استغل المئات من السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والمشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الهدنة للخروج في تظاهرات في محافظات عدة، بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات، متخذين عنوان «الثورة مستمرة» شعارا لتحركاتهم. وقال الخطاط أبو نديم إثر الانتهاء من أعداد لافتة كبيرة حملها متظاهرون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، لوكالة فرانس برس «غابت التظاهرات السلمية لفترة ومع الهدنة التي حدثت، باتت لدينا فرصة للتعبير عن السبب الذي خرجنا من أجله وهو إسقاط النظام، ولنظهر للعالم أننا لسنا عصابات مسلحة، بل نحن شعب يطالب بالحرية وإسقاط النظام». وبدأ تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة قبل أسبوع، ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي، واللاذقية (غرب). وتحت شعار «الثورة مستمرة»، خرج المئات اليوم في حلب، كما في مدن تلبيسة في محافظة حمص (وسط) ودرعا (جنوب) ودوما في ريف دمشق، وحملوا أعلام الثورة السورية، مرددين هتافات مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وحمل المتظاهرون في حلب لافتة كبيرة كتب عليها «عاشت سوريا ويسقط الأسد»، مرددين شعارات عدة أبرزها «الحرية صارت عالباب». وقال مراسل لفرانس برس، إن المتظاهرين وخلال مرورهم في حي محاذ لأحياء تحت سيطرة قوات النظام تعرضوا لإطلاق نار من أحد القناصة التابعين لقوات النظام من دون تسجيل أي خسائر. وفي تلبيسة، تجمع العشرات من الرجال والأطفال، ورفع أحدهم لافتة كتب عليها «خلص الكلام الشعب يريد إسقاط النظام». وقال الناشط في تلبيسة حسان أبو نوح، لفرانس برس، عبر الهاتف، «يمكن القول إننا عدنا إلى البداية»، موضحًا أن «التظاهرة الاخيرة في المدينة خرجت منتصف العام 2012، تاريخ بدء القصف الجوي والمدفعي الذي منع الناس من التجمع في الشوارع». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، عن خروج المئات من المتظاهرين في مدن أعزاز والأتارب في محافظة حلب ودرعا ونوى في الجنوب، وبلدة دير العصافير ومدينة دوما في ريف دمشق، بالإضافة إلى بلدات جرجناز وسراقب ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب).