هل رأيت من قبل مكوكا فضائيا حقيقيا يزن 800 طن، ودخلت لترى ماذا يوجد داخله؟ ما رأيك فى تجربة التزلج داخل جناح الطائرات، تحديدا من طائرة بوينج 747؟ كل هذا تحقق داخل متحف التكنولوجيا فى مدينة شباير بألمانيا. تجولت «الشروق» داخل المتحف، ضمن برنامج منتدى هايدلبرج لعلماء الرياضيات والكمبيوتر، الذى نظم فى نهاية أغسطس الماضى لمدة أسبوع، حيث حظيت المحررة بمنحة لحضوره، فكانت الصحفية الوحيدة من الشرق الأوسط وأفريقيا التى غطت جلساته، فى مسابقة أجراها المنتدى شارك فيها عشرات الصحفيين العلميين. المتحف افتتح عام 1991 ويحتوى على أكثر من 2000 قطعة معروضة تشمل غواصات وسفنا وسيارات وقطارات وموتوسيكلات وطائرات حقيقية، ومساحته 150 ألف متر مربع، يجذب نحو مليون زائر سنويا، والسبب أنه صمم بشكل تفاعلى بحيث يسمح للجمهور، بالاقتراب والدخول أحيانا إلى القطع المعروضة، لكنه يعتبر أكثر من تجربة فريدة لعشاق الفضاء، حسبما يقول مدير معرض الفضاء جيرهارد دوم فى حديثه للشروق. خصص المتحف يوم 25 أغسطس الماضى لشباب الباحثين من جميع الجنسيات وعلماء حاصلين على أرفع الجوائز فى مجال الرياضيات والعلوم، ليعقد جلسة عن تاريخ الفضاء، ورحلة صعود إلى القمر، وقصص تكنولوجية عن التنافس بين السوفيات والأمريكان أثناء الحرب الباردة، أفرزت مركبات فضائية متطورة، ساهمت فى التعرف على الكون حولنا. وفى هذا اليوم علت هتافات الزائرين بعدما خاض أحد علماء الرياضيات جون تايت وعمره 90 عاما، والحاصل على جائزة أبيل النرويجية، تجربة ترفيهية داخل المتحف، تشمل التزلج مسافة 20 مترا داخل أنبوبة حديدية حلزونية مغلقة، من داخل جناح المعروضات الخاصة بالطائرة الألمانية بوينج 747 . وكانت الشركة الألمانية (لوفتهانزا للطيران) تبرعت بها للمتحف. حيث تم تثبيت الطائرة الضخمة على عدة أعمدة خرسانية، لتسمح للزائرين بالصعود على عدة سلالم لرؤية ما بداخلها من غرفة القيادة حتى غرفة تخزين الحقائب، وفى رحلة العودة يمكن للزائرين التزلج، بدلا من النزول على السلالم، داخل الأنبوبة الحلزونية. وحكى مدير معرض الفضاء عن( البوران) باعتبارها أكبر قطعة معروضة فى متحف شباير، ومتاحف أوروبا، وهى مركبة فضائية روسية يبلغ طولها أفقيا 36 مترا، وارتفاعها 16 مترا، ووزنها 80 طنا، اشتراها المتحف من روسيا وتحمل تكلفة نقلها وبلغت التكلفة الإجمالية عشرة ملايين يورو، بعد توقفها عن الطيران، إثر انهيار الاتحاد السوفياتى، والمشكلات الاقتصادية، التى حالت دون إعادة الطيران. كان التحليق الأول للبوران عام 1988، ونجح فى رحلته المدارية خارج الغلاف الجوى ثم الهبوط بشكل آلى إلى مهبط الطائرات، ثم أوقف البرنامج عام 1993، ووصل (البوران) إلى شباير عام 2008، عبر نهر الراين على متن سفينة مسطحة، حيث تم تفكيك المركبة الفضائية إلى عدة أجزاء، وتم نقلها على شاحنات لمسافة ثلاثة كيلو مترات، وسط احتفاء واحتفالات شارك فيها 15 ألف مواطن ألمانى. ويوثق المتحف تاريخ الرحلات الفضائية منذ بداياته فى أوائل 1960 إلى محطة الفضاء الدولية الراهنة، ويحتوى على نماذج فضائية حقيقية، وملابس رواد الفضاء، وكبسولة الهبوط الأصلية أبوللو 11 على سطح القمر وعربة قمرية مخصصة للسير على سطح القمر.