساحات شاسعة من أراضي القبيلة الأكثر عددًا في إثيبوبيا، فعلى الرغم من أن الأورومو يمثلون أغلبية عرقية في إثيوبيا، إلا أنهم يعانون الاضطهاد والظلم وظروف لا تطاق نتيجة سياسات الحكومة الإثيوبية حيالهم، وفق تأكيد منظمة العفو الدولية وعدد من أفراد الجالية الأورومية خارج إثيوبيا. إضطهادهم من السلطة تقع منطقة أوروميا في إثيوبيا ويحدها من الغرب السودان والشعوب النيلية- جامبيلا وامهرا- ومن الشرق جمهورية الصومال ومن جنوب الشرق جمهورية كينيا ومن الشرق الشمالي جمهورية جيبوتي، وتعداد شعب أورومو حوالي أربعين مليون نسمة حسب الإحصاءات المتوفرة. وبحسب أغلب المتابعين لهذا الملف تستهدف الحكومة الإثيوبية المتمثلة في قبائل الأمهرة والتي تعتبر نفسها أصل القومية الإثيوبية، قومية أورومو لعدة أسباب أبرزها ثلاثة، هي خوفها من الكثافة السكانية للقومية، ويتمثل السبب الثاني في الديانة الإسلامية حيث الأغلبية من المسلمين، في حين يتجسد الثالث في تمسك القومية بمبدأ حق تقرير المصير والاستقلال عن إثيوبيا. الأورومو يشكلون الأغلبية بإثيوبيا يمثل هذا العرق نسبة 40% من عدد سكان إثيوبيا بحسب العديد من الإحصائيات، لكنه لا يحكم في هذا البلد الذي يضم أكثر من 80 عرقية مختلفة، ويأتي في مرحلة متدنية من حيث الحقوق والمكانة، مقارنة بقبائل الأمهرة الذين يمثلون 27% من عدد السكان ويسيطرون على السلطة في تحالف مع قبائل التيجري التي تضم 6% من المواطنين، وتسيطر على المفاصل القيادية بالدولة. الديانة أغلبية الأوروميين من المسلمين تبلغ نسبتهم 50% إلى 80% من عدد سكان الأورومو، كما يوجد بها مسيحيون أرثوذوكس وبروتستانت، وينتمي بقيتهم لمعتقدات إفريقية محلية، ويعيش الأوروميون في إقليم "أوروميا" الذي تبلغ مساحته نحو 600 ألف كيلومتر مربع، وهي واحدة من 9 أقاليم في إثيوبيا تم تقسيمها على أساس عرقي، ويعتمد اقتصاد سكانه بشكل أساسي على الزراعة، وتربية الماشية، والمناجم، والسياحة. محاولات الأوروميين للإستقلال يطالب قطاع من الأوروميين بحق تقرير المصير، وتقود جبهة تحرير الأورومو النضال لمواجهة حكومة أديس أبابا، وتستخدم السلاح، والضغوط السياسية، والحملات الإعلامية من الخارج في مواجهة النظام الحاكم بإثيوبيا، لكن أديس أبابا تلجأ إلى القمع تارة، وإلى الوعود بالتنمية تارة أخرى من أجل امتصاص الغضب الشعبي. على الرغم من مرور أكثر من قرن على ضم أوروميا لإثيوبيا فإن أبناء هذه العرقية حافظوا على تقاليدهم وموسيقاهم، ويسعون لتحريرها من قيود الجغرافيا عبر شبكة الإنترنت لتنطلق إلى العالم، حيث ينشرون العديد من مقاطع الفيديو والصور ولسان حالهم يقول "الأوروميون لا يحكمون ولكنهم باقون". وبالنظر إلى الحياة الاجتماعية يقاطع الأوروميون المدارس الإثيوبية، كما يقاطعون المحاكم الإثيوبية، فلا يتقدمون لها بأي دعوى في قضاياهم، ويعالجون مشكلاتهم بالتفاوض فيما بينهم. احتجاجات الأورومو دائمًا ما تشهد إثيوبيا احتجاجات عارمة لشعب الأورومو احتجاجًا على أوضاعهم التي وصفوها بالمأساوية، إلا أنه خلال الأيام القليلة الماضية ازدادت وتيرة المظاهرات، حيث بدأت الشهر الماضي في جينكي التي تقع على بعد نحو 50 ميلًا غرب العاصمة الإثيوبية، وسرعان ما توسعت الاحتجاجات لتصل لأكثر من 130 بلدة في أوروميا، بعد أن ظهرت صور بشعة للمتظاهرين الضحايا جراء عنف الشرطة الإثيوبية وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة، قتلت ما يزيد عن 75 شخصا من الأورومو، في مظاهرات نظمتها الأخيرة احتجاجا على قيام الحكومة باقتطاع مساحة كبيرة من الأراضي المملوكة لهم في إثيوبيا، من أجل تنفيذ خطة التوسعات المزمع إقامتها حول العاصمة، عن طريق تهجيرهم من أراضيهم، ولم تقتصر المظاهرات على إثيوبيا فقط، بل امتدت إلى الأورومو المقيمين في الدول الأوروبية. أحلام الإستقلال ولهذه الجماعة جبهة تحرير تطالب باستقلال إقليم أوروميا من إثيوبيا، وتأسست هذه الجبهة في عام 1973 باعتبارها حركة قومية للشعب الأورومي (جنوب ووسط إثيوبيا) وترفض هذه الجبهة إقامة سد النهضة الإثيوبي، وكان جمادا سوتي -المتحدث باسم الجبهة- قد أعلن مؤخرا أن "السد من الناحية الاقتصادية لن يفيد الشعب الإثيوبى كثيرا"، وأكد سوتى للإعلام عن خطة حكومة أديس أبابا للسيطرة على مياه النيل ومنابعه عن طريق بناء السد؛ محذرًا من أن نهر النيل سيصبح فى السنوات المقبلة "قضية حياة أو موت بين دول الحوض العشر".