شر البلية

عندما نادت وزارة الصحة بأن الأعداد الكبيرة والازدحام من أهم أسباب التعرض لمرض إنفلونزا الخنازير لم يسمعها أحد وتوالت حالات الإصابة بهذا المرض اللعين الذى ينتشر بسرعة الصاروخ حتى فوجئنا به يغزو ساحات الرياضة نتيجة عدم اهتمام من المسئولين ولامبالاة من الأطباء المتخصصين فى الاتحادات الرياضية وجاء نتيجة هذا كله الكارثة التى أصابت لاعبى ولاعبات السباحة المشاركين فى بطولة القاهرة والتى أقيمت بالنادى الأهلى وأصيب خلالها خمسة عشر لاعبا ولاعبة بإنفلونزا الخنازير.
يقال إن العدوى قد انتقلت من لاعب كان يشارك فى إحدى البطولات بألمانيا وتم اكتشاف إصابته بالمرض بعد عودته بيومين، وللأسف كان من نتيجة هذه الكارثة تبادل الاتهامات بين الأهلى والزمالك فى أسباب المرض ومن المسئول خاصة والعدد الأكبر من لاعبى الزمالك والصيد، وللأسف الجميع تنصل من المسئولية لا اتحاد السباحة استطاع أن يؤمن بطولاته بالوقاية من الأمراض ووجوب التحاليل المناسبة فى جميع المنافسات خاصة التى يشارك فيها لاعبون صغار السن وهو الأكثر عرضة لانتقال الأمراض إليها ولا الأندية التى تقام عليها البطولات تكلف نفسها بضرورة وجود طبيب وقائى متخصص فى الأمراض خاصة أن هناك تجمعات منتظرة فى مثل هذه البطولات ولا اللجنة الأوليمبية ولجنتها الطبية استطاعوا أن يوقعوا بروتوكولا مع إدارة الطب الوقائى لإرشاد الاتحادات الرياضية ووضع برامج وقائية فى بطولاتها الرياضية وهو جزء من دورها تجاه تلك الاتحادات التى تتواجد تحت مظلتها.
ويبدو أننا لا نفيق إلا بعد حدوث الكارثة فلا أعلم لماذا قامت الدنيا ولم تهدأ بسبب اكتشاف مثل هذه الحالات ولماذا لم يتم عمل الوقاية اللازمة منذ البداية ونحن نعرف أن الاحتكاك المباشر بين الرياضيين يؤدى إلى سهولة التعرض للإصابة بمثل هذه الأمراض سريعة الانتشار، هل لامتصاص غضب الشارع الرياضى أم لتهدئة الرأى العام، وأخشى أن يصل درجة الغضب إلى الذروة ثم ما تلبث أن تهدأ الحكاية ثم تعود ريمة لعادتها القديمة وننسى الموضوع ونعود لنقطة السفر لننتظر كارثة أخرى ثم نبحث أسبابها ونحاول إيجاد حلول لها، أما الوقاية والحذر من مثل هذه الكوارث فلا نعلم عنها شيئا وننتظر حدوثها حتى نفيق ونبدأ من جديد فى البحث عن كبش فداء أو عذر يحمى المسئولين من الاتهام، لتضيع القضية الأساسية ويكون المواطن المصرى هو الضحية..!
Gnour@shorouknews.com