تحولت شوارع منطقة "جي بي آر" في دبي إلى معرض مفتوح لرسوم ثلاثية البعد ضمن الدورة الثانية لمهرجان "دبي كانفس" الذي يشارك فيه 30 فنانا عالميا، ينجزون مباشرة رسوما سيبقى بعضها بشكل دائم. وغصت الخميس أرصفة المنطقة الممتدة بجانب الشاطئ، بفنانين ينجزون رسومهم الملونة التي تصور حيوانات وقناطر أثرية ومحطات قطار وعروضا بهلوانية وغيرها، في أجواء تخللتها عروض موسيقية. وتحلق حول الرسوم مواطنون ومقيمون وزوار من مختلف الأعمار، التقطوا صورا تظهرهم يمتطون ظهر حصان يشارك في سباق بميدان الخيل، أو يقفون على سلم عريض ويهمّون بإطعام زرافة تطل برأسها من جدار حولته الرسوم إلى غابة، أو يصطادون الأسماك من بحيرة، أو يقودون سيارة قديمة الطراز تحلق فوق الغيم. وقال رومان، وهو روسي في العقد الثالث من العمر يزور المهرجان برفقة زوجته وطفله الصغير الذي حمله بين ذراعيه "أتينا إلى هنا مع الطفل لاختبار شيء جديد، شيء منعش، الأمر مثير للاهتمام". أضاف الرجل الذي يقيم في دبي مع عائلته منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ل«فرانس برس» "من الجيد دائما أن آتي إلى هنا (...) ترى أمورا جديدة على الجدران، أفكارا جديدة من حكومة دبي لإنعاش المنطقة". وأقيم المهرجان للمرة الأولى في 2015، بتنظيم من "براند دبي"، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي. وقال المنظمون في حينه إن المهرجان يأتي في إطار رؤية نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتحويل دبي إلى "متحف مفتوح". وقالت عضو اللجنة المنظمة شيماء المزروعي "أحببنا هذه السنة أن يتوسع المهرجان بشكل أكبر"، إذ سيضم ما بين 60 و65 لوحة لفنانين من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيطاليا وهولندا والمكسيك وغيرها، مضيفة: "نحن كبراند دبي أحببنا أن نحتضن هذا النوع من الفن ونروج له بشكل اكبر خاصة أن هذا الفن غير موجود لا في الإمارات ولا في الوطن العربي"، مشيرة إلى أن هذا النمط الفني "متميز جدا ويحتاج إلى خيال واسع وحس فني وأيضا يحتاج إلى هندسة". وعلى الرصيف العريض لمنطقة "جي بي آر" التي تغص برواد الشاطئ والمطاعم والمقاهي، عمل الرسام الإيطالي كابوليكويدو على إتمام رسمة تمزج بين الطبيعة الجبلية الخضراء والمباني الأثرية، وفندق برج العرب أحد أفخم المعالم السياحية في دبي، ورسوم لرجل آلي وآلات أخرى. وقال الفنان عن لوحته غير المنجزة ذات الألوان الزرقاء والخضراء والبيضاء "أحب هذا النوع من المواضيع، أحاول إيجاد طريقة للمزج ما بين التقاليد والعمارة الحديثة" والرؤية المستقبلية للمدن، مضيفا: "أحب أن أصف ما نقدمه بأنه مسرح الفن، نحنا كالممثلين هنا. فنانون يلعبون بالألوان من أجل الناس، ليس من أجل الرسمة بذاتها".