"أولتراس أهلاوي" .. "وايت نايتس" .. "يلو دراجونز" .. "جرين إيجلز" .. "جرين ماجيك"، روابط أندية أطلت برأسها على الكرة المصرية منذ ست سنوات، البداية كانت مبشرة، حيث تحولت المدرجات إلى كرنفالات ولوحات فنية رائعة .. إلا أنها خرجت عن النص، وبدأت هذه الروابط تدخل في منافسة "قبيحة" على حصد أكبر عدد من الألقاب "الإجرامية" سواء بتشويه صورة مصر لدى وسائل الإعلام العالمية، أو الاعتداء على منشآت ومرافق الدولة، والإصرار على الاشتباك مع قوات الأمن، مما أسفر عن وقوع ضحايا أبرياء من الجانبين. فمنذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، باتت هذه الروابط مثل "السرطان" الذي أصاب جسد مدرجات الكرة المصرية.. تخيل البعض أن الصراع انحصر بين "الأولتراس – الأمن" نتيجة الاحتقان بينهما تأثرًا بالأحداث السياسية في الشارع المصري، وهو ما ظهر في المعركة بين الأولتراس وقوات الأمن المركزي أثناء وبعد مباراتي الأهلي وكيما أسوان، والزمالك ووادي دجلة، والتي امتدت بينهما للشوارع المحيطة بإستاد القاهرة، مما أسفر عن تحطيم عدد من الممتلكات الخاصة والعامة. وبالطبع، الاحتقان والتعصب بين هذه الروابط بلغ مداه في ظل انعدام الأمن، حتى جاءت الكارثة الأكبر بتورط أفراد من رابطة "جرين إيجلز" التابعة للنادي المصري في مقتل 72 مشجعًا من جماهير الأهلي في إستاد بورسعيد، لتسجل أسوأ حادثة في الملاعب المصرية، وهي الواقعة التي وصفها جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بأنها يوم أسود في تاريخ الكرة .. وبالفعل حل السواد والظلام على الرياضة المصرية، وتوقف النشاط لمدة عام كامل، حتى قالت المحكمة كلمتها بإعدام 21 متهمًا، وثبوت إدانة عدد من العناصر الأمنية. وفي 2013 .. تطور انفلات "الأولتراس"، وبدأ يؤثر على الحياة العامة، حيث تم قطع الكباري، ومحطات المترو، والطرق المؤدية لمطار القاهرة، ثم حرق مقر اتحاد الكرة، وسرقة بعض الكئوس، ومحاولة تهريبها خارج مصر، ومع ذلك تعاملت كافة الجهات المسئولة بكل ضعف تجاه هذه السلوكيات، بل واستجاب المسئولون للضغط الشديد من هذه الروابط من أجل العودة للمباريات بداعي مساندة الأندية المصرية المشاركة في البطولات العربية والأفريقية. ولكن خذلت روابط "الأولتراس" الجميع، فرابطة "يلو دراجونز" اقتحمت ملعب الدفاع الجوي عقب مباراة اتحاد العاصمة في البطولة العربية، وحاولت الاعتداء على لاعبي الفريق الجزائري، وحطمت كراسي الملعب، حيث بلغت قيمة التلفيات ما يزيد عن ربع مليون جنيه، وقبلها تسببت جماهير الزمالك في تخريب مرافق إستاد برج العرب عقب مباراة جازيلي التشادي، وبلغت الخسائر مليون جنيه، ثم سارت "أولتراس أهلاوي" على نفس الدرب، واحتفلت بعودتها للمدرجات بطريقة مشينة، وحطمت مدرجات "الثالثة شمال" عقب مباراة توسكر الكيني، وألقت الشماريخ أمام حارس الفريق الكيني قبل الهدف الثاني لعماد متعب، ولم تتعظ من العقوبات التي نالها الأهلي بعدما تسببت هذه الرابطة في حرق يد لاعب زيسكو الزامبي في مباراة ببطولة أفريقيا عام 2011، نتيجة إلقاء أحد الألعاب النارية أثناء سير اللقاء. البطولات "الإجرامية" لروابط الأولتراس لم تقف عند حدود المدرجات، بل امتدت أيضًا للتدخل في سياسات الأندية، وهو ما ظهر في اقتحام رابطة "جرين ماجيك" وشقيقاتها المنتمية لزعيم الثغر مقر نادي الاتحاد السكندري بالشاطبي، وأغلقته بالجنازير، للمطالبة برحيل عفت السادات رئيس النادي رغم أنه حق أصيل للكرة المصرية، علاوة على أن روابط الاتحاد السكندري كانت سببًا في الاعتداء على الحكم النمساوي الذي أدار مباراة وادي دجلة في الدوري عام 2011. والمثير في الأمر، أن في كل واقعة نجد من يدافع ويبرر ويبريء ويدلل .. ولكن الواقع يسير من سيء لأسوأ داخل الملاعب المصرية .. فهل من منقذ للخروج من جرائم هذه الروابط.