فى أواخر ثمانينات القرن الماضى ، عانت الأندية الإنجليزية والكرة فى بلاد الضباب بشكل عام ، من سوء الأحوال على المستوى المادى والفنى والدعائى وغيرها من جوانب كرة القدم فى أى بلد فى العالم . حادثتى هيسيل وهيلزبرة ساهمت فى تشكيل صورة سيئة عن الكرة الإنجليزية أمام العالم أجمع ، وبموجبها تم حرمان الأندية الإنجليزية من المشاركة فى بطولات أوروبا لمدة خمس مواسم انتهت فى 1991 . فى تلك الفترة عانت الأندية الإنجليزية صاحبة الصدارة من صعوبات مالية ، فمابالك بالأندية الأخرى التى تقبع فى مؤخرة الترتيب بشكل دائم ، وذلك بسبب عدم وجود عائد مادى مناسب للمباريات ، والاعتماد فقط على الحضور الجماهيرى فى جنى مكاسب تكون مؤقتة لا تمكن الأندية من التعاقد مع لاعبين على أعلى مستوى او تطوير منشآت النادى وملاعبه . ولذلك كان لابد من الوصول إلى حلول جديدة تضخ الأموال فى خزائن الأندية وتعيد الأمور إلى ما كانت عليه . فى أواخر 1991 ، قررت عشر اندية أن تنسحب من بطولة الدورى الإنجليزى الممتاز ، قبل أن ينخفض العدد إلى خمسة أندية وهى ارسنال ومانشستر يونايتد وليفربول وايفرتون وتوتنهام . الأندية الخمسة جلست على طاولة المفاوضات مع الاتحاد الإنجليزى الذى كان يدير المسابقة فى ذلك الوقت ، للوصول إلى حل لأزمة مستحقات الأندية لدى القنوات الناقلة للبطولة ، وهنا كان الملياردير روبرت مردوخ مالك شبكة سكاى يتهيأ لدخول المفاوضات . الاتحاد الإنجليزى لم ترق له فكرة استقالة عدد من الأندية من عضويتها فى اتحاد الكرة ، فقررت أنه اذا كان هناك انسحاب فلينسحب الجميع من الدرجة الأولى ( البريمر ليج حالياً ) وحتى الدرجة الرابعة . اتفقت الأندية على تأسيس رابطة لها بمفردها دون الخضوع لسيطرة الاتحاد عليها عدا فى الأمور الخاصة بالعقوبات المالية والإيقافات وغيرها ، لتخرج إلى النور رابطة "البريمر ليج" والتى أصبحت مستقلة عن اتحاد كرة القدم . فى مثل هذا اليوم من عام 1992 اصبحت رابطة البريمر ليج حقيقة ، وتقرر أن موسم 1992-1993 سيكون أول المواسم بالمسمى الجديد وبالنظام الجديد ، واشترت "سكاى سبورتس" حقوق نقل مباريات الدورى الإنجليزى داخل بريطانيا وخارجها . منذ ذلك التاريخ أصبح "البريمير ليج" هو هدف الجميع ، كل الأندية تريد الفوز به ، وكل اللاعبين يحبون خوض تجربه فى ملاعبه ، وعلى المستوى الإدارى اصبح قدوة لجميع رؤساء ومسيرى اللعبة فى العالم ( حتى الجهلاء منهم) ، وعلى المستوى التنظيمى والأعلانى فهو دائماً ماينتظر منه الجديد وغير المألوف ، وتم صنع كأس جديدة للبطولة بدلاً من القديمة التى اصبحت تمنح للفائز بلقب بطولة دورى الدرجة الأولى . الكأس القديمة لبطولة الدورى الممتاز ، والتى اصبحت الأن جائزة لأول صاعد من بطولة الدرجة الاولى
روبرت مردوخ رجل الأعمال الشهير والممول لثورة "البريمر ليج"