قلّل خبراء ملاحة مصريون وعرب من تأثير التوسعات التى تجريها شركة إسبانية فى قناة بنما لتعميق مدخل القناة من جهة المحيط الأطلنطى لمرور سفن الشحن العملاقة الحديثة، على حركة الملاحة بقناة السويس، مؤكدين أن التوسعات ستستقطع جزءًا من المراكب الصغيرة لكنها لن تستوعب السفن العملاقة التى تمر بقناة السويس. قال اللواء بحرى محمد حاتم القاضى، رئيس الاتحاد العربى لغرف الملاحة البحرية، إن التوسعات التى أعلنت عنها إدارة قناة بنما، ستستقطع جزءًا من المراكب التى تمر بقناة السويس لكنها لا تستطيع استقبال السفن ذات أطوال 408 أمتار وعرض 58 متراً، وهى السفن التى تقطع مسافات طويلة من الصين إلى أمريكا وأوروبا، لأن أبعاد الأحواض فى قناة بنما لا تستوعبها بينما تستوعبها قناة السويس. فيما قال اللواء عبدالقادر جاب الله، رئيس قطاع النقل البحرى السابق، إن التوسعات هدفها تقليل تكلفة العبور بقناة بنما، لافتاً إلى أن «بنما» ليس لها تأثير على الحركة الملاحية بقناة السويس فى الوقت الحالى، ولكن لا بد من دراسة التوسعات حتى يمكن تحديد تأثيرها على قناة السويس مستقبلاً. وأكد اللواء عصام بدوى، أمين عام اتحاد الموانئ العربية، عدم قدرة منافسة قناة بنما لقناة السويس بأى شكل، لأن «السويس» تقرب التجارة من جنوب شرق آسيا وأوروبا، وبين شرق أفريقيا والدول العربية، على عكس «بنما» التى تقرب التجارة بين اليابان وأستراليا ودول أمريكاالجنوبية والساحل الشرقى لأمريكا، لافتاً إلى أن عبقرية مكان قناة السويس يميزها عن غيرها، إضافة إلى أن المشروعات المقترحة لمشروع محور تنمية القناة تجعلها تتميز عن أى مجرى ملاحى. من جهته، قال اللواء صالح عبدالواحد، الخبير البحرى، إن الله وهب قناة السويس إمكانيات يصعب منافستها، لأن أرضيتها رملية ويمكن تعميقها أو توسعتها لأن الارتفاع فيها واحد، عكس قناة بنما التى تشمل 3 مستويات، موضحاً أنه فى حال إجراء أى توسعات بها لا بد من عمل «أهوسة» مرة أخرى، لكن الخطورة على قناة السويس تكمن فى الممر الشمالى لأن المسافة فيه أقل من قناة السويس، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن اليابانوالصين تفكران فى إنشاء ميناء خاص بشمال بنما لكنه يحتاج لدراسة مستوى البحر لينافس قناة بنما فقط. وقال السيد النجار، رئيس المنظومة البحرية المصرية والأمين العام لنقابة الربابنة، إن قناة السويس تتحكم فى حركة التجارة بالشرق الأوسط، لكن المشكلة أن المسئولين غير قادرين على استيعاب التطورات والتكنولوجيا الحديثة لعمل رسم هيكلى صحيح أو استغلال السفن خلال عبورها من قناة السويس بجمع الزيت المستخدم فى السفن لإعادة تكريره والاستفادة من مشتقاته، وإعادة رسم المنطقة ككل من خلال كوادر بشرية مؤهلة لإدارة المشروعات بدلاً من الاعتماد على شركات ليس لديها خبرة فى مجال النقل البحرى. وطالب النجار بتخصيص منطقة حرة داخل ميناء السويس لتقديم الخدمات للسفن والعاملين عليها والركاب، مثلما حدث فى ميناء بورسعيد مع إعادة تشغيل سفن الركاب على خط «السويس - جدة». كان تقرير صادر عن إدارة قناة «بنما» أشار إلى أن التوسعات التى تجريها الشركة الإسبانية «ساسير» لتعميق مدخل القناة ستنتهى فى ديسمبر 2015، لتكون قادرة على منافسة حركة الملاحة فى قناة السويس من خلال التعامل مع السفن التى تضم 14 ألف حاوية من فئة 20 قدماً مربعاً. ويذكر أن قناة «بنما» هى ممر مائى يعبر برزخ بنما ويصل ما بين المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ، وهى تعمل على تقصير المسافة بين مدينتى نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8370 كيلومتراً، وتتكون من 3 مراسى تتطلب تغيير مستويات المياه فى أهوسة تعمل على رفع السفن وخفضها من مستوى إلى آخر، ويمر بالقناة 14 ألف سفينة سنوياً.