كشف مصدر مسئول، فى تصريحات خاصة ل«الشروق» عن تفاصيل جديدة فى عملية تحرير الصيادين المصريين الذين كانوا محتجزين لدى القراصنة الصوماليين وأشار إلى أن خلافا نشب بين القراصنة بسبب قبول عدد منهم العرض الذى تقدم به حسن خليل، صاحب مركب الصيد المختطف «ممتاز واحد»، بتخفيض الفدية إلى 400 ألف دولار بعد أن كانت 800 ألف دولار، فى الوقت الذى رفضه آخرون منهم. وأشار المصدر الذى رفض ذكر اسمه إلى أن خليل استغل هذا الخلاف لتدبير عملية إطلاق سراح الصيادين المصريين وانه تظاهر بدفع 200 ألف دولار من إجمالى المبلغ المتفق عليه للفدية، لصرف انتباه القراصنة عن عملية التحرير المباغت لطاقم الصيادين، التى كان يعد لتنفيذها بالتعاون مع مجموعة من المسلحين اليمنيين. وقال المصدر إن الوسطاء اليمنيين اتفقوا مع عدد من الصوماليين، المعادين للقراصنة، لتنفيذ الهجوم على مراكب الصيد المختطفة، وتحريرها، واتفقت هذه الرواية مع إحدى الروايات التى أدلى بها أهالى عزبة البرج بدمياط ل«الشروق»، حيث أشاروا إلى أن خليل أجرى اتصالا هاتفيا بأسرته صباح أمس، وأخبرهم خلاله بأنه توجه إلى السفينة بصحبة عدد من الرجال المسلحين التابعين لإدارة خفر السواحل اليمنية، ثم حدث خلاف حاد بين مجموعتى القراصنة المسيطرتين على السفينتين، تطور إلى تبادل لإطلاق النار، فاستغل المسلحون والصيادون المصريون الفرصة وفروا بالسفينتين بعد مناوشات وتبادل لإطلاق النار مع القراصنة، وما إن دخلت السفينتان إلى المياه الإقليمية اليمنية حتى أحاطت بهما طائرتين مروحيتين حامتا على مدى منخفض من السفينتين لحمايتهما. وجاءت الرواية الثانية على لسان أهالى عزبة البرج ايضا، ومفادها أن مالكى السفينتين توصلا إلى اتفاق مع القراصنة عبر وسطاء يمنيين لدفع مبلغ 400 ألف دولار، وأنه تم دفع 150 ألف دولار منها فى إطار عملية الخداع للقراصنة، وتم الاتفاق مع مجموعة أخرى من القراصنة الصوماليين المنافسين لمختطفى السفينتين المصريتين على عملية تحرير الصيادين. وبناء على الخطة، صاحب القراصنة الجدد حسن خليل إلى السفينة «ممتاز 1»، وباغتوا منافسيهم الخاطفين، وحرروا المصريين إلى داخل المياه الإقليمية اليمنية. ويدلل الأهالى على صحة هذه الرواية بعدم عودة حسن خليل مباشرة إلى مصر عقب تحرير السفينتين، وأنه ما زال فى مياه البحر الأحمر بين اليمن، ومدينة «بونت لاند» لتسوية مستحقات المجموعات المسلحة التى استعان بها. وأفادت الرواية الثالثة بتدخل «جهة سيادية مصرية» قال الأهالى إنها سهلت وصول خليل إلى اليمن، وكانت على علم بالمفاوضات، لكنها لم تشأ أن تظهر فى الصورة، لمحاولة تضليل القراصنة الصوماليين والحفاظ على أرواح المصريين. فيما نفى عدد من أهالى عزبة البرج بدمياط صحة لما تردد عن نجاح مساعى وزارة الخارجية للإفراج عن صيادى السفينتين بعد التفاوض مع القراصنة، وأكدوا أن عملية تحرير الصيادين لم تستغرق أكثر من ساعتين بعد توجه حسن خليل، مالك المركب، إليها للاطمئنان على اثنين من أبنائه هناك. من جهة أخرى، قال بكرى أبوالحسن، شيخ الصيادين بالسويس، إن طاقم الصيادين المصريين نجحوا فى أسر 8 من خاطفيهم الصوماليين، وليس 4 فقط حسبما تردد من معلومات، وأنهم يصطحبوهم معهم على متن مركبى الصيد «ممتاز واحد»، و«أحمد سمارة» فى طرق عودتهم لميناء الأتكة بالسويس.