هم مجموعة من أبرز نجوم كرة القدم في العالم.. لكنهم مختلفون.. لأنهم مروا من هنا.. عبر بوابة الدوري المصري الممتاز. هل تعرف أن هداف القرن العشرين فرينتس بوشكاش عمل مدرباً للمصري البورسعيدي؟ هل تعلم أن مدرب الأهلي الشهير ناندور هيديكوتي كان هدافاً للمنتخب المجري ووصيفاً لكأس العالم؟ هل تعلم أن الدوري المصري شهد وجود ثلاثة لاعبين سبق لهم التتويج بالكرة الذهبية الأفريقية؟ في السلسلة التالية يسلط FilGoal.com الضوء على عدد من نجوم كرة القدم في العالم الذين شاركوا في "الايجبشيان بريميير ليج".. سواء كلاعبين أو كمدربين. --- أنتم تعرفون أن الأسكتلندي ديف مكاي كان مدرباً للزمالك في بداية التسعينيات.. البعض يعرفه بأنه "الأجنبي الذي كان يجلس على الخط لكن فاروق جعفر هو من يقوم بكل شيء فعلياً".. حسناً، أنتم لا تعرفون شيئاً عن مكاي إذن. ديفيد كريج مكاي.. ولد في عاصمة اسكتلندا إدنبره يوم 14 نوفمبر 1934. منذ صباه كان يعشق نادي هارتس، وأثناء دراسته إنضم لناشئيه، قبل أن يعيره خارتس إلى نادي نيوتنجرانج المختص بالفئات السنية الصغيرة. في عام 1952 عاد مرة أخرى إلى هارتس ليوقع أول عقد احترافي له مع الفريق. وفي غضون خمس سنوات أصبح لاعب الوسط الأيسر مكاي النجم الأول لهارتس، ليرتدي شارة قيادة الفريق في موسم 1957-1958. مكاي قاد هارتس لتحقيق الألقاب الثلاث الكبرى في اسكتلندا، حيث فاز معه بلقب الدوري موسم 1957-1958 بعد غياب 61 عاماً عن آخر مرة حقق فيها هارتس هذا اللقب (موسم 1896-1897)، وبقيادة كابتن الفريق في هذا الموسم مكاي حطم هارتس الرقم القياسي البريطاني في التهديف مسجلاً 132 هدفاً في هذا الموسم. قبلها فاز مكاي مع هارتس بلقب كأس اسكتلندا عام 1956 (بعد غياب نصف قرن)، وبكأس الرابطة مرتين عامي 1955 و1959. في عام 1957 انضم مكاي لمنتخب أسكتلندا للمرة الأولى، وساهم في تأهل الفريق لبطولة كأس العالم 1958 بالسويد. وفي المونديال شارك في مباراة واحدة أمام فرنسا. وأصبح مكاي قائداً لمنتخب أسكتلندا منذ مباراته الدولية الثالثة، وفي المجمل خاض 22 مباراة دولية بقميص اسكتلندا سجل خلالها أربعة أهداف، واعتزل اللعب دولياً عام 1965. في مارس 1959 وبعد ستة مواسم مع هارتس، انتقل مكاي إلى توتنام هوتسبير الانجليزي مقابل 32 ألف جنيه استرليني. وسرعان ما أصبح واحداً من نجوم السبيرز ليحقق معهم ثنائية الدوري والكأس في موسم 1960-1961، وهي المرة الوحيدة في تاريخ توتنام التي حقق فيها هذا الإنجاز، كما لم يحقق الفريق لقب الدوري منذ هذا التاريخ وحتى الآن. مكاي حقق مع توتنام أيضاً لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عامي 1962 و1967، كما قاد الفريق لأول لقب أوروبي في تاريخه بالفوز ببطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس عام 1963. وفي المجمل قضى مكاي تسعة مواسم ناجحة مع توتنام، حتى أن البعض ومن بينهم نجم الكرة الإنجليزية القديم بريان كلاف إعتبره أعظم لاعب في تاريخ توتنام. في عام 1966 وأثناء مباراة توتنام مع مانشستر يونايتد بالدوري أصيب مكاي بكسر في ساقه اليمنى، إلا أنه تحمل الألم ورفض مغادرة الملعب حتى لا يلعب فريقه ناقصاً. بعد ذلك وصفه أسطورة مانشستر يونايتد جورج بست بأنه أقوى لاعب لعب أمامه، وأكثرهم شجاعة على الإطلاق. وفي العام ذاته التقطت واحدة من أشهر الصور في تاريخ كرة القدم، وهي الصورة التي تصور مكاي وهو يمسك بلاعب ليدز يونايتد بيلي بريمر من قميصه وهو يكاد يفتك به، بعد أن تدخل بريمر بقوة على قدم مكاي التي كانت كسرت في وقت سابق متعمداً إيذائه، ليقف مكاي ويمسك بقميص بريمر لولا تدخل الحكم وإنهائه الموقف. ولازالت هذه الصورة من بين الأشهر في عالم كرة القدم حتى اليوم. في عام 1968 انتقل مكاي وهو في سن الرابعة والثلاثين إلى ديربي كاونتي فريق الدرجة الثانية وقتها مقابل خمسة آلاف جنيه استرليني. وفي موسمه الأول نجح في قيادة الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الأولى ليتم اختياره أفضل لاعب في بريطانيا من قبل رابطة كتاب كرة القدم. مع دربي كاونتي تغير مركز مكاي ليصبح ظهير قشاش بدلاً من لاعب هجوم أيسر. مكاي قضى ثلاث سنوات مع الفريق بل أن يتركه في عام 1971 لينتقل إلى سويندون تاون الذي قضى معه موسمه الأخير كلاعب، بل