في ملحمة كروية إنجليزية مثيرة ، سقط ليفربول - وصيف بطل الموسم الماضي - أمام ضيفه أستون فيلا لأول مرة منذ ثمانية أعوام بعد خسارته أمامه بثلاثة أهداف لهدف على استاد "أنفيلد" في ختام المرحلة الثالثة من الدوري الإنجليزي. ولم يذق أستون فيلا طعم الفوز على ليفربول منذ 8 سبتمبر 2001 عندما تغلب عليه في "أنفيلد" أيضا بالنتيجة ذاتها وسجل الأهداف حينها ديون دابلن ولي هندري وداريوس فاسل ، مقابل هدف لستيفن جيرارد. ويدين أستون فيلا في فوزه هذا إلى حارسه الأمريكي براد فريدل الذي "تعملق" ووقف سدا منيعا في وجه هجمات ليفربول ، ليمنح فريق المدرب مارتن أونيل نقاطه الأولى في الدوري بعد خسارته في المرحلة الافتتاحية أمام ضيفه ويجان بهدفين ، فيما تأجلت مباراته في المرحلة الثانية مع وست هام بسبب انشغاله بذهاب الدور التمهيدي من مسابقة دوري أوروبا "يوروبا ليج" والتي خسر فيها أمام مضيفه رابيد فيينا النمساوي بهدف. أما بالنسبة لليفربول ، فهذه هي الهزيمة الثانية له في ثلاث مباريات ، بعد أن افتتح الموسم بالسقوط أمام توتنهام 2-1 ، قبل أن يفوز على ستوك سيتي 4-صفر ، علما بأن فريق "الحمر" لم يخسر طوال الموسم الماضي بأكمله سوى مباراتين. وفرض ليفربول أفضليته منذ انطلاق صفارة البداية ، وكاد أن يفتتح التسجيل في أكثر من مرة أبرزها فرصة ثلاثية في لعبة واحدة شارك فيها كل من المهاجم الإسباني فيرناندو توريس ولاعب الوسط الإسرائيلي يوسي بن عيون والقائد ستيفن جيرارد. ولكن تراجع أداء ليفربول بشكل مفاجيء بعد ذلك ، مما سمح للضيوف في الانطلاق تدريجيا نحو الهجوم ، ونجح من "نصف فرصة" في افتتح التسجيل في الدقيقة 34 بهدية من البرازيلي لوكاس ليفا الذي حول برأسه وعن طريق الخطأ ركلة حرة نفذها أشلي يونج في شباك حارسه الإسباني خوسيه ريينا. وعندما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط عصبية زائدة من لاعبي ليفربول ومديرهم الفني الإسباني رافائيل بينيتيث ، خطف الضيوف هدفا ثانيا في الوقت بدل الضائع عبر كورتيس ديفيز الذي ارتقى أعلى من جيمي كاراجر لملاقاة ركلة ركنية نفذها نيكي شوري من الجهة اليمنى إلى القائم القريب ويحول الكرة برأسه داخل شباك ريينا مسجلا الهدف الثاني في الدقيقة 47. واستهل ليفربول الشوط الثاني ضاغطا ، وأهدر عدة فرص ، ولكن الحارس فريدل تألق في التصدي لمعظمها ، وصد القائم كرة أخرى من الهولندي ديرك كيوت في الدقيقة 59 ، إلى أن جاء الفرج في الدقيقة 72 عندما أرسل الظهير الأيسر الأرجنتيني إيميليانو إينسوا كرة عرضية متقنة إلى توريس الذي سددها في المرمى. ولكن م تدم فرحة أصحاب الأرض كثيرا ، لأنه سرعان ما عاد الفارق إلى هدفين عندما احتسب الحكم مارتن أتكينسون ركلة جزاء لأستون فيلا بعد خطأ من جيرارد على نيجيل ريو كوكر داخل المنطقة ، فانبرى لها يونج بنجاح محرزا الهدف الثالث في الدقيقة 75. ولم يستسلم ليفربول رغم الضربة المعنوية القاسية ، وكان قريبا من تسجيل هدفه الثاني عبر توريس ، لكنه اصطدم مجددا بتألق فريدل ، ثم فرصة أخرى لكيوت الذي سدد الكرة من مسافة قريبة إلى جانب القائم الأيمن في الدقيقة 82. وواصل فريدل تألقه غير العادي وحرم توريس وجلين جونسون من تقليص الفارق في الدقيقة الأخيرة عندما تدخل لإنقاذ ضربة رأس من الأول ، ثم إبعاده لتسديدة قوية أطلقها الثاني من خارج المنطقة. وبهذه النتيجة ، يرفع أستون فيلا رصيده إلى ثلاث نقاط في المركز الثاني عشر ، بينما تجمد رصيد ليفربول عند ثلاث نقاط في المركز العاشر من فوز وحيد وهزيمتين. وعقب انتهاء المباراة ، قال رافائيل بينيتيث المدير الفني لليفربول : "كانت ليلة مخيبة للآمال ، كانت لدينا فرص ، ولكننا لم نستغلها ، ارتكبنا أخطاء فادحة في أوقات حاسمة". وعلى الجانب الآخر ، قال مارتن أونيل المدير الفني لأستون فيلا : "إنني سعيد بالأداء ، لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة ، قدمنا كل ما في وسعنا خلال المباراة". وقال ديفيز نجم أستون فيلا "أنا لست مشهورا بتسجيل الأهداف ، ولكن الكرة جاءت بشيء من الحظ على رأسي ، الفوز هنا نتيجة مذهلة ، وأتمنى أن نحقق المزيد".