تمتد فكرة بناء القنوات الملاحية إلى جذور التاريخ، فقد شق المصريون القدماء واليونانيون القنوات لتسهيل حركة التجارة والنقل نظرا لما توفره القنوات من اختصار للوقت ولتكاليف سير السفن لمسافات طويلة فى البحار والمحيطات وسط مخاطر كبيرة.وهناك العديد من القنوات الملاحية فى العالم أهمهم قناتا السويسوبنما لما لهما من دور كبير فى حركة التجارة العالمية. وفيما يلى نبذة عن تلك القنوات وعلى رأسها قناة بنما: تعتبر قناة بنما الواقعة فى جمهورية بنما من أهم وأشهر القنوات الملاحية فى العالم، إذ تربط بين المحيط الأطلنطى والهاديء دون الحاجة إلى الدوران حول رأس كيب هورن جنوبأمريكا اللاتينية كما كان الحال فى الماضي. ويمر بقناة بنما نحو 14 ألف سفينة سنويا بما ما يعادل 5% من التجارة البحرية العالمية وتجنى بنما عائدات من القناة تبلغ مليار دولار سنويا أى 6% من اقتصاد البلاد. وقد تولت الولاياتالمتحدة بناء القناة – التى يبلغ طولها نحو 80 كيلو مترا - على أرض استأجرتها بصفة دائمة من جمهورية بنما واستغرق بناؤها عشرة أعوام من 1904 إلى 1914 بتكلفة 380 مليون دولار.وسيطرت الولاياتالمتحدة على القناة حتى عام 1977 عندما وقع الرئيس الأمريكى جيمى كارتر على اتفاقية دخلت حيز التنفيذ عام 1979 تقضى بعودة 60% من منطقة القناة إلى بنما إلى أن استعادت بنما سيطرتها بالكامل على القناة فى 31 ديسمبر 1999. وتعد من أهم عيوب قناة بنما هى قلة قدرتها الاستيعابية إذ أن العديد من حاويات البترول الضخمة والسفن الحربية وحاملات الطائرات لا تستطيع عبور القناة، بل أن هناك فئة معينة من السفن يطلق عليها "بنماكس" تم بنائها خصيصا لتتناسب مع استيعاب القناة. ونظرا لهذا العيب قررت إدارة قناة بنما تنفيذ مشروع لتوسعة القناة بدأت فيه عام 2007، ومن المقرر الانتهاء منه فى أبريل 2016 بتكلفة 5،25 مليار دولار. وتتضمن خطة توسيع القناة بناء أهوسة جديدة أوسع وقنوات دخول أعمق وأكبر تسمح للسفن التى تحمل 12 ألف حاوية بالمرور مقارنة بالسعة الحالية للسفن العابرة والتى لا تزيد عن 5 آلاف حاوية. وكانت أعمال التوسع قد توقفت مرتين، مما أدى إلى تأجيل افتتاح المشروع الجديد عن الموعد المقرر له فى أغسطس 2014 إلى العام المقبل، وذلك نظرا لخلافات بين إدارة القناة والشركة الإسبانية - الإيطالية المكلفة بتنفيذ المشروع حول من سيدفع فاتورة التكاليف الإضافية للمشروع التى تبلغ 1.6 مليار دولار. ويقول محللون إنه حتى بعد إتمام مشروع توسيع قناة بنما فإن القناة ستظل تواجه تحديات كبيرة أهمها صعوبة المنافسة مع قناة السويس المصرية. فعلى العكس من قناة بنما التى تعتمد على نظام الأهوسة ، تقع قناة السويس على مستوى البحر بدون أهوسة أو حواجز، وهذا ما يمكنها من استيعاب سفن أكبر الأمر الذى ساهم فى زيادة حصة قناة السويس من مرور السفن بين آسيا والساحل الشرقى للولايات المتحدة من 30% فى عام 2010 إلى 42% فى أكتوبر 2013. ويشير تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى أنه حتى فى حالة تضاعف القدرة الاستيعابية لقناة بنما فإن خطوط الشحن تصنع حاليا سفنا لها قدرة على نقل أكثر من 18 ألف حاوية، وهى حمولة لن تستطيع قناة بنما تحملها حتى بعد عملية التوسع بينما تستطيع أن تتحملها قناة السويس. وهناك تحد آخر يواجه قناة بنما وهو إعلان دولة نيكارجوا البدء فى شق قناة جديدة تمر عبر البلاد وتربط ما بين البحر الكاريبى والمحيط الأطلنطى من ناحية والمحيط الهاديء من ناحية أخرى. ومن المقرر أن يبلغ طول القناة - التى تتولى إنشاءها شركة صينية بتكلفة 50 مليار دولار - 278 كيلومترا أى ثلاثة أضعاف طول قناة بنما ، كما أنه من المتوقع أن يتم بناء قناة نيكارجوا على مستوى سطح البحر وبدون الحاجة إلى بناء أهوسة كما الحال فى بنما، وسط توقعات بأن تضر القناة الجديدة فى حالة إتمام بنائها، قناة بنما، وقد تحرمها من 30% من حركة الملاحة البحرية التى تمر بها. قناة كييل : تعتبر قناة كييل من أرخص وأسرع الممرات المائية التى تربط بين بحر البلطيق وبحر الشمال. وتمر القناة عبر مقاطعة شليسفيش هولشتاين فى شمال ألمانيا على الحدود مع الدنمارك ، ويبلغ طولها 98 كيلومترا وعمقها 11 مترا. وقد تم افتتاحها عام 1895 بهدف اختصار مئات الأميال البحرية فى تلك المنطقة بعد أن كانت السفن تضطر قديما إلى الدوران حول شبة جزيرة الدنمارك. وتعرضت قناة كييل لأعمال توسيع فى الفترة بين 1907 و 1914 لزيادة قدرتها الاستيعابية، وتعتبر القناة أساس حركة التجارة بين دول منطقة البلطيق وبقية العالم. قناة ويلاند : تقع فى كندا وتسمح للسفن بالالتفاف حول شلالات نياجرا والعبور بين بحيرتى أريه وأونتاريو فى كندا. وتعرضت القناة لعدة أعمال توسع إلى أن تم افتتاحها عام 1931 ويبلغ طولها 45 كيلو مترا ،وعمقها نحو 9 أمتار، وتساهم تلك القناة بشكل كبير فى النمو الاقتصادى فى كل من كنداوالولاياتالمتحدة. وهناك العديد من القنوات الأخرى فى العالم مثل القناة الصينية الكبرى التى تعد أطول ممر مائى فى العالم إذ يبلغ طولها 1794 كيلومترا وتربط بين شمال الصينوجنوبها. وهناك أيضا قناة كورينث فى اليونان التى تربط بين خليج كورنث وخليج سارونيك فى بحر إيجه. وقناة البحر الأبيض فى روسيا والتى تم افتتاحها عام 1933 وتربط بين البحر الأبيض داخل روسيا وبحر البلطيق.