وتولى تدريب الفريق في الوقت ذاته ليصبح لاعباً ومدرباً لسويندون تاون. وفي نوفمبر 1972 انتقل مكاي لتدريب نوتنجام فورست الذي قضى معه عامين، ليعود لفريق دربي كاونتي كمدرب هذه المرة في أكتوبر 1973. وفي موسمه الأول أنهى دربي كاونتي الدوري في المركز الثالث، قبل أن يحقق اللقب في الموسم التالي 1974-1975 للمرة الثانية (والأخيرة حتى الآن) في تاريخ النادي. دربي فاز أيضاً مع مكاي بالدرع الخيرية 1975، ثم أنهى موسم 1975-1976 في المركز الرابع بالدوري وبلغ نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. مكاي حقق مع دربي مفاجأة كبرى بالتغلب على ريال مدريد الإسباني 4-1 في ذهاب الدور الثاني لبطولة أوروبا للأندية الأبطال (دوري أبطال أوروبا) 1975-1976، لكن المفاجأة لم تكتمل حين خسر الفريق لقاء الإياب في مدريد 5-1 ليودع البطولة. ورغم كل هذه الانجازات إلا أن بداية موسم 1976-1977 شهدت إقالة مكاي من تدريب دربي كاونتي بسبب النتائج السيئة، لينتقل لتدريب فريق والسال الذي تركه في أغسطس 1977 متوجهاً لدولة الكويت، وهناك قضى مكاي تسع سنوات درب خلالها فريق العربي في فترتين ولاية، ونجح معه في تحقيق خمسة ألقاب للدوري الكويتي ولقبين لكأس الأمير. في عام 1987 عاد مكاي مرة أخرى إلى انجلترا ليتولى تدريب فريق دونكاستر روفرز لموسمين دون نجاح يذكر، ثم انتقل لتدريب فريق برمنجام سيتي الذي كان قد هبط لتوه للدرجة الثالثة على أمل الصعود به من جديد، لكنه لم ينجح في مهمته ليترك الفريق في يناير 1991. في يوليو 1991 أعلن مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة نور الدالي التعاقد مع ديف مكاي لتولي مسئولية تدريب الفريق خلفاً لمحمود أبو رجيلة بعد أن أنهى الزمالك موسم 1990-1991 في المركز الثالث بالدوري خلف الإسماعيلي والأهلي. بداية مكاي لم تكن موفقة بعد أن تعادل الزمالك في أول ثلاث مباريات بالدوري موسم 1991-1992 وبنفس النتيجة بدون أهداف مع كل من المصري وغزل المحلة والمنصورة، ليبدأ بعض الجدل بين جماهير الفريق الأبيض حول مديرها الفني الجديد. لكن الزمالك انتفض ليحقق أربعة انتصارات متتالية، ويواصل التقدم لينهي الدوري بطلاً له في الجولة قبل الأخيرة برصيد 40 نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن الإسماعيلي الثاني. وعبر 26 مباراة حقق الزمالك 15 فوزاً و10 تعادلات وهزيمة وحيدة، ليحقق مكاي مع الزمالك لقب الدوري للمرة الأولى منذ موسم 1987-1988 وللمرة الخامسة في تاريخه. مكاي بلغ مع الزمالك نهائي كأس مصر في الموسم نفسه، لكنه خسره أمام الأهلي بهدفين لهدف، دون أن يؤثر ذلك على منصبه مديراً فنياً للفريق الأبيض في موسم 1992-1993. بداية موسم مكاي الثاني كانت أفضل حيث حقق الفريق ستة انتصارات متتالية في بداية الدوري، وواصل انطلاقته حتى حسم البطولة للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه برصيد 45 نقطة وبفارق ست نقاط عن الأهلي صاحب المركز الثاني. وللموسم الثاني على التوالي لم يخسر الزمالك سوى مباراة وحيدة في الدوري محققاً 20 فوزاً وخمس تعادلات. لكن الفريق ودع كأس مصر من دور الثمانية على يد المصري بركلات الترجيح. إلا أن بداية موسم 1993-1994 شهدت خسارة الزمالك أمام المقاولون العرب ثم تعادله أمام بلدية المحلة، وجاءت الخسارة أمام الأهلي بثلاثية دون مقابل في المباراة الثالثة لتطيح بديف مكاي من تدريب الزمالك ليحل الراحل محمود الجوهري بدلاً منه. مكاي رحل إلى الخليج ليتولى تدريب منتخب قطر لعام وحيد دون أي انجازات تذكر، ثم أعلن اعتزال التدريب نهائياً بعدها. في عام 2002 تم اختيار ديف مكاي في قائمة الشرف للكرة الإنجليزية تقديراً لما قام به كلاعب ومدرب، وبعدها بعامين أختير أيضاً في قائمة الشرف للكرة الأسكتلندية. وفي عام 2013 وبمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، قامت هيئة البريد الملكية البريطانية بإصدار 11 طابعاً تذكارياً ل11 أسطورة كروية بريطانية، كان مكاي واحداً منها. وفي الثاني من مارس 2015 توفي ديف مكاي عن عمر 80 عاماً، لينعاه نادي هارتس ببيان وصفه فيه بأنه "أكثر لاعب متكامل أنجبته أسكتلندا طوال تاريخها"، في حين وصفه نادي توتنام هوتسبير بأنه "أحد أعظم اللاعبين الذين مروا من هنا. لقد كان أسطورة السبيرز".