لا يوجد من هو كامل فى هذه الحياة، وتتملكنا جميعا بعض الصفات السيئة بنسب معتدلة، فقد تتملكنا "الأنانية، والغيرة" فى بعض الأحيان، ولن يكون أصحاب تلك الصفات من نتحدث عنهم اليوم، لأنهم بشر طبيعيون، بل سأتحدث عمن هم على النقيض تماماً. أولئك الذين يغارون وأنانيون إلى درجة أنه في إمكانهم إيذاء أي شخص، حتى لو كان أقرب صديق إليهم، بل يعتقدون أن تصرفاتهم وما يفعلونه في حقنا شيء عادي. قد يرى البعض ان ما يثار مجرد افتراء، انظر حولك ويمكنك سواء كنت رجلاً أو امرأة أن تعطينا أمثلة عن هؤلاء البشر أو الأصدقاء الذين فعلاً نحار ونحتار كيف نتعامل معهم حين نكتشف أننا أخطأنا اختيارهم، وأنهم مريضون نفسياً، فلا نحن نستطيع التخلي عنهم ونكف عنا شر عقدهم النفسية، ولا نحن نستطيع تحمل وجودهم في حياتنا. دعونا نتعرف على بعض هؤلاء الأصدقاء: 1- صديق تخفي عنه أخبارك هذا الصديق إذا اكتشفت أنك أنت أصلاً تخاف إخباره بعض تفاصيل حياتك، كمكان العمل، ومواعيد عطلتك، وتخشى أن تعرفه على مجموعة زملائك أو عائلتك، فأنت في ورطة حقيقية، وهذا الصديق يستهلك وقتك، كن قاسياً ولا تعطي لهذا الصديق أكثر من 5 دقائق من وقتك تسأله عن حاله وتطمئن على من حوله قبل الاطمئنان عليه، وأكمل يومك وعطلك الأسبوعية وحياتك من دون وجوده فيها. ستسألني لماذا؟ دعني أنا أسألك: لماذا تجلس رفقة شخص لا ترتاح له؟ لماذا تمنحه وقتك واهتمامك؟ لماذا وأنت لا تخبره شيئاً عن اهتماماتك؟! 2- صديق لا يتردد في استعارة ملابس صديقك تحتاج هذه النقطة بعض التفصيل؛ في معادلة رياضية: لديك صديق اسمه أكرم، هذا الصديق يفديك بروحه لو استطاع، ولديك صديق آخر اسمه أشرف، الذي هو حديث موضوعنا، أكرم لا يعرف أشرف، وأشرف تعرّف إلى أكرم حين كان برفقتك صدفة في أحد الأماكن التي تذهب إليها، فجأة مضى أسبوع على هذا التعارف السطحي، فذهب أشرف إلى أكرم واستعار منه جاكيت كان يرتديها يوم التقاه حين كان برفقتك، وأشرف أكيد سيعيره الجاكيت لأنه يحترمك أنت ويضع حسباناً لصداقتك، ولولا صداقتك ما أعاره هذه الجاكيت التي اشتراها بمبلغ وقدره. بسبب هذه الجاكيت قد تحدث مشاكل تفقدك صديق عمرك. وقس على هذه القصص البسيطة. قد يتعلق الأمر باستدانه أموال حتى، وتقع أنت بسببه في مشاكل لا حصر لها. 3- خاص إلى البنات: صديقة لا تتوقف عن الاتصال بحبيبك أو زوجك بدعوى أنها وجدت هاتفك مغلقاً، بدعوى أنها تعطلت سيارتها، بدعوى أنها وأنها وأنها، ستتصل بزوجك الذي سينقذها من أي مأزق تقع فيه، بدعوى أنه زوج صديقتها المفضلة، وأنه الإنسان الوحيد فوق هذه الكرة الأرضية من يستطيع مساعدتها، بمجرد ما تعرفين أنه التقى صدفة بصديقتك، وأنها لم تخبرك أنها التقت به صدفة أو أنها لم تطلب مساعدته، فحاولي قدر المستطاع تجنب إطالة مدة الاطمئنان عليها، ولا تفقدي الثقة في زوجك، زوجك بريء مما تفكر فيه نفسية صديقتك. فقط تأكدي أنك لم تظلميها. 4- سيناريوهات مختلفة لقصة واحدة لا تعليق، أليْس كذلك، أعتقد أن الأمر واضح، لا يحتاج حتى أن أفسر لك ذلك، ولا تحتاج إلى قول ما تحتاج إلى اتخاذه فوراً سريعاً. 5- الصديق الذي يتجسس عليك يفاجئك أنه يعرف أين ذهبت ومتى وكيف ومع من، يتصل بك ويقول لك: "أين أنت؟!"، هنا جاءتك الفرصة لتمتحن هذا الصديق، لا تخبره بمكانك الحقيقي، وانتظر ردة فعله، إذا أخبرك أنه يعرف مكانك وأنه اتصل بك ليكتشف كذبك، اضحك معه، وقرر في هذه العلاقة ما يمكن لك فعله. بعض الأصدقاء يطب عليك فجأة في مكان وجودك من دون أن تعلمه أين أنت، من دون أن يتصل حتى، وهدفه ليس إسعادك أو مفاجأتك في عيد ميلادك، بل من أجل أن يعرف كل صغيرة وكبيرة. 6- يأتي لك بأخبار العالم هو ليس صحفياً، لا تحسن الظن بالعنوان، هذا الصديق متخصص في نقل الأخبار، من دون أن تطلب منه، سيخبرك عن فلان وعلان وحتى لن يتوانى في قول ما استأمنوه عليه من أسرار، وسيفعل الأمر عنك أيضاً، لا تحاول أن تخبر صديقاً مثل هذا مجرد رأي في أي إنسان، فبعد ساعة واحدة سيذهب إليه ويقوم بواجبه أمام مرضه النفسي، وسيضيف بعض الرتوشات على أقوالك، فإذا قلت له سمكة، سينقل عنك أنك قلت قرش، وربما ديناصور. إنه ينقل الأخبار بأمانة. 7- صديق لا يمد يده ليساعدك كل ماورد في النقاط السابقة هم أعداء الحياة والنجاح، الصديق الذي لا يمد يده لمساعدتك، ومن سيتدخل في عملك، من سيبذل جهده ليثبط من معنوياتك، من تبحث عن حلول، فيضع لك في نهاية كل حل مشكلة أخرى، من يعرف حاجتك ولا يقف معك، من يخترع أكبر المشاكل في حياته ويمثل دور الضحية من أجل أن يستهلك وقتك واهتمامك، هو فاشل في حياته ولديه عقد نفسية ستكون أنت إحدى ضحاياه إذا لم تميز بين أصدقائك، بين من يحب مصلحتك، ومن هو ضدها. كلمة أخيرة: اختاروا أصدقاءكم، إنهم الحياة إذا كانوا رائعين، وهم الجحيم إذا كانوا مرضى نفسياً. وفي الوقت نفسه، لا تسيئوا الظن بهم، فقد تكون عندك تخيلات خاطئة عن صديقك الجيد، كن منصفاً. ولا تنسَ تعمل شير لصديقك الحقيقي، وأخبره أنك لست عدو حياته، وأنك لا تملك هذه الصفات، وأنك تحبه وتحب له الخير كله. حتى يعم السلام.