بعد جامع عمرو بن العاص، حلق الشيخ محمد جبريل الملقب بإمام التراويح فى مصر بآلاف المصلين بسرادق كبير بالشيخ زايد على مدى أكثر من ساعتين فى صلاتى العشاء والتراويح مساء أمس الأول والذى يوافق افتتاح معرض سيراميك على طريق المحور المركزى بالقرب من مدينة الشيخ زايد. وبعد صلاة المغرب، ضاق السرادق الذى دشنه معرض شركة السيراميك الكبيرة بالمصلين، ولجأ عدد كبير منهم إلى افتراش الطرقات والشوارع الجانبية للصلاة خلف جيريل. وبالرغم من الازدحام الشديد، فإن الجميع يغشاهم حالة من السكون والطمأنينة، خاصة مع تلاوة الشيخ لآيات الذكر الحكيم من سورة الكهف، ودعائه الذى اخترق به قلوب المصلين، ففاضت عيونهم من الدمع خشية وتقربا لله. لكن ما كدَّر صفو ليلة العشاء والتراويح، هو ربط بعض المصلين بين وجود الشيخ جبريل لإمامة المصلين، وسيراميكا كليوباترا، حيث تزامن أمس الأول مع موعد افتتاح معرض «سيراميكا كليوباترا» على المحور المركزى بمدينة الشيخ زايد بجوار «هايبر 1». وما عزز من استغلال أسماء الشيوخ فى الدعاية والإعلان، حديث أحد العاملين بمعارض الشركة عما وصفه ب «ذكاء رجل الأعمال محمد ابو العينين فى دعوة جبريل لصلاة العشاء والتراويح، وما يتبع ذلك من لفت نظر وانتباه الآلاف بشكل غير مباشر لمعرضه الجديد، وهو ما تحقق بالفعل، حيث توجه عدد كبير من المصلين للمعرض الملاصق للسرادق من أجل مشاهدة الافتتاح والتعرف على العروض التى قدمها المعرض. وجاءت الأجواء خارج سرادق الصلاة التى كانت تشبه الدوحة للمصلين الطامعين فى رحمة ربهم وثوابه لتكمل المشهد، حيث اصطف عدد من العاملين بمعارض الشركة وهم يرتدون «يونيفورم» خاصا وعليه شعار المعرض، لتوجيه المصلين إلى أماكن الصلاة، وقيامهم ايضا بتوزيع مصليات من البلاستيك كتب عليها «افتتاح معارض شركة...» وتهنئة للمسلمين بشهر رمضان المبارك. وتلألأت الأنوار والأضواء الساطعة من كل مكان بالمعرض حتى إنها غطت على أضواء سرادق الصلاة. كما حرص القائمون على المعرض، على وضع لافتة كبيرة أمام نادى 6 أكتوبر فى الطريق إلى سرادق الصلاة وكتب بداخلها: «جروب (...) تهنئ الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، وتدعوكم لصلاة العشاء والتراويح مع الشيخ محمد جبريل ثالث أيام رمضان بالسرادق المقام بجوار معرض الشركة على المحور المركزى». ولم يتسن ل«الشروق» الحصول على تعليق من الشيخ جبريل، بيد أن عددا من المصلين أكد أن الله يحاسبنا على النوايا، وأنه (جبريل) ربما لم يكن فى تصوره الإعلان والدعاية لرجل أعمال أيا كان.