من منا لا يحب زيارة المدن الكبرى مثل باريسوبرلين ونيويورك، لكن رغم جمالها ورفاهية سكانها، إلا أن دراسات كثيرة تؤكد أن العيش فيها له عواقب وخيمة، فكيف نحمي أنفسنا من عواقب صخب المدن الكبيرة. لاشك أن العيش في المدن يتسم بالرفاهية، إذ تكثر المدارس فضلا عن وجود الكثير من الفعاليات الثقافية والترفيهية ووفرة أكثر في أماكن العمل وشبكة المواصلات الموسعة الخ، لكن رغم كل ذلك إلا أن العيش فيها له سلبياته حيث كشفت دراسات حديثة أن حياة المدن تسبب الإجهاد الذي قد يفضي إلى الوفاة. أضرار العيش في المدن الكبيرة! هناك الكثير من من سكان المدن يعيشون بشكل معزول رغم كثافتها، وذلك لكثرة المشاغل وضيق الوقت، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإحساس بالضيق، وهذه عوامل تؤدي إلى الإصابة بالإجهاد، وهو ما يؤكده الطبيب جهاد العبد الله أخصائي الأمراض النفسية في مشفى شارتيه في برلين، في حديثه لقناة "DW" عربية ضمن برنامج صحتك بين يديك. ويشير الطبيب العبد الله أن الفقر والفوارق الاجتماعية في المدينة وضغط الوقت الشديد والشعور بعدم القدرة على السيطرة على وتيرة الحياة الخاصة، كلها عوامل تؤدي إلى الإجهاد أيضا، والإصابة بأمراض القلب. ولا يشعر الكثير من سكان المدن بالإجهاد، إلا بعد أن تظهر المضاعفات الجسدية والنفسية له، ومن بين هذه المضاعفات الإصابة بنوبات مرض متكررة، وفقدان القدرة على التحمل والأرق والاكتئاب أيضاً. أطعمة تساعد على تخفيف الإجهاد ولعل أفضل وسيلة لتخفيف الإجهاد تكون بتحقيق التوازن بين التوتر والاسترخاء، وهو ما يراه أيضا الطبيب جهاد العبدلله، مشيرا إلى أن أسهل الطرق المساعدة على الاسترخاء تكون بالتنزه بالهواء الطلق وتخفيف ساعات العمل والنوم بشكل كاف، كما ينصح بضرورة ركوب الدراجة، فذلك يساعد على الحركة فضلاً عن أنها تخفف من الضوضاء التي تسببها السيارات. خبراء التغذية يرون أن للغذاء دور مهم في تخفيف الإجهاد حيث تؤثر على الدماغ مباشرة والحالة النفسية أيضا، ما يساعد على تخفيف الإجهاد ومن بين هذه الأطعمة: 1.الحليب: في حالات الإجهاد يتطلب الجسم مزيدا من المغنيسيوم، وعدم إمداد الجسم بالكم الكافي يؤدي إلى اضطرابات في النوم وعدم القدرة على التركيز، وتناول الحليب يساعد على تزويد الجسم بالكمية المطلوبة منه، فضلا عن أن باحثون في جامعة "تير" أثبتوا أن الدهون الفوسفوري الموجود في الحليب له القدرة على تحسين المزاج، حسبما ورد في موقع "جيزوندهايت هويته". 2. الشوكولاتة: يساعد تناول الشوكولاتة على تحسين المزاج والشعور بالسعادة، والسبب في ذلك مادة الكاكاو فهي تحتوي على مركبات الفلافونويد، وهي مضادات أكسدة طبيعية تساعد على خفض هرمونات التوتر وخفض ضغط الدم، كما يحتوي على بروتين يعرف ب تربتوفان وهو معروف بقدرته على تعزيز تشكل هرمون السعادة " السيروتونين". 3. الفستق: يتكون الفستق من الأحماض الدهنية غير المشبعة وفيتامين "B" ومضادات أكسدة وبوتاسيوم، فضلا عن غيرها من المكونات الصحية، ووفقا لاختبار أجراه علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حول تأثير الفستق على بعض المصابين بالإجهاد، وتبين أنه يخفض ضغط الدم، ويؤثر بشكل إيجابي على الإجهاد. 4. الليمون: من المعروف أن الليمون غني بفيتامين "C" ومضادات الأكسدة والأنثوسيانين، وفقاً لموقع "جيزوندهايت تيبس" فإن المرء يفقد حوالي 350 مللي جرام من فيتامين "C" لدى تعرضه للإجهاد لمدة 15 دقيقة، الأمر الذي يضعف جهاز المناعة، لذا ينصح خبراء التغذية بتعويض الكمية التي يفقدها الجسم بالإكثار من شرب الليمون الذي يحمي خلايا الكبد ويساعد على تجددها. 5: العدس: تعد البقوليات مثل العدس والفاصوليا مصادر مهمة للمغنيسيوم ، وهو معدن مهم للأعصاب ويساعد على تخفيف التوتر والعصبية ويخفف من القلق أيضاً، فضلا عن أن البقوليات وخاصة العدس غنية بفيتامين B1 وهو الذي يساهم في تجديد خلايا الجهاز العصبي بحسب ما ورد في موقع "أبوتيكن أومشاو".