خبير بشئون الشرق الأوسط: النزاع الليبى يفرض تحديات أمنية خطيرة على المنطقة.. ومحلل تونسى: تونس لن تستيعد أمنها قبل حسم الوضع بليبيا أبرز الهجوم الدامى فى ولاية سوسةالتونسية، قبل أسبوع، تحول ليبيا الغارقة فى الفوضى الأمنية والنزاعات العسكرية والسياسية، إلى مركز استقطاب رئيسى للجماعات الإرهابية، ومحطة تدريب وتحضير لشن هجمات فى بلدان أخرى. والمهاجم الذى قتل 38 سائحا أجنبيا بدم بارد فى سوسةبتونس، شأنه شأن المهاجمين الذين قتلا فى مارس 21 شخصا فى متحف باردو فى العاصمة، وقد تلقوا جميعهم بحسب السلطات التونسية، تدريبات فى ليبيا التى يوفر النزاع فيها ملاذا لمقاتلين غير ليبيين. ويقول مايكل نايبى أوسكوى، الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة ستراتفور الاستشارية الأمنية الأمريكية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «ليبيا تشهد حركة تنقل للمقاتلين بين جبهات القتال الداخلية، وجبهات قتال خارجية خصوصا سوريا»، مضيفا: «هناك عودة متواصلة لمقاتلين من سوريا». ويرى هذا الخبير، أن الفوضى الأمنية التى يخلفها النزاع فى ليبيا، تفرض «تحديات أمنية خطيرة وبعيدة المدى على المنطقة». ويرى المحلل السياسى التونسى صلاح الدين الجورشى، أن «الوضع الراهن فى ليبيا والإمكانيات التى تمتلكها القوات الإرهابية أصبحت تمثل خطرا حقيقيا على الأمن فى تونس»، معتبرا أن «تونس لن تستعيد وضعها الطبيعى إلا بعد أن يحسم الوضع فى ليبيا»، حسب ما نقلته الوكالة الفرنسية. وتابع الجورشى «رغم الإجراءات الأمنية التونسية مازالت هناك شبكات قادرة على اختراق الحدود، لإيصال الشباب إلى معسكرات فى ليبيا لتدريبهم على استعمال الأسلحة، ثم تأمين عملية رجوعهم إلى تونس ليجرى استخدامهم فى الوقت المناسب». ويقول مسئولون تونسيون، إن عمليات تدريب المقاتلين تتم فى معسكرات تابعة لجماعة «أنصار الشريعة» بمدينة صبراتة، التى تخضع لإدارة الحكومة غير المعترف دوليا، وتبعد نحو 60 كلم غرب العاصمة طرابلس على الطريق الساحلى المؤدى إلى معبر رأس جدير الحدودى. ويقول فيليب ستاك، الخبير فى شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجموعة «فيريسك ميبلكرافت»، التى تقدم تحليلات واستشارات أمنية، إن المنطقة التى تقع فيها صبراتة «تعتمد على عمليات التهريب». ويرى أن «وصف صبراتة بأنها مركز تدريب لا يعنى بالضرورة أن طبيعة هذا المركز عسكرية. هناك احتمال كبير بأن يكون هدفه الرئيسى نشر التطرف». ويقول مسئولون أمنيون فى طرابلس، إن أعداد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا ليبيا فى الأشهر الأخيرة غير محددة لكنها بالمئات، مشيرين إلى أن أعدادا كبيرة من قادة هؤلاء المسلحين المتشددين يحملون الجنسية التونسية، وقد قدم بعضهم من جبهات القتال فى كل من سوريا والعراق.