قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "حزب النور انطفأ، وذلك على خلفية خسارته الكبيرة في الانتخابات البرلمانية". وأضاف خلال لقائه في برنامج "السادة المحترمون"، المذاع على قناة "أون تي في"، اليوم الاثنين، أن "الحزب السلفي خسر معركة الانتخابات بكل المعايير والمقاييس، فعدد مرشحيه الذين فازوا في الدوائر المختلفة يعد قليلا، كما أنه لم يتمكن من إحراز تقدمًا ملموسًا في الدوائر التي يوجد بها نفوذًا قويًا للتيار السلفي، فضلا عن أنه خيب ظن عدد من أنصاره فيه". وأوضح الكاتب الصحفي أنه كان من أوائل المفكرين المصريين الذين طالبوا التيار السلفي بالابتعاد عن السياسية والتفرغ للدعوة إلى الله، مطالبًا الدولة والأحزاب السياسية كلها بدراسة ما حدث في الانتخابات البرلمانية واستخلاص الحكمة من عزوف الناس عن المشاركة في عملية الاقتراع بقوة. وفي سياق آخر، أكد «حسن» أن حماية الأجيال القادمة من التطرف يأتي من خلال إتاحة تداول حقيقي وحر للمعلومات والحقائق، مضيفًا: "الطريق الوحيد لمحاربة الإرهاب هو ترسيخ المنهج العلمي في التفكير، وأن يكون الشخص متذوقًا للفنون ومحبًا لها". ومن جانبه قال مختار نوح، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن "حزب النور احترق، وسيخرج من الحياة السياسية قريبًا جدًا، بعد النتائج التي حصل عليها مرشحوه في الانتخابات البرلمانية". وأوضح خلال لقائه في البرنامج، أن الحركة السلفية تقترب الآن من فكر السلفية الجهادية، خاصة مع انصراف هذا التيار عن الإيمان بمفهوم الدول المدنية، قائلا: "معركتنا المستقبلية هي تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر التنويري وهي المعركة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن لا تريد أي مؤسسة دينية في مصر خوضها حتى الآن". يذكر أن الهيئة العليا لحزب النور قد قررت الاستمرار في خوض مرشحيه لجولة الإعادة الخاصة بالمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، وذلك بعدما تردد من أنباء عن انسحابه من السباق الرئاسي نتيجة تراجع نسب التصويت له في الانتخابات. وأكد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، في تصريحات تليفزيونية، أن حملات التشويه ضد الحزب أثرت بشكل سلبي للغاية على صورة الحزب، موجهًا اللوم للدولة واللجنة العليا للانتخابات لعدم تحركهما من أجل وقف تلك الحملات.