• باحث بريطانى: شوارع المدينة تحولت إلى ممرات للضجيج • الصحيفة البريطانية تستعرض عوامل القلق والتوتر فى عدد من مدن العالم الأكثر إجهادا «هل هى إحدى أكثر المدن إرهاقا على الكوكب؟ أم أنها تعتمد على كيفية كسب العيش فيها».. هكذا تساءلت صحيفة ال«جارديان» البريطانية، فى تقريرها حول الأسباب التى تجعل حياة فى أى مدينة أكثر إثارة للتوتر. وأشارت الصحيفة، فى تقريرها المنشور بالأمس، إلى قيام عدد من الباحثين بدراسة كل عنصر من العناصر المسببة للقلق والتوتر فى عدد من المدن حول العالم، من بينها شنجهاى الصينية، وميامى الأمريكية، ومومباى الهندية، والقاهرة. واستعرضت الصحيفة فقرة من كتاب «تاكسى» للكاتب خالد الخميسى، والذى نشر فيه محاورات مع 58 من سائقى سيارات الأجرة بالقاهرة، ويكشف فيه السائقون عن مجمل العوامل التى تسبب لهم ضغطا عصبيا متواصلا أثناء عملهم فى شوارع القاهرة. وفى هذا السياق، قال دانيا بوب، الباحث المختص بالضوضاء بشركة «آتكينس» للهندسة، إن القاهرة تعتبر واحدة من أكثر المدن ضوضاء وإزعاجا فى العالم، مؤكدا، بحسب الصحيفة، أن «سمعتها السيئة» تعود لشوارعها بالغة الضيق المحاطة ببنايات مرتفعة، بما يخلق «ممرات من الضجيج». وأشار بوب إلى أن المشكلة فى المدينة العريقة لا تكمن فى الضوضاء فحسب، وإنما فى زمن التنقل وعوادم السيارات التى تم ربطها أخيرا بالقلق، فضلا عن الكثافة السكانية التى تقل قليلا عن مدينة شغهاى العاصمة الاقتصادية للصين. إلا أنه أكد أن العوامل التى تضايق شخصا ما قد لا تكون سببا فى ضيق الآخر بالضرورة، لافتا إلا أن البعض تزعجه أصوات الحيوانات فى القرية، فى الوقت الذى قد ينزعج فيه البعض من كل سيارة تمر جانبه ليلا فى المدينة. وخلصت الصحيفة بعد جولة فى عدد من المدن بالعالم، إلى أنه فى القاهرة، حيث تعكس الأبراج اللامعة على أحد جانبى الطريق الخليط المغبر من العشوائيات على الجانب الآخر، تؤثر نوعية ما يعايشه الفرد ومستوى معيشته على درجة توتره، وبالتالى فإن سائقى سيارات الأجرة ليسوا من الفئة المحظوظة فى هذا الشأن. وحول الضغوط التى يتعرض لها بعض سكان مدن أخرى فى العالم، قالت الصحيفة إن شنغهاى مثلا، حيث يقطن 23 مليون شخص فى 119 ألف ميلا مربعا، تعانى كثافة مطلقة بالنسبة للسكان والمنازل وحتى المرور، ما دفع الحكومة إلى الحد من عدد رخص السيارات الجديدة شهريا، بينما فى مومباى، تقول الصحيفة نقلا عن مختص، إن التوترات تقع فى مستوى أعمق من مشكلة الزحام، إذ تجبرك «مدينة التناقضات»، بحسب الصحفية، على مشاهدة المعركة الأساسية من أجل البقاء كل يوم، مع ارتفاع مستويات الفقر الذى يعزى إلى عدم العدالة ونقص الموارد، موضحة أنها، رغم ذلك، فهى خالية من عديد من أشكال التوتر فى الحياة الحضرية العادية.