ذكرت مصادر مصرية وغربية متطابقة أن مباحثات الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الأمريكى باراك أوباما أمس فى واشنطن أسفرت عن اتفاق حول سلسلة من الخطوات سيتم تنفيذها تتابعا خلال الأسابيع المقبلة. وحسب هذه المصادر فإن الاتفاق يقوم على تفادى الدخول فى عملية سياسية مفتوحة. وقال مصدر دبلوماسى غربى رفض الكشف عن اسمه «هناك اتفاق بين جميع العواصم المعنية فى الشرق الأوسط وحول المتوسط، كما فى واشنطن وموسكو، وأن أحداً لا يريد عملية سياسية ممتدة بدون سقف زمنى محدد». وأضاف المصدر «إن الأمور آخذة فى التبلور ولكن الخط الأساسى هو أننا نتحدث عن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تنجز فيما لا يزيد على عام أو عامين على الأكثر». وحسب هذه المصادر فإن واشنطن أبلغت عددا من العواصم المعنية «موافقة إسرائيلية مبدئيا على استهداف القضايا الرئيسية المتعلقة بالحل النهائى»، خاصة فيما يتعلق بالحدود، ولكنها ترغب فى خطوات تطبيعية محددة تتوافق الدول العربية فى مجموعها على السماح بمعظمها. وقال مصدر دبلوماسى أوروبى «إن الحديث يدور الآن وبصورة مبدئية عن سلسلة من الاجتماعات تبدأ فى القاهرة بمفاوضات تمهيدية ليليها لقاء رفيع فى واشنطن ثم لقاء قد تستضيفه باريس تحت رئاسة فرنسية مصرية مشتركة وقد يعقب ذلك لقاء آخر تستضيفه روسيا. وقال المصدر «إن الإطار الزمنى المبدئى المتصور لهذه الاجتماعات جارية التشاور بشأنها يستغرق عدة أشهر تبدأ مباشرة عقب اعلان اوباما خطته مع حلول الجمعية العامة للأمم المتحدة (فى الاسبوع الثالث من سبتمبر) وتتواصل خلال العام المقبل». وتوقعت مصادر أمريكية ومصرية متطابقة أن تقترح مصر على إسرائيل والسلطة الفلسطينية عقد اجتماعات تمهيدية قد تسبق الإعلان الإسرائيلى عن وقف الاستيطان «ليس للتفاوض بالمعنى الكامل للكلمة ولكن كلقاء استشرافى»، وذلك حسب مصدر مصرى. وحسب المصادر الغربية والمصرية نفسها فإن الاتفاق الذى توصل إليه مبارك وأوباما فى واشنطن يقوم على إعطاء أولوية أولى للمسار الفلسطينى مع العمل بالتوازى فى المسار السورى. وقالت مصادر فرنسية وتركية وأمريكية إن سوريا تتعامل بإيجابية مع أفكار للحل النهائى وانه من المتوقع أن يحدث تقدم حقيقى على المسار السورى خلال مطلع العام المقبل. وقال مصدر تركى رفض الإفصاح عن اسمه «ان نقل الرسائل بين سوريا وإسرائيل لم يتوقف وإن كان (رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين) نتنياهو لا يبدى انفتاحاً كافياً الآن بسبب التوتر بين إسرائيل وأمريكا حول الإصرار الأمريكى وقف الاستيطان». من ناحية أخرى قال مصدر مصرى فى واشنطن رفض الكشف عن اسمه إن مبارك تلقى تعهدا من أوباما بأنه سيكون «متابعا بصورة مباشرة» لمسار ونتائج أى مفاوضات تجرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى لو لم يكن هناك مبعوث امريكى جالس على مائدة التفاوض مع الاطراف. وحسب المصدر نفسه: «إننا تجاوزنا سياسة ترك الاسرائيليين والفلسطينيين لأنفسهم وأصبح هناك إدراك أن مثل هذه السياسة إنما هى وصفة أكيدة لإرجاء الحل النهائى إلى أجل غير مسمى». من ناحية أخرى اهتم المسئولون والخبراء الأمريكيون بحديث الرئيس مبارك للصحفيين فى البيت الأبيض عن التزامه بمواصلة الإصلاح السياسى فى مصر، وهو ما أثار توقعا عاما بإلغاء حالة الطوارئ قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية فى أكتوبر 2011. واعتبر ديفيد بولوك الخبير فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن أهم رسالة فى حديث مبارك هى أنه لا ينوى التقاعد ونقل السلطة إلى نجله جمال أو أى مسئول آخر فى مصر فى الوقت الحالى. وعلى الرغم من أن الرئيس أوباما والمتحدث باسم البيت الأبيض لم يشيرا مطلقا إلى إدراج قضية الإصلاح السياسى فى مصر على جدول مباحثات القمة الأمريكية المصرية الأخيرة، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن القضية كانت موضع بحث فى لقاء وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون مع الرئيس مبارك.