كشفت دراسة قام بها المؤرخ السكندري إبراهيم عناني، عضو إتحاد المؤرخين، موقف الزعيمة هدى شعراوي، من زواج ابنها بمطربة تدعى فاطمة سري. وأضاف «عناني»، أن «"محمد" ابن هدى شعراوي، تعلق بهذه المغنية ولاحقها بالحب حتي أنها حملت وعندما أخبرته بحملها دب في قلبه الفرح وحذرها من عدم التخلص من الجنين الذي في بطنها وبدأ يفكر في الزواج وكتب لها ليطمئنها إقرارًا على نفسه بمسؤوليته عن الجنين وأنه زواج شرعي». وتابع: أنه «عندما تسرب هذا الخبر إلى مسامع "هدى شعراوي" غضبت وقررت عدم إتمام هذا الزواج، ولم يستطع ابنها أن يواجه أمه فسافر وترك لزوجته خبر»، مشيرا إلى أن «"محمد" أمر خادمه أن يصحبها ويكون طوع أمرها لأنها حامل وعلى وشك الولادة حتى ألتقت به في باريس، وهناك سألها عن الإقرار فأنكرت أنها أحضرته وأبدى مخاوفه من أن تلد في باريس ويتسرب الخبر إلى الملك فؤاد عن طريق القنصل زوج ابنة الملك، إذا ما سجلت المولود». وزاد: «وهناك فغادرت فاطمة سري، إلى فينا لتلتقي هناك ب"مصطفى النحاس" الذي كان هناك في زيارة وكان محاميًا كبيراً في مصر فنصحها بألا تعطي زوجها أصل الإقرار، وأن تصوره صورة زنكوغرافية إذ خشى "النحاس" تصرف الفتى العابث الذي ترك زوجته تضع وليدها في بلاد غريبة»، متابعا «وضعت فاطمة مولودتها من "محمد علي شعراوي" في اليوم السابع من سبتمبر 1925، وجاءت ملامحها وكأنها صورة زنكوغراف منه تمامًا مثل مطابقة صورة الإقرار للأصل الذي صورته أمها في العاصمة النمساوية بناء على نصيحة "النحاس"». وأضاف «وأرادت "هدى شعراوي" أن تقدم المال لهذه المرأة حتي تنصرف عن ابنها ولا تتزوجه زواج رسمي ولكن هناك طفلة مسكينة هي المفروض أنها ابنة ابنها وحفيدتها ولم توافق هذه المرأة "فاطمة سري" على قبول المال، وتمسكت بالزواج من ابن "هدى شعراوي"، وأدعت "هدى" أن هذه البنت لا تمت لابنها بصلة ووصل الأمر إلى القضاء والتهديد بتلفيق قضية دعارة». وتابع: «وإنقسم المجتمع كما حدث أيام الصراع بين سعد زغلول وعدلي يكن فالبشوات الكبار والأمراء وقفوا بجانب "هدى" أما الأفندية والباشوات من أصول الفلاحين ووقفوا بجوار ابنة الشعب». وقال: «أما سعد زغلول فيحن لأصله الفلاحي وينذر ويتوعد الحكومة بأنه سيطالب بإقالتها لأنه تردد أن هناك ضغوط علي القضاء الشرعي بعد فحص المستندات وسماع الشهود ومرافعة المحامي فكري أفندي أباظة، بإثبات نسب الطفلة "ليلي محمد علي شعراوي" لأبيها وإلزامه بالحقوق الشرعية كافة المترتبة علي هذا النسب». وأضاف «أسدل الستار على الفصل الأخير على مشهد دخول الحفيدة "ليلي شعراوي" بقوة القانون إلي قصر جدتها الهانم التي فاجأت الجميع كعادتها في المفاجآت فإذا بها تتلقف الطفلة بلهفة الجدة لأول حفيدة لتحتضنها وتبل خديها بالدموع المتلهفة ثم تعترف بها أمام كل العالم».