• توقعات بتثبيت رسوم مرور السفن لانخفاض أسعار البترول وتباطؤ حركة التجارة العالمية أكد اللواء بحري عصام بدوي أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية، أن قناة السويس ستظل الطريق الأقصر للملاحة البحرية دوليا، بالرغم من الرسوم التي تسددها السفن المارة بالقناة مقابل العبور، مضيفا ل"الشروق" أن انخفاض أسعار البترول عالميا يتبعه انخفاض في أسعار ناولون البضائع، وبالتالي فمن مصلحة السفن تقليل استخدامها للوقود وعدم اللجوء للطرق البديلة التي تستهلك كمية أكبر من الوقود. وتابع بدوي، أن حركة التجارة بين دول حوض البحر المتوسط وشمال وجنوب أوروبا تأتي عبر قناة السويس لأنها الأقرب لتلك الدول، أما مرور عدد من السفن القليلة بطريق رأس الرجاء الصالح فقد تكون قادمة من أمريكا الجنوبية أو غرب أفريقيا، فيصبح أحيانا رأس الرجاء الصالح أقرب. وقلل بدوى من تأثير قناة بنما على حركة الملاحة بقناة السويس، مؤكدا أن قناة السويس لازالت تحافظ على تفوقها التنافسي واستيعابها للسفن الضخمة مقارنة بقناة بنما وتمثل سفن الحاويات أكثر من 50% من أعداد السفن المارة بقناة السويس. فيما أكد الدكتور محمد كامل الباحث في شئون النقل البحري، أن انخفاض أسعار البترول وتباطؤ حجم التجارة العالمية وزيادة حمولات بعض السفن أثر نسبيا على قناة السويس ولكن لن يغير من كونها أرخص وأقصر الطرق الملاحية عالميا. وقال إن بعض السفن التي لا ترتبط بجدول معين للإبحار وذات حمولة كبيرة قد تتجه أحيانا إلى طريق رأس الرجاء الصالح تخفيضا للنفقات، خاصة وأن بعض السفن تتكلف ما بين 265 إلى 275 ألف دولار يوميا لذلك تتجه للتوفير، ولكن لاتزال النسبة الأقل من السفن تتخذ هذا الطريق، وفي حالة ارتباط السفن بجدول للإبحار فإنها تسلك أقصر الطرق مهما كانت عناصر التكلفة. وأشار كامل إلى أن الخطوط الملاحية تشكل فيما بينها ما يسمى بنوادي الخطوط الملاحية لمحاولة مقاومة انخفاض أسعار ناولون البضائع بما يتناسب مع انخفاض أسعار البترول. وحول إمكانية زيادة السفن من سرعتها أكد كامل، أن هذا الأمر غير منطقى لارتباط السفن بمعدلات للإبحار في المياه فمنطقة المضايق لها سرعات محددة لا تتعدى 3 – 5 عقدة في الساعة أما المناطق المفتوحة فتزيد السرعة إلى أكثر من 15 عقدة، بجانب الالتزام بقواعد السير في القوافل بسرعة محددة وما إذا كانت السفن فارغة أو محملة وحالة الطقس أيضا تؤثر فى السر وتابع كامل بأن رحلة عبور السفينة غير محددة المدة وتخضع لعدة عوامل منها أيضا العوامل الجوية وحمولة السفن، وتوفر قناة السويس من 19% إلى 60% فى المسافة للسفن مقارنة بدورانها حول رأس الرجاء الصالح وتوفر فى المسافة بالنسبة لدوران السفن حول أفريقيا ما بين 46% إلى 66%. وعن مدى منافسة قناة بنما قال كامل إن قناة بنما ممر ملاحي صناعي تعبر فيه السفن عن طريق ما يسمى "الحصان الميكانيكي" ويتم من خلاله ربط السفينة وإيقاف مواتيرها وشدها، وذلك ليس له علاقة بأسعار البترول والمنافسة مع الطرق البديلة، أما قناة السويس فهي ممر ملاحي طبيعي وآمن. وتوقع كامل تثبيت أسعار رسوم المرور بقناة السويس هذا العام والذي لم يعلن عنه حتى الآن من إدارة هيئة قناة السويس التي تدرس من خلال مراكز البحوث الاقتصادية التابعة لها الوضع الاقتصادي العالمي والتباطؤ الشديد في حركة التجارة